أعرف تماماً معنى الموت والشهادة راغدة شلهوب: البعض أرادني أن أكون «كبش محرقة»

نشر في 01-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 01-03-2015 | 00:01
No Image Caption
بعد مسيرة طويلة في تقديم البرامج رسمت راغدة شلهوب هوية خاصّة بها تميزت بالعفوية والصدق والموضوعية، وشخصية مسالمة جعلتها بعيدة عن الحروب التي تحاك هنا وهناك، مع ذلك كانت مثار جدال أخيراً في الأوساط المصرية، وتعرضت لعدد من الانتقادات.
حول المشكلة التي واجهتها وخلفياتها كانت الدردشة التالية معها.
ما الذي حصل تحديداً في برنامجك {كلام في سرك} ولماذا اعتبر البعض المشكلة قضية وطنية وتخوينية؟

صودف عرض إحدى الحلقات مع وقوع المجرزة التي حلّت بالأقباط المصريين في ليبيا. استيقظت صباح اليوم التالي على رسائل عبر هاتفي وروابط عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بي تسألني عن إطلالتي التي اعتُبرت غير مناسبة شكلا ومضموناً مع الحدث.

الحقيقة أنني كنت أرتدي فستانا أسود عادياً، لكن الكاميرا صوّرتني من زاوية ظهر فيها قصيراً نوعاً ما، فاستغلّ البعض هذه اللقطة للترويج بأن إعلامية لبنانية لم تحترم شهادة المصريين وأطلت بشكل غير محتشم في فترة الحداد.

لكنك واكبت أحداثاً مماثلة حصلت في بيروت في برنامج {عيون بيروت} على شاشة أوربت!

صحيح. أريد التوضيح بداية أن اللبنانيات يختلفن بلباسهن، نوعا ما، عن المصريات، ومنذ انتقالي إلى القاهرة أخذت ذلك في الاعتبار من دون التخلي عن شخصيتي الحقيقية وذوقي وأسلوبي. عشت حياتي في لبنان وأعرف تماماً معنى الحداد، نحن أكثر من واجه حروباً وإرهاباً ومجازر واغتيالات وانفجارات، وما زلنا نعاني توترات أمنية. يدرك المشاهدون كيف كنا نتعاطى  زملائي وأنا، مع هكذا أحداث في {عيون بيروت}، وتقديم ما يليق بالشهادة والموت شكلا ومضموناً. من هنا انزعاجي الكبير لأن ما قيل عني لا يشبهني بتاتاً.

من تتهمين بالترويج لهذه الحرب ضدك؟

لا شك في أن جهات معينة يزعجها وجودي في مصر، لكني أرفض إطلاق الأحكام جزافاً وأكره أن أظلم أحداً. أنا مسالمة بطبعي وعلى يقين بأن كل شخص ينال ما كتبه الله له.

عندما عرض علي البرنامج فرحت بتقديم صورة جميلة عن بلدي وعن المرأة اللبنانية، وهو يلقى استحسان الجمهور المصري فلماذا يواجهني البعض بالأذى ويضمر الشر لي؟ ما حصل يدفعني لأخذ الحيطة والحذر أكثر في المستقبل.

هل تعاطف الجمهور المصري معك؟

في البداية رفضت إصدار بيان توضيحي كي لا أعطي المشكلة أبعاداً، لكن حين سمعت زميل مصري يتحدث عني عبر الهواء بطريقة لا تليق بالزملاء، وممكن لأي مشاهد يجهل تفاصيل ما حدث أن يحكم عليّ سلباً، قررت قول الحقيقة وتوضيح أن الحلقة مسجّلة كي لا يأخذ الموضوع منحى مختلفاً.  عندما أصدرت البيان فوجئت بتعاطف الجمهور المصري معي وبدعمه. وما فاجأني أكثر دفاع السيدات المصريات عني. المسألة كلها أن البعض أرادني {كبش محرقة} فيما برامج أخرى استمرت {بالرقص والطقش والفقش}. كذلك لا بد لي من شكر الإعلام المصري الذي وقف معي وساندني.

حين تواجهين حروباً كهذه، هل تفكرين في اعتزال مهنة الإعلام؟

تخصصت في الإعلام ومسيرتي طويلة في هذه المهنة، لذلك لا أجد نفسي خارج التقديم، شعرت بالظلم فأنا لا أستحق ما قيل عني، ولو كنت اخطأت لاعتذرت علنا، لكن حكم عليّ من دون سماع أي تبرير أو توضيح منّي.

هل أنت سعيدة بأصداء البرنامج؟

لا شك في أن {كلام في سرك} حقق لي نقلة نوعية في مسيرتي المهنية، ثم العمل مع القيمين على محطة {الحياة} ممتع كذلك مع فريق العمل. إنهم  أشخاص محترمون ومحترفون في آن ما يشعرني براحة نفسية كبيرة. من جهة أخرى، يحقق البرنامج نجاحاً ولو لم يكن كذلك لما جددوا له موسماً ثانياً، سعيدة بالتفاعل مع الناس وبملامسة مشاكل الشارع المصري وهمومه، وأتمنى أن أصل إلى أكبر شريحة منه في المستقبل القريب.

هل يختلف الشارع اللبناني عن الشارع المصري؟

الهموم والمشاكل هي نفسها ويبقى الاختلاف في التفاصيل الصغيرة، ثمة قضايا اجتماعية من بينها العنف الأسري  والهم المعيشي والاقتصادي يعاني منها المواطن  المصري كما اللبناني، قد تختلف طريقة المعالجة والنقاش لكن المضمون واحد.

تتنقلين بين بيروت ومصر، ألا تشعرين بالتعب؟

بل هو أمر مرهق، فأنا أسافر كل اثنين إلى القاهرة وأعود الخميس إلى بيروت، وفي هذه الفترة أصوّر 6 حلقات. ما يزيد تعبي أنني أجد نفسي مسؤولة امام ابنتي التي ما زالت صغيرة في السن وموجودة في بيروت، فأحاول قدر الإمكان التعويض عن تقصيري بحقها في فترة وجودي معها، لا يفارقني القلق رغم وجود أهلي إلى جانبها.

في حال نظرنا إلى الواقع نجد أن النساء العاملات يعانين المشكلة نفسها، في النهاية نجاحنا كأمهات وفي العمل ينعكس إيجاباً على أولادنا أيضاً.

back to top