كيف نصفّي أذهاننا؟

نشر في 05-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 05-03-2015 | 00:01
No Image Caption
يؤدي الدماغ وظائف كثيرة ويتلقى معلومات وافرة، لكن هل يمكن أن يتوقف عن العمل حين يصبح محتواه مفرطاً؟ يمكن تحسين الوضع من خلال الاسترخاء لبضع دقائق، أو ممارسة المشي أو الكتابة أو التأمل... في ما يلي خطوات بسيطة للتخلص من السموم النفسية.
• رمي الكلمات التي تعيق مسارنا

منذ بضع سنوات، أصبحت الكتابة جزءاً من أساليب التطوير الشخصي. إنها طريقة فاعلة لإصلاح آثار الماضي وبناء الحاضر والاستعداد للمستقبل. الكتابة أشبه بمرآة لطرح الأسئلة عن الذات أو حل المشاكل أحياناً. إنه شريط متحرك عن الأحداث المتلاحقة، فهو يتنفس ويتحرك بحسب الأحداث التي تطبع حياتنا. أما القلم، فهو أداة لتفريغ محتوى العقل من جميع مصادر الإزعاج خلال بضع دقائق.

• تمرين:

خذ ورقة واسترسل في الكتابة من دون تفكير ومن دون فرض رقابة على الذات.

لا تحاول صياغة جمل كاملة أو ترتيب أفكارك. اكتب الكلمات عشوائياً ويمكنك التركيز على كلمة معينة تعبّر عن وضعك.

خلال دقيقتين تقريباً، بعد أن تكون قد ملأت الورقة، خذ استراحة وأغمض عينيك تزامناً مع التنفس بهدوء وعمق. افتح عينيك وانظر إلى الورقة. لا تحاول تحليل الوضع لكن أجب في داخلك على السؤال التالي: {ما هي الرسالة التي أردت نقلها؟}.

• المشي مع العينين

لطالما عمد أهم الفلاسفة إلى التنزه في الطبيعة لتصفية ذهنهم. إنها مقاربة {ملهِمة} طبعاً، لكن لماذا؟ لأن المشي في بيئة هادئة أفضل تمرين لتفريغ الدماغ من الأفكار الدخيلة. لا تكون حركة القدمين (مع أنها تفيد الصحة) السبب في هذا الاسترخاء النفسي، بل يتعلق مصدر الراحة بالعينين. خلال النزهة في الطبيعة أو في أرجاء مكان معزول، غالباً ما تنجذب العيون إلى الشجر والأعمدة والأزهار والمساحات الخضراء...

تسهم حركات العين هذه في التنسيق بين نشاط نصفَي الكرة الدماغية وفكّ التشنجات العصبية الناجمة عن الصدمات العاطفية أو الأفكار السلبية أو المفاهيم الثابتة، وذلك بهدف {تجديد} الخلايا العصبية. باختصار، يوازي المشي في الغابة جلسة طبيعية من برنامج {إعادة برمجة الذات عبر حركة العين}.

• تمرين:

خصص 20 دقيقة واخرج من مكانك للقيام بجولة في الحي. امشِ بوتيرة طبيعية: لا تكن سريعاً ولا بطيئاً أكثر من اللزوم. خلال دقيقتين، ركز على إيقاع تنفسك واحرص على أن يكون ثابتاً وعميقاً قدر الإمكان تزامناً مع إرخاء الحجاب الحاجز. لا تفكر بشيء عدا الشهيق والزفير. ستسمح لك هذه المنطقة من جسمك بالتحرر من توترك الداخلي. في اللحظات اللاحقة، تابع المشي من دون تحريك الرأس بل اكتفِ  بتحريك العينين وانظر بإمعان إلى تفاصيل البيئة من حولك وكأنك تكتشف هذا المكان للمرة الأولى. ستشعر تدريجاً بأن أفكارك بدأت تتوضح.

• تفريغ الأفكار السلبية

عند اجترار العواطف السلبية، ستترسخ في الجسم كما في العقل. قد ترتبط هذه العواطف بظروف صعبة أو صراعات عالقة أو صدمات عاطفية، لكنها تترافق دوماً مع أحاسيس جسدية مزعجة نفضّل نسيانها. إذا لم ننجح في تفريغ هذه العواطف والأحاسيس التي ترافقها، يقول علماء النفس المتخصصون بالمقاربات الجديدة التي تعالج الأمراض العضوية الناجمة عن أسباب عاطفية إن هذا الوضع قد يسبب اضطرابات فيزيولوجية أو حتى مشاكل صحية حادة. للتخلص من المشكلة، يقضي الحل الأكثر فاعلية بتفريغ تلك الأفكار والعواطف!

• تمرين:

حضّر لائحة بجميع مصادر القلق والغضب المكبوتة أو الصراعات العالقة. قد تتعلق المشكلة بتعليق من زميل أو ملاحظة من الشريك أو خلافات مع صديق... دوّن على ورقة مختلف الحوادث التي أثرت بك، سواء كانت بسيطة أو كبيرة، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. ثم راجع كل نقطة من هذه اللائحة واكتب على تلك الورقة، بأكبر قدر ممكن من الدقة، ما شعرت به خلال ذلك {الحادث المفصلي} الذي لم تتجاوزه بعد.

أغلق عينيك وتنفس بهدوء. تصور كل موقف وحاول أن تشعر مجدداً بالعاطفة المرتبطة بذلك الموقف واحرص على تحديدها شفهياً. خذ نفساً عميقاً وفرّغ تلك العاطفة أثناء الزفير واقذفها من داخلك تزامناً مع تحريك اليدين بما يتماشى مع شعورك في تلك اللحظة.

back to top