كيف نعالج مضاعفات جراحات التجميل ولماذا؟

نشر في 03-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 03-03-2015 | 00:01
No Image Caption
لتحسين شكل الوجه أو الحد من آثار الزمن أو تقليص بعض العيوب، يمكن استعمال منتجات قابلة للحقن أو اختيار توكسين البوتولينوم (البوتوكس) لنفخ البشرة. أو يمكن الجمع بين هاتين التقنيتين معاً. لكن قد تعطي هذه العمليات آثاراً جانبية أحياناً.
تكون الآثار الجانبية أو المضاعفات على نوعين: المضاعفات المتوقعة وتلك التي تشكل مفاجأة سيئة! لكن من خلال استعمال المنتجات الموصى بها، أي مواد النفخ غير الدائمة مثل حمض الهيالورونيك أو هيدروكسيباتيت الكالسيوم أو حمض اللبنيك المتعدد أو توكسين البوتولينوم، تقل المخاطر عملياً لأن مفعول هذه المواد لا تكون دائمة. وتبقى الآثار الجانبية، إذا وُجدت، محدودة بشكل عام.

يُستعمل توكسين البوتولينوم في جراحات التجميل لتقليص انقباض العضلات الواقعة في الجزء العلوي من الوجه، وهي المسؤولة عن التجاعيد تحت حاجب العين. يستعمله بعض الخبراء أيضاً لتحسين الوجه كله. قد يكون استعماله على الجزء العلوي من الوجه (الجبين، محيط العين) كافياً لتصحيح العيوب وتحقيق نتيجة مُرضِية، لكن تُستعمل جرعات صغيرة منه في الجزء الأوسط والسلفي من الوجه والعنق، ما يفسّر ضرورة الجمع بين هذه التقنية وحقن النفخ لتحقيق نتيجة جيدة.

يرتبط هذا الاختلاف في الجرعات بالتعقيدات والتفاعلات بين مختلف عضلات الوجه: على مستوى الجبين ومحيط العين، يقلّ عدد العضلات. لكن في المنطقة الوسطى والسفلى من الوجه، يرتفع عدد العضلات التي تكون متداخلة، وهذا ما يشرح جميع حركات الوجه التي نستطيع فعلها. عند استعمال مادة التوكسين، يتعلق المبدأ الأساسي بوخز حقنة دقيقة جداً.

ما هي المخاطر المطروحة؟

إنها مخاطر عابرة ونادرة لكنها قد تكون مزعجة. يمكن أن يظهر احمرار أو كدمة زرقاء في نقطة الحقن، وقد يدوم الانتفاخ حول العيون بين 4 و5 أيام لكنه يتلاشى خلال بضعة أيام أو أسابيع. تشمل المضاعفات المحتملة أيضاً اضطرابات متنوعة مثل الشعور بضغط أو جمود في الجبين، أو وجع عابر في العين أو الوجه. أحياناً تكون النتائج شائبة، فلا تزول التجاعيد الرفيعة، أو تبدو خطوط الوجه غير متناسقة، أو يرتفع أحد الحاجبين بشكل مفرط، أو تتأثر حركات الوجه سلباً. يمكن تصحيح هذه الشوائب سريعاً من خلال حقنة بمادة التوكسين أو يمكن اللجوء إلى تقنيات أخرى (حقن النفخ). أخيراً، يمكن أن تشمل الآثار السلبية: الصداع، هبوط الحاجب أو الجفن، جفاف العين، وفي حالات استثنائية الحساسية والغثيان والتعب والزكام، وجفاف البشرة أو الفم. لكن تكون هذه الآثار كلها عابرة. تُستعمل ثلاثة أنواع من توكسين البوتولينوم في عمليات التجميل عموماً. تنحصر هذه العملية ببعض الأطباء الاختصاصيين (الخبراء في جراحة التجميل والترميم، اختصاصيو الجلد، جرّاحو الوجه والعنق والفكّين، أطباء العيون).

تكون منتجات النفخ الأكثر شيوعاً غنية بحمض الهيالورونيك. تكثر الخيارات في هذا المجال راهناً (أكثر من مئة خيار) وتحتوي بعض المنتجات على مادة مخدّرة للحد من الألم. يتم تصنيف الآثار الجانبية وفق فترة ظهورها. قد تكون فورية (تمتد حتى أسبوع)، أو شبه متأخرة (بين أسبوع وثلاثة أسابيع)، أو متأخرة جداً (بين 3 و24 شهراً). يمكن توقع بعض الحوادث الفورية أيضاً. على إثر الصدمة التي ترافق وخز الإبرة، يمكن الشعور بالألم أو قد تصبح البشرة حمراء، أو قد يحصل نزيف بسيط أو انتفاخ (وذمة). أحياناً، قد يكون الأثر مفاجئاً أو عبارة عن حادث نادر مثل الورم الدموي، أو الحساسية العادية أو المفرطة، أو ظهور الحبوب (التهاب الأجربة) أو الهربس، أو الشعور بالحاجة إلى حكّ المنطقة.

