بشرتكِ... تعرّفي إلى التقشير السطحي والمتوسط والعميق

نشر في 03-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 03-03-2015 | 00:01
No Image Caption
بفضل توسع نطاق عمليات تقشير البشرة التي باتت غنية بتركيبات ومقاربات جديدة اليوم، يستطيع اختصاصي الجلد انتقاء أفضل الطرق المناسبة لتحقيق النتائج المرجوة. تتحسن هذه النتائج كلما كانت عملية التقشير عميقة. يجب أن تشمل الاستشارة الطبية التي تسبق عملية التقشير فحصاً للعيب الذي يجب تصحيحه، وتقييماً للتوقعات التي تنتظرها المرأة والمخاطر المطروحة، فضلاً عن تحديد تفاصيل العملية وكلفتها، ما يسمح بتحقيق أفضل النتائج.
عمليات التقشير السطحية:

إشراقة ملحوظة

تستعمل عمليات التقشير الأكثر شيوعاً حمض الغليكوليك (خلاصة قصب السكر). لا تتجاوز الطبقات السطحية للبشرة ولا تخلّف آثاراً بارزة وتسمح باستئناف النشاطات الاعتيادية بعد العملية مباشرةً. لذا يسميها البعض {التقشير في موعد الغداء} نظراً إلى سرعة الجلسة. يتراوح عدد الجلسات الضرورية بين 4 و6 جلسات بشكل عام، شرط أن تبلغ الفترة الفاصلة بين جلسة وأخرى 20 يوماً للحفاظ على أثر الإشراقة خلال بضعة أشهر. يجب تجديد العلاج مرة إلى ثلاث مرات في السنة. ستبدو البشرة أكثر نظافة ولونها أفتح من العادة وستصبح المسام متراصة ولون البشرة أكثر تجانساً. هذه الجلسات شائعة الاستعمال لمعالجة مشاكل الاصطباغ الهرموني من نوع {قناع الحمل}، ما يسهّل أن تخترق العناصر الفاعلة البشرة لإزالة الاصطباغ. يمكن أن تقدم هذه الجلسات مساعدة كبرى لمعالجة حب الشباب الذي يظهر خلال الحمل، كذلك لا تزيد داء الوردية سوءاً. تقشير البشرة السطحي ليس مؤلماً، بل إنه يعطي شعوراً عابراً بالحر أو بعض الوخز أحياناً. كذلك لا يستلزم أي تخدير موضعي ويمكن أن تتحمله المرأة بسهولة.

لكن يجب تحضير البشرة لهذه العملية مسبقاً: احرصي على دهن كريم بأحماض الفاكهة، بعد أخذ موافقة اختصاصي الجلد، قبل 15 يوماً على الأقل من العلاج. في المقابل، يجب الامتناع عن بعض الخطوات: لا تدهني كريماً آخر من دون إبلاغ اختصاصي الجلد بذلك، والأهم ألا تستعملي أي نوع من الكريمات الغنية بحمض الفيتامين A أو المضادة لحب الشباب والغنية بعنصر بيروكسيد البنزويل.

في المرحلة اللاحقة، قد يظهر على البشرة أثر يشبه ضربة الشمس كحد أقصى في الساعات التي تلي الجلسة (احمرار البشرة). أو قد تظهر بقع أو جروح صغيرة تدوم لخمسة أو ستة أيام ويمكن معالجتها عبر استعمال كريم لمداواة الجروح.

عمليات التقشير المتوسطة:

تجديد الشباب

تستعمل هذه العملية حمض التريكلوروسيتيك بنسبة 25 أو 35% وتضمن مفعولاً أعمق يصل إلى الأدمة السطحية. هي تعالج البقع الجلدية والتجاعيد الرفيعة ولون البشرة الباهت. إنه تقشير شامل وهو يناسب جميع أنواع البشرة، بما في ذلك البشرة الداكنة شرط استعمال المستحضرات المناسبة مسبقاً. يمكن الخضوع لهذا النوع من الجلسات في جميع المواسم، مع الحرص على تلقي الحماية الشمسية المناسبة (الامتناع عن الذهاب إلى الشاطئ طوال ثلاثة أشهر على التوالي واستعمال واقٍ كامل المفعول يومياً أثناء التنقل في المدن). يمكن تقشير الوجه كله أو مناطق معينة مثل محيط العينين لتحسين البشرة المتجعدة.

لكن يجب تحضير البشرة لهذه العملية مسبقاً: كلما كانت البشرة باهتة، تبرز حاجة إضافية إلى تحضيرها قبل العملية من خلال دهن كريمات غنية بعنصر الهيدروكينون وحمض الفيتامين A في المساء، قبل أربعة أسابيع من جلسة التقشير. فهي تريح الخلايا الصبغية وتقلص خطر الاصطباغ بعد الالتهاب.

