خارج أسوار البرلمان

نشر في 04-03-2015
آخر تحديث 04-03-2015 | 00:01
 د. ندى سليمان المطوع لا شك أن الممارسة البرلمانية الإيجابية مطلوبة والسعي لرفع سقف العمل السياسي أيضا مطلوب، ولكن الناخب يتطلع إلى النائب الذي ينتهج الدفاع عن المطالب الشعبية، ولمَ لا؟ فالعمل البرلماني الجيد هو ذلك الذي يستطيع أن يبادر بوضع المسار التنفيذي تحت المجهر بغرض الإصلاح الإداري وتعزيز مسار التغيير الإيجابي السياسي والاقتصادي معا.

«الطقس السياسي في الكويت متقلب» جملة نسمعها من بعض زملائنا الخليجيين كلما زاروا الكويت، ولم يخطئوا فالمزاج السياسي أصبح كالطقس بحاجة إلى مهارات خاصة لاستشعار التقلبات والتغييرات، لذا فقد أصبحت علاقتنا بدراسته وتحليله كعلاقة زملائنا من قسم الجغرافيا بعلم الأرصاد الجوية، والرؤية التي اكتسبناها تعود لمتابعتنا للعواصف البرلمانية في الماضي والرياح المثيرة للأزمات، ولا أذكر أننا استمتعنا بطقس سياسي مستقر إلا لفترات محدودة أغلبها بين الفصول البرلمانية.

وفي السياق ذاته أذكر أننا خلال الأعوام الماضية ومع افتتاح الفصول التشريعية البرلمانية كنا نراهن على نجاح الجهود المبذولة في علاج قضايا عديدة أبرزها حماية الوحدة الوطنية من مظاهر الفتن، وذلك عبر رسم سياسة عامة تحمي المجتمع من مثيري الفتن، وعلاج العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وذلك عبر المحاولات المتعددة لتحقيق المعادلة الصعبة والمتمثلة بتجاوز العثرات والاختناقات التي عرقلت الإنجاز، والالتزام بمحاسبة الأداء الحكومي بشكل مستمر يحفظ للبرلمان دوره الرقابي أمام الناخب ويحفز الحكومة على تطوير أدائها.

أما القضية الثالثة فتخص تصحيح المسار الإعلامي بمختلف مؤسساته وأدواته، والذي لم تستطع الأجهزة الحكومية حتى الآن أن تسخر أدوات التواصل الاجتماعي لمصلحة مؤسساتها التعليمية والثقافية، حتى تحولت بيئة التواصل الاجتماعي إلى مرتع للاستخدامات العشوائية الجيدة أحياناً والسيئة أغلب الأحيان. ونتساءل عن الاستقرار المنشود فيبدو للمتابع للأحداث اليومية أن الهدنة السياسية بين البرلمان والحكومة مستمرة  رغم امتعاض الناخبين من قلة الأسئلة البرلمانية التي تحمل صيغة الرقابة والمحاسبة، ولا شك أن الممارسة البرلمانية الإيجابية مطلوبة والسعي لرفع سقف العمل السياسي أيضا مطلوب، ولكن الناخب يتطلع إلى النائب الذي ينتهج الدفاع عن المطالب الشعبية، ولمَ لا؟ فالعمل البرلماني الجيد هو ذلك الذي يستطيع أن يبادر بوضع المسار التنفيذي تحت المجهر بغرض الإصلاح الإداري وتعزيز مسار التغيير الإيجابي السياسي والاقتصادي معا.

كلمة أخيرة:

أطلت إحدى المذيعات عبر التلفزيون الحكومي بكامل زينتها وبالغت في الأصباغ والألوان وتعثرت في حديثها عن الغزو والتحرير حتى اتضح  للمشاهد أن برامج العيد الوطني لا تخضع لرقيب ولا معدّ ولا مسؤول، والأكثر من ذلك عندما فاجأها الضيف بقوله: «أنا كنت أسيراً بالغزو» فابتسمت وقالت «حلو»، نأخذ فاصل أعزائي المشاهدين!! والتعليق لكم أعزائي القراء.

وكلمة أخرى:

استوقفني ملصق لإحدى المؤسسات يظهر صورة فتاة تحمل رشاشاً من البلاستيك الملون ويدعو الملصق الجميع للاحتفال بالمناسبة الوطنية، فأصبح للأسف لدينا ملصقان؛ الأول يدعو لتسليم الأسلحة والآخر يدعو للاحتفال بها!! فهل أدركت أخي القارئ ما التقلب السياسي؟

back to top