على مستوى الشفتين، قد يحصل انتفاخ مفرط أحياناً (وذمة التهابية) وقد يدوم بين يومين وثلاثة أيام. إذا كان الطبيب يستعمل مادة مخدّرة موضعية، يتراجع خطر الإصابة بحساسية. أحياناً، قد يكون الأثر التصحيحي مفرطاً مقارنةً بالنتيجة المتوقعة (لا سيما في منطقة الشفتين أو الدوائر السوداء حول العيون). تكون ردود الفعل شبه المتأخرة عبارة عن آثار صبغية مائلة إلى اللون الرمادي وقد يبدو بعض الخطوط غير متناسق أو يمكن أن تظهر مشاكل التهابية غير محددة.

أخيراً، تبقى التفاعلات السلبية من نوع الاحمرار والعقيدات والحساسية والخرّاج استثنائية. لا بد من إبلاغ الطبيب والعودة لزيارته عند مواجهة أي آثار جانبية مماثلة كي يتمكن من معالجة المشكلة سريعاً.

كيف نتجنب المضاعفات؟

يقوم الطبيب بمعاينة مسبقة فيفحص بشرتك ويسألك عن علاجاتك ويشرح لك الحوادث المحتملة. لتجنب أي مشكلة، يوصى بالامتناع عن أخذ الأسبرين أو مضادات الالتهاب قبل الجراحة (بسبب خطر تشكّل الأورام الدموية)، فقد يؤدي بعض الأدوية إلى تفاعلات غير مرغوب فيها (الأنترفيرون). بعد جراحة النفخ، من الأفضل الحد من تحريك الوجه والامتناع عن الذهاب إلى حمّام بخار لبضعة أيام، إلى أن تعطي المادة مفعولها.

كيف نبلغ عن المضاعفات؟

يمكن الإبلاغ عن المضاعفات الحادة إلى الوكالات المعنية بالسلامة العامة وتتولى هذه الجهات تقديم نصائح بسيطة. ويمكن أن يبلغ الأطباء الشركات التي تصنّع المنتجات أيضاً. كذلك يمكن الإبلاغ عن جميع الآثار الجانبية، بغض النظر عن طبيعتها، إلى جمعيات الأطباء {الخبراء}، إذا لا تكتفي هذه الجهات بالاطلاع على الحالات بل تساعد الأطباء أيضاً على التحكم بذلك الأثر السلبي بأفضل طريقة ممكنة.

حين يسبب منتج معين آثاراً جانبية مفرطة، يمكن سحبه من السوق. هذا ما حصل مع مادة قابلة للحقن تختلف عن حمض الهيالورونيك وقد سببت في السنة الماضية ردود فعل غير متوقعة بعد طرحها في السوق ببضعة أشهر (وتحديداً مشكلة العقيدات). أعلن الأطباء سريعاً عن تلك الآثار وتوقف تسويق المنتج في أوروبا كلها. تفرض القوانين الأوروبية الراهنة إجراء دراسات عيادية طويلة ومكلفة قبل الحصول على الرخصة لطرح المنتج في السوق (هذا هو وضع توكسين البوتولينوم). على صعيد آخر، يبرز مفهوم مختلف لا يفرض القيام بتجارب عيادية بل يرتكز بكل بساطة على القواعد السليمة لتصنيع المنتجات.

يصعب تحديد عدد الحالات نظراً إلى عدم الإعلان عن جميع الآثار الجانبية، إضافة إلى أن مواد التوكسين وحمض الهيالورونيك لا تعطي آثاراً حادة أو دائمة غالباً. لا تؤدي نقابة الأطباء دوراً معيناً في هذا المجال، لكنها تستطيع توجيه المريض إلى الاختصاصي المناسب. تهدف جراحات التجميل إلى إرضاء المرضى بنسبة واقعية. لكن قد لا تتحقق النتيجة المتوقعة، ما يؤدي إلى تعزيز الاضطرابات النفسية القائمة أصلاً. في معظم الحالات، يكون أثر استعادة الشباب مُرضِياً ويرغب المرضى في الحفاظ عليه.

من الناحية السلبية، يجب تكرار حقنة البوتوكس مرتين في السنة والمواد القابلة للحقن كل سنة تقريباً. تسمح هذه المقاربة بالحفاظ على الشكل المنشود وكبح آثار الشيخوخة. تتعلق معايير اختيار الطبيب بسلامة المنتجات المستعملة وفاعلية العملية والقدرة على تحمّلها. ولا ننسى أهمية الكلفة! لكن يتطلب أي منتج فاعل كلفة معينة واختصاصياً بارعاً... في النهاية، السلامة لا تُقدَّر بثمن!

back to top