يعطي التقشير المتوسط للبشرة شعوراً قوياً بالحر وهو يدوم بين بضع دقائق وبضع ساعات. سيصف اختصاصي الجلد نوعاً من المسكّنات وكريماً مخدّراً. سرعان ما يهدأ الألم عند التواجد أمام مروحة ووضع كمادة من الثلج. يجب أخذ علاج مضاد للهربس عند تقشير الوجه كله.

بعد الجلسة، قد تظهر قشور خفيفة أو كثيرة وقد تدوم لستة أيام تقريباً، بحسب قوة العلاج. يتطلب التعافي الكامل ثمانية أيام. تبقى البشرة حمراء طوال ثلاثة أيام وقد تظهر بقع كبيرة خلال ثلاثة أو أربعة أيام. لذا ستضطرين إلى ملازمة المنزل والتغيب عن العمل طوال أسبوع. عند انتهاء هذه المرحلة، يصبح لون البشرة زهرياً ويمكن تغطية أي آثار بالتبرّج. تشمل المضاعفات المحتملة اصطباغ البشرة بعد جلسة التقشير إذا لم يكن التحضير كافياً، أو قد يظهر بعض الندوب إذا خرج التقشير عن السيطرة أو كان عميقاً بشكل مفرط.

مضاعفات

تكون المضاعفات فورية أو قد تظهر في مرحلة متأخرة. بعد العملية مباشرةً، قد تصاب المرأة بالتهاب بكتيري أو تلتقط فيروس الهربس الذي يترافق مع ألم ووذمات وحويصلات راشحة. تشمل المضاعفات في المرحلة اللاحقة:

اضطرابات صبغية:

• اصطباغ مفرط بعد استعمال حمض التريكلوروسيتيك أو نوع خفيف من مواد الفينول الموجودة في مختلف العلاجات الرامية إلى إزالة الاصطباغ.

• اصطباغ البشرة بعد الالتهاب بسبب الإفراط في اختراق البشرة خلال جلسة التقشير بحمض الغليكوليك.

• نقص الاصطباغ بطريقة لا يمكن عكسها نتيجة جلسة من التقشير العميق بشكل مفرط (إنها حالة شائعة في منطقة الشفتين بسبب الإفراط في استعمال حمض التريكلوروسيتيك أو سوء استعمال مواد الفينول).

• التهاب الجلد التماسي ليس شائعاً جداً لكنه قد يصيب كل من لديه حساسية على الفازلين. كذلك، قد تظهر الدخينات (جيوب بيضاء صغيرة) في جميع مراحل التئام الجروح ويمكن إزالتها باليد. على صعيد آخر، يمكن معالجة حب الشباب الذي ينجم عن استعمال متكرر للمنتجات الدهنية بعلاجات موضعية ومضادات حيوية تُؤخَذ عبر الفم.

قواعد يجب احترامها:

• لا بد من تحضير البشرة قبل جلسة التقشير بحمض الغليكوليك لتعزيز حموضة البشرة والسماح لها بتحمّل التقشير. المرحلة التحضيرية مهمة أيضاً قبل جلسات التقشير المتوسط. هي ليست إلزامية قبل الجلسات التي تستعمل مواد الفينول، لكنها مفيدة لتسريع التئام الجروح وتعافي البشرة وتفعيل الخطة العلاجية المضادة وتقليص خطر الاصطباغ المفرط.

• تدابير الحماية بعد جلسة التقشير ضرورية للغاية، وقد تتراوح بين شهر وستة أشهر في حال الخضوع لتقشير عميق.

• لا بد من الحصول على معلومات دقيقة من الطبيب بشأن مسار العملية والمرحلة التي تليها والنتائج المنتظرة من التقنية المستعملة والمخاطر التي ترافقها. يجب أن توافق المرأة مسبقاً على هذه التفاصيل كلها خطياً.

• يسمح خيار التقشير المتنوع بمعالجة مناطق مختلفة بفضل تقنيات تقشير قوية، بحسب درجة إصابة كل منطقة.

• أخيراً، يتعلق العامل الأهم بأن يكون اختصاصي الجلد بارعاً في مجاله. لا حاجة كي يجيد تطبيق جميع التقنيات بل يجب أن يتحكم بالتقنية التي يستعملها. عادت جلسات التقشير الراهنة لتستعمل العناصر المعروفة (أحماض الفاكهة، حمض التريكلوروسيتيك، مواد الفينول)، ويقترح بعض الاختصاصيين خلطات متعددة من العناصر. من خلال التعرف على الإصابة الجلدية بما يكفي من جهة، واستكشاف التركيبات المستعملة من جهة أخرى، يمكن تحسين التوصيات في هذا المجال وتحقيق نتائج أفضل، والأهم هو تقليص المخاطر المطروحة. يمكن اختيار تقنيات التقشير المناسبة من بين العلاجات التي تصلح البشرة أو تعيد شبابها، وقد تترافق مع جميع المقاربات التي تضمن استعادة بشرة شابة مثل حقن النفخ والبوتوكس وتقنيات الليزر.

back to top