اليهود بصورة جديدة في دراما 2015

نشر في 02-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 02-03-2015 | 00:01
«حارة اليهود» للمؤلف مدحت العدل و{الضاهر» للمؤلف تامر عبدالمنعم، مسلسلان يتمحوران حول حياة اليهود المصريين الذين رحلوا عن بلدهم في أعقاب حرب 1948. بمَ يتميز هذا العملان وما العقبات التي اعترضتهما وإلى اي مدى يختلفان في تجسيد شخصية اليهودي عن المسلسلات السابقة التي تناولت هذه الشخصية؟
تدور أحداث {حارة اليهود}، بين 1948 و1956، وترصد حياة يهود مصر الاجتماعية وأنشطتهم التجارية، وهو من إخراج محمد العدل، بطولة: إياد نصار، منة شلبي، سلوى خطاب، سلوى محمد علي.

يكشف حارة اليهود} حقيقة أزمة ترحيل اليهود عن مصر بعد حرب 1948  والمتسبب في رحيلهم، لهذه الغاية تم بناء ديكورات على مساحة 4 أفدنة وتجهيز التفاصيل والأكسسوارات الخاصة بهذه الطائفة وحياتها في أربعينيات القرن الماضي وخمسينياته، وتمت الاستعانة بمسؤولي الطائفة اليهودية في مصر من خلال رئيستهم التي أمدت القيمين على المسلسل بمعلومات حول أبرز الفترات التي عاش فيها اليهود في مصر وعاداتهم وتقاليدهم.

عقب تقديم فريق عمل {حارة اليهود} السيناريو إلى الجهات المعنية لأخذ الموافقات اللازمة لبدء تصويره، تقدم السيناريست والمؤلف سمير الجمل بشكوى إلى نقيب السينمائيين يؤكد فيها أنه صاحب قصة {حارة اليهود} التي سبق أن قدمها لشركة العدل قبل أربع سنوات بالاسم نفسه، لكن لم يتلقَّ رداً عليها وفوجئ ببدء تنفيذها باسم السيناريست مدحت العدل.

الضاهر

تدور الأحداث في {الضاهر} حول فتاة مصرية لأبوين مصريين يهوديين هاجرا لكنهما زرعا في نفس ابنتهما حب مصر، فتعود إلى وطنها بعد وفاتهما، وتعيش في إحدى مناطق القاهرة وتحديداً حي {الضاهر}.

 يجسد محمد فؤاد شخصية ضابط يسكن في هذه المنطقة الشعبية، ويقدم خدماته لجيرانه ويغرم بالفتاة المصرية العائدة إلى بلدها، ويقف إلى جانبها في صراعها مع التغيرات التي طرأت على المجتمع المصري والوضع الذي أصبحت فيه الآن.

 واجهت المسلسل أزمات عدة من بينها: اعتذار فنانات عن دور البطولة على غرار هيفاء وهبي ولطيفة، وتم الاستقرار أخيراً على السورية نسرين طافش إلا أنها  اعتذرت قبل البدء في تنفيذ العمل. يشارك في البطولة: حسن يوسف، لبنى عبدالعزيز، سمير صبري وسارة سلامة.

يوضح السيناريست تامر عبدالمنعم أن المسلسل يلقي الضوء على أبناء الطائفة اليهودية المصريين الذين تمسكوا بوجودهم في مصر، ورفضوا إغراءات الهجرة والسفر إلى إسرائيل، مشيراً إلى أنه أطلق على المسلسل اسم {الضاهر} لأن أحداثه تجري في هذه المنطقة، لافتاً إلى أنه يتوقع نجاحه نظراً إلى جرأة فكرته وحداثتها.

يضيف أن المسلسل يختلف عن أي عمل قُدم في هذا السياق، لأنه يتناول الفكرة بمعالجة جديدة ويفرّق بين يهود مصر والصهيونية العالمية، ذلك أن البعض يخلط بين النوعين، وأنه لا يدافع عن أحد بل يعطي كل ذي حق حقه بعيداً عن الشكل النمطي لليهودي في الدراما المصرية على مدار تاريخها.

اختلاف

إنجي شرف التي تشارك في {حارة اليهود} و«الضاهر} تؤكد أن المسلسلين مختلفان تماماً عن بعضهما البعض، وأنها تؤدي دور تريز، فتاة مسيحية في {حارة اليهود}، و{أمنية}، زوجة ذات سلوك سيئ وتتسبب في مشاكل لزوجها (تامر عبدالمنعم)  لانحراف أخلاقها في {الضاهر}.

تضيف: «أحرص على ألا تتسبب مشاركتي في عملين بالإخلال بأحدهما، وأبذل قصارى جهدي للظهور بمظهر لائق، خصوصاً أنني لا أقلق من تصوير المسلسلين وعرضهما في آن، لأنني أراهن على ذائقة الجمهور الذي يفرّق بين الأداء الجيد وغير الجيد}.

بدوره يشير السيناريست سمير الجمل إلى أن نقابة السينمائيين لم تتوصل إلى حلّ في نزاعه مع مدحت العدل، لكن سوّي الأمر بشكل ودي عندما زاره السيناريست مدحت العدل في مقر عمله، ما جعله يتنازل عن القضية ولا يستكمل خطواته في التقاضي، مؤكداً أنه كتب قصته قبل أن يفكر العدل في هذا الموضوع.

يضيف: {شعرت بالخجل من مدحت العدل، فنحن أصدقاء منذ فترة طويلة وعندما زارني لتسوية الموضوع كان قطع شوطاً طويلاً في كتابة الحلقات. لم أكتب إلا الفكرة، ولم يكن من المعقول أن أهدم المعبد بما فيه وأخسّره مجهود فترة طويلة قضاها في كتابة هذه الحلقات}.

نمطية وسطحية

يرى الناقد الفني نادر عدلي أن غالبية الأعمال التي تناولت شخصية اليهودي لم تتعدَّ الصورة المعروفة والمقدمة في الدراما على مدار السنوات الماضية، مشيراً إلى أن ظهور اليهودي كشخص يعاني مشاكل نفسية وينطق حرف الـ«حاء} {خاء} طوال الوقت أمر مستغرب، ذلك أن صانعي الدراما لا يهتمون بالتفاصيل الدقيقة ويستسهلون فيظهرون اليهود بشكل نمطي وسطحي.

يضيف أن أعمالاً قليلة راعت عقلية المشاهد وأظهرت اليهود كأناس عاديين لهم مميزاتهم وعيوبهم، مطالباً القيّمين على الأعمال التي يتم تصويرها راهناً بأن يكونوا على قدر المسؤولية، خصوصاً أن اليهود المصريين كانوا جيدين في غالبيتهم، وقدموا مساعدات لوطنهم، ومنهم من رفض السفر إلى إسرائيل أو الهجرة من مصر إلى أي دولة أخرى.

back to top