Kingsman يسرق حبكة سيئة من أفلام بوند

نشر في 22-02-2015 | 00:02
آخر تحديث 22-02-2015 | 00:02
ستجد في فيلم Kingsman:Secret Service الكثير من المشاهد البطيئة، عمليات القتل المدروسة والعنف والدماء، البزات الفاخرة، اللهجة الإنكليزية والتلعثم... ولكنك رغم ذلك كله ستجد أنه أفضل من أفلام مصورة كثيرة شهدتها صالات السينما خلال الشهر الجاري.
يستند هذا النوع من الأفلام عادةً على أفلام الجواسيس وما «يميز الرجل النبيل»: البزات الفاخرة (معدة وفق الطلب) والصراع الطبقي الذي يتجلى من خلال اعتماد الأفلام لهجة راقية تُنسب غالباً إلى العملاء السريين البريطانيين.

لكن الفيلم يتحوَّل في معظم أجزائه إلى فيلم فكاهي مليء بالعنف يفقد محوره الأساسي ويستمر طويلاً، يبذل جهداً أكثر من اللازم، يريق كثيراً من الدماء، ويفرط في الاعتماد على تلعثم سامويل ل. جاكسون في الكلام بغية إضحاك المشاهد.

تُدار وكالة تجسس سرية بالغة الأهمية وتحظى بتمويل خاص من متجر بريطاني للخياطة. لا يُرقم العملاء على طريقة جهاز الاستخبارات البريطاني، بل يُعطون أسماء من رواية كاميلوت، مثل لانسلوت، غالاهاد، وأرثر. وعندما يُقتل أحدهم، يُعطي غالاهاد (كولين فيرث) مدالية لابن الضحية، واعداً إياه «بخدمة» كبيرة. إذا شعر هذا الصبي، الذي يزداد خشونة من القتال في الشارع ويتعرض للتنمر في منزل مضطرب، أنه بحاجة إلى مساعدة، فليتصل بهذا الرقم. وتكون «إخراجه» من هذا الوضع.

وهكذا ينتهي المطاف بأغزي (يؤدي دوره تارون إغيرتون) بالعمل مع رجال Kingsman. يشكل الفيلم في جزء كبير منه مجموعة من المشاهد البطيئة: تجنيد إيغي، تدريبه {لأخطر مقابلة عمل في العالم}، ومحاولات التأقلم مع رجال ونساء أكسفورد/كامبريدج الذين يشكلون جهاز الاستخبارات السري هذا. يؤدي مايكل كاين دور {أرثر} الذي يتحكم بمسار الأمور. أما مارك سترونغ، فهو مرلين، رجل اسكتلندي خبير بأمور التكنولوجيا والأكسسوارات المتطورة.

يؤدي سامويل ل. جاكسون دور ناشط بيئي فاحش الثراء يبتسم دائماً، يعتمر مجموعة من قبعات فريق {يانكيز} النيويوركي (يضعها بطريقة ملتوية)، ويعاني إعاقة في النطق: {أعتسر لأنك اضطررت إلى تحمل هذا ... الإسعاج}!

إذا شاهدت الأقل أهمية بين أفلام بوند، Moonraker، فستبدو لك هذه الحبكة مألوفة. تختفي شخصيات مشهورة لتعاود الظهور مجدداً. أضف إلى ذلك الشرير الذي يريد تخريب البيئة، يتحدث عن نفسه بعبارات شريرة متعالية، وقد يكون المسؤول عن عمليات الاختفاء هذه.

نعم، يشكل الفيلم إحدى تلك القصص حيث تتحدث الشخصيات عما يحدث في فيلم تجسس «نموذجي»: المشروبات، عمليات القتل المدروسة بدقة، والخطابات التي يلقيها الشرير قبل عمليات القتل وتفضح كامل الحبكة. قد يكون هذا كله مضحكاً جداً، إلا أنه بعيد تماماً عن أن يكون مبتكراً.

لا يحاول المخرج ماثيو فون (Kick Ass)، الذي شارك أيضاً في الكتابة، قلب أوجه هذا النوع من الأفلام التقليدية رأساً على عقب، بل يكتفي بإبرازها. تؤدي صوفيا بوتيلا دور مساعدة الرجل الثري الباهتة إنما المميتة، فهي ملاكمة تتمتع بساقين أشبه بنصلي سيفين منحنيين. أما فيرث، فيرتدي بزاته بإتقان، يشرب بإتقان، ويردد عباراته بتلك اللهجة المميزة بإتقان.

يقول غالاهاد بلباقة، مقتبساً كلمات مدير مدرسة إتون الخاصة في القرن السادس عشر: {الأخلاق تصنع الرجل}.

يقدم فيرث الدليل الواضح على أنه يصلح لأداء دور جيمس بوند بحق، مؤدي أعمال حركة بطولية تلائم أي {ج. ب.} (جيمس بوند؟ جايسن بورن؟ جاك باور؟). يؤدي سترونغ دور الممثل المساند بإتقان، فهو الشاب البارع الذي يتكلم بلهجة إنكليزية بارزة. إلا أن هذا الممثل لا يقدم ما يخرج عن المألوف أو ما قد يلهمنا. فضلاً عن ذلك، يُعتبر دور كاين مجرد إضافة على الهامش لإكمال الصورة.

لا شك في أن محبي فون (كان Layer Cake فيلمه الأبرز) وهذا النوع من الأفلام سيشاهدون ما قد يجعلهم يبتسمون، إلا أنهم لن يقعوا على ما يضحكهم حقاً. تشعر أن إراقة الدماء في الفيلم، التي تذكر بأعمال تارانتينو، والعبارات المبتذلة، التي لا داعي لها، في غير محلها. كذلك تبدو وجهة نظر الشرير منطقية ونخبوية في آن. ومع أن غالاهاد يزعم معارضته النزعة النخبوية، إلا أن الوكالة، المحيط، وغيرها من أمور تشير إلى أرستقراطي مثقف حظي بامتيازات كثيرة ولم تعاكسه الحياة.

والحق يُقال، لا يعاود الفيلم النهوض بعد المشهد الأكثر عنفاً، الذي يبقى مجرزة بشعة رغم محاولة تقديمه بطريقة مميزة.

رغم ذلك، مع التوجه الحالي في أفلام القصص المصورة في شهر فبراير، ستعتبر هذا العمل جيداً كفاية وستفرح لأنهم لم يعدوا جزءاً إضافياً من Ghost Rider.

back to top