تنبيه بشأن القهوة!

نشر في 28-02-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-02-2015 | 00:01
No Image Caption
قد تعطي القهوة، هذا المشروب الشهير، منافع تتجاوز اكتساب الطاقة في الصباح. لكن يجب التنبه إلى الإضافات المستهلَكة ضمناً.
يستهلك شاربو القهوة حول العالم هذا المشروب المرّ بشكل يومي. فهل من أسباب تدعو إلى القلق في ما يخص آثار القهوة على القلب؟ العكس صحيح: يبدو أن الأدلة على منافع شرب القهوة تزداد يوماً بعد يوم. تخلو القهوة السادة (من دون كريما وسكر) من أي سعرات حرارية وهي غنية جداً بمضادات الأكسدة. كذلك تسهم في تخفيف الالتهابات التي تضرّ بالشرايين وقد تنتج مادة تساعد الجسم على تنظيم معدل سكر الدم.

يقول الدكتور فرانك هيو، أستاذ في التغذية وعلم الأوبئة في كلية هارفارد للصحة العامة: {أصبحت الأدلة على منافع استهلاك القهوة أكثر إقناعاً مما كانت عليه منذ خمس سنوات، وتحديداً في ما يخص الوقاية من النوع الثاني من السكري وتخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية}.

يحتوي كوب الموكا الذي يُباع في «ستاربكس» على كمية قهوة تساوي محتوى كوبين من القهوة المخمّرة، لكنه سيمنحك نحو 400 سعرة حرارية و35 غراماً من السكر و19 غراماً من الدهون. من خلال شرب حصتين منه يومياً، قد تستفيد من منافع القهوة المحتملة. لكنّ الإضافات التي ترافق كل حصة مماثلة ستضرّك أكثر مما تفيدك على المدى الطويل.

ما وراء اليقظة

صحيح أن الكافيين تُعتبر حتى الآن المادة التي خضعت لأكبر عدد من الدراسات من بين مكونات القهوة، لكنّ هذا المشروب هو خليط مركّب يحتوي على مئات، لا بل آلاف، المركّبات النشطة بيولوجياً. نذكر منها الفيتامينات والمعادن ومركبات قوية ونباتية ومضادة للالتهاب معروفة باسم {البوليفينول}. يضمن خليط هذه العناصر، وليس الكافيين وحدها، نقل المنافع الصحية المحتملة للقهوة. دعماً لهذه الفرضية، يشير الدكتور هيو إلى تحليل حديث يثبت أن القهوة الخالية من الكافيين تعطي القدرة التي توفرها القهوة العادية لتخفيض معدل سكر الدم وتقليص مشكلة مقاومة الأنسولين (ما يعني على الأرجح تراجع خطر السكري). لكن في المقابل، لا يستفيد الأشخاص الذين يحصلون على الكافيين من مصادر أخرى، مثل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، من المنافع نفسها على مستوى القلب والأوعية الدموية.

مخاوف

الكافيين مادة منشطة خفيفة وهي تؤدي على المدى القصير إلى ارتفاع ضغط الدم وتسارع معدل ضربات القلب. يرحب بعض شاربي القهوة بهذا الأثر المنشّط بينما يتذمر آخرون لأن الكافيين تسبب التوتر نهاراً والأرق ليلاً. لهذا السبب، لطالما أوصى الأطباء المصابين بأمراض القلب أو بخفقان القلب أو بأي مشاكل أخرى في إيقاع القلب بتجنب المشروبات الغنية بالكافيين. بحسب رأي الباحثين اليوم، لا بأس باستهلاك كمية معتدلة من الكافيين بالنسبة إلى المصابين بأمراض القلب، إلا في حال الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب.

يقول الدكتور هيو: {يبدأ الأشخاص بمقاومة الكافيين خلال بضعة أيام ولا يمكن التخلص من هذه الآثار على المدى الطويل. مع مرور الوقت، ترفع الكافيين معدل الأيض خلال أوقات الراحة وتزيد مستوى صرف الطاقة، ولو بنسبة ضئيلة، ما يعني أنها قد تكون مفيدة للسيطرة على وزن الجسم}. لكن يحذر هيو من مشروبات الطاقة الغنية بالكافيين. أدى استهلاك كمية كبيرة من الكافيين الموجودة في عدد من هذه المشروبات إلى دخول المستهلكين إلى غرفة الطوارئ.

ما هي الكمية الكافية؟

لحصد منافع القهوة المحتملة على مستوى القلب والأوعية الدموية، يقترح بعض الباحثين شرب ثلاثة أكواب على الأقل من القهوة المخمّرة في اليوم. لا فرق على ما يبدو بين استهلاك القهوة الصباحية المصنوعة من حبوب عضوية ومطحونة حديثاً أو تلك التي نشتريها من مطعم محلي. القهوة الخالية من الكافيين خيار بديل مناسب لكل من يريد تجنب الكافيين مثل النساء الحوامل والأولاد والمراهقين والمصابين بعدم انتظام ضربات القلب.

سكاكر على شكل قهوة!

لا بد من تسليط الضوء على المنتجات الفاخرة التي تكون حلوة المذاق بشكل مفرط وتبدو أقرب إلى التحلية من القهوة. يقول الدكتور هيو: {ربما أدى تطور مشروبات القهوة خلال العقد الماضي إلى تغيير المنافع الصحية التي يمكن أن يحصدها الناس لأنهم يستهلكون كمية مفرطة من السكر المضاف والسعرات الحرارية، ما قد يؤدي إلى اكتساب الوزن أو حتى الإصابة بالسكري مع مرور الوقت. جُمع معظم بياناتنا الغذائية خلال الثمانينيات والتسعينيات، أي قبل أن تصبح مشروبات القهوة شائعة لهذه الدرجة}. يقضي أفضل خيار صحي بتحضير القهوة عبر طريقة التخمير أو التقطير أو باستعمال فلتر ورقي بدل غليها. لا بأس بإضافة كمية صغيرة من المواد المُحَلّية وبعض الحليب القليل الدسم إذا كنت تريد تخفيف المذاق المرّ.

back to top