منظور آخر: تحرر من الكراهية

نشر في 02-03-2015
آخر تحديث 02-03-2015 | 00:01
احترام الآخر ليس جملة أنيقة وجميلة وعصرية ومتحضرة لتلقيها فقط في المناسبات الرسمية، هي أسلوب حياة، ومبدأ ومنهج يبدآن من البيت والمدرسة والمجتمع، فحرروا أنفسكم من عقد الكراهية وأطلقوا الإنسان الذي في داخلكم لحياة فيها القبول والحب والتسامح، دون عبء الكراهية والانزعاج والبغض.
 أروى الوقيان "تكلم لكي أراك"، لم تكن مجرد جملة قالها سقراط لأحد تلاميذه الذي كان ساكتاً على الدوام، هي فلسفة حياة، نحن البشر نحكم على الكتاب من غلافه، ونحاكم الشخص على ميوله ومعتقداته، ولدينا الأحكام المسبقة في دماغنا عن ألوان البشر ودينهم وهويتهم وجميع ما يخصهم.

أنت جاهز للكراهية المطلقة بسبب قشور تخصك ولا تهمني، مهلاً... قبل أن تنشر الكره على فئة محددة فقط لأنك قررت هكذا، هل استمعت إليهم؟ وهل تعرفت عليهم لكي تكرههم؟ كل ما تعرفه عنهم صورة وكلام قيل لك عنهم.

تطلب مني بعض الوعي وكثيراً من الوقت لأتحرر من الأحكام المسبقة عن البشر، فبتّ أرى من خلالهم لا من شكلهم، بتّ أمقت هذا الكره المسبق للآخر، وهذه الكراهية غير المبررة باتت تزعجني.

لم أعد أطيق حواراتك عن انحطاط غيرك فقط لأنك مؤمن بفكر معين، أو لأن شكله وشعره ولونه ولبسه لا يناسب ذوقك، أنت حر بشكلك وفكرك وانتمائك، لكن لا تملك حق فرض ما تحب على الآخرين، وإن لم يكونوا مثلك تعاقبهم بالكراهية والنبذ، وقد تمتد إلى الأذى أحيانا.

بعد سنوات من زرع العنصرية والكره للآخر باتت مجتمعاتنا تطالب باحترام هذا الآخر، إن احترامه ليس توصية في مؤتمر، هو مبدأ نغرسه في أبنائك منذ الصغر، حين تربيهم على احترام جميع الجنسيات الموجودة في منزلك دون أن تزدري جنسية دون أخرى.

احترام الآخر يكون حين يراك أبناؤك تهنئ المسيحي في أعياده مثلما تتقبل منه التهاني في أعيادك، دون تكفير وإطلاق مصطلحات مثل "الكافر" و"النصارى" وما إلى ذلك من ألقاب تنم عن كراهية وعدم قبول.

احترام الآخر يكون حين تستمع إلى أبنائك وتحترم وجهة نظرهم حتى إن لم تتفق معهم، هكذا فقط يتعلم النشء مبدأ احترام الآخر.

احترام الآخر ليس جملة أنيقة وجميلة وعصرية ومتحضرة لتلقيها فقط في المناسبات الرسمية، هي أسلوب حياة، ومبدأ ومنهج يبدآن من البيت والمدرسة والمجتمع.

حرروا أنفسكم من عقد الكراهية وأطلقوا الإنسان الذي في داخلكم لحياة فيها القبول والحب والتسامح، دون عبء الكراهية والانزعاج والبغض.

قفلة:

الكراهية كانت المسبب الرئيسي لجرائم القتل والتفجير والإرهاب والتنمّر في جميع أنحاء العالم، ونبذها يحتاج إلى حملات توعية جبارة مثلها مثل التي تمارس ضد التعنيف والتعذيب.

back to top