أملاح معدنية تتحكّم بضغط الدم

نشر في 21-02-2015 | 00:01
آخر تحديث 21-02-2015 | 00:01
هل تتناول كمية كافية من الكالسيوم، والبوتاسيوم، والمغنيزيوم لتبقي ضغط دمك ضمن المدى الصحي؟
يشكل الحدّ من تناول الملح النصيحة الأولى لضبط ارتفاع ضغط الدم. لكن تعديل تناولك الأنواع الأخرى من الأملاح المعدنية الغذائية يؤدي دوراً مهماً أيضاً. تذكر كاثي ماكمانوس، مدير قسم التغذية في مستشفى Brigham and Women’s التابع لجامعة هارفارد: {ما عدنا نصب كل اهتمامنا على الصوديوم فحسب}. فقد ألقت أبحاث تجربة {المقاربات الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم} الرائدة ودراسة OmniHeart الحديثة الضوء على تفاعل أنواع الطعام المختلفة معاً ودور أملاح معدنية مثل البوتاسيوم، الكالسيوم، والمغنيزيوم في ضبط ضغط الدم.

أكثر من البوتاسيوم:

يُعتبر الحفاظ على معدلات طبيعية من البوتاسيوم في الجسم ضرورياً لعمل العضلات. يُسهم البوتاسيوم في استرخاء جدران الأوعية الدموية، ما يخفض بالتالي ضغط الدم ويحمي من التشنجات العضلية. وتظهر دراسات علاقة بين تدني استهلاك البوتاسيوم وارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بسكتة دماغية. في المقابل، يستطيع مَن يعانون ارتفاع ضغط الدم خفض ضغط دمهم الانقباضي (الرقم الأعلى) بزيادة تناولهم البوتاسيوم، عندما يقررون اتباع نظام غذائي صحي.

يجب أن يتناول البالغون 4700 مليغرام من البوتاسيوم يومياً، ويمكنهم الحصول على هذه الكمية من مصادر غذائية، وفق ماكمانوس. ولكن بما أن مَن يعانون ارتفاع ضغط الدم يحاولون عموماً خسارة الوزن، تنصحهم بتناول مصادر البوتاسيوم التي تحتوي على كمية ضئيلة من السعرات الحرارية والنشويات. ومن أبرز هذه المصادر في رأيها البروكولي، بندق الماء، السبانخ، وغيرها من الخضراوات الخضراء المورقة. كذلك تستطيع الاستمتاع بتناول القرع، البطاطا الحلوة، وفاكهة مثل الشمام والكيوي والنكتارين والموز، علماً أنها تضم كمية أكبر من السعرات الحرارية والنشويات.

ولكن للبوتاسيوم وجهاً سلبياً. فقد يتعرض المريض للأذى نتيجة تناول كمية كبيرة من هذا الملح المعدني إن كان يعاني مشاكل في الكليتين. بالإضافة إلى ذلك، لا تتناول المكملات الغذائية من دون استشارة الطبيب أولاً، لأن معدلات البوتاسيوم المرتفعة جداً قد تؤدي إلى نظم قلبية غير منتظمة على نحو خطير.

اهتم بالكالسيوم:

يُعتبر الكالسيوم مهماً للتمتع بضغط دم صحي لأنه يساعد الأوعية الدموية في الانقباض والاسترخاء عند الحاجة. ويأتي الدليل الأبرز على قدرة الكالسيوم على خفض ضغط الدم من حمية تجربة {المقاربات الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم»، التي تشمل حصتين من مشتقات الحليب القليلة الدسم يومياً. بالإضافة إلى المنتجات اللبنية، تشمل مصادر الطعام التي تحتوي على الكالسيوم الخضراوات الخضراء الداكنة المورقة، السمك مع العظم (مثل السلمون والسردين المعلبين)، وحليب اللوز.

يجب أن يتناول الرجال الذين تخطوا سن الحادية والخمسين بين ألف  و1200 مليغرام من الكالسيوم يومياً. أما النساء من الفئة العمرية ذاتها، فمن الضروري أن يتناولن 1200 مليغرام يومياً. صحيح أن الدراسات المستقلة لم تدعم أخذ مكمل غذائي يحتوي على الكالسيوم كعلاج لارتفاع ضغط الدم، ولكن في بعض الحالات الصحية، وخصوصاً ما يرتبط منها بصحة العظم، يجني المريض فوائد من تناول مكمل غذائي يحتوي على الكالسيوم، إن كان لا يحصل على كمية كافية من غذائه.

لا تنسَ المغنيزيوم:

يسهم المغنيزيوم في ضبط مئات من أنظمة الجسم، بما فيها ضغط الدم، السكر في الدم، ووظائف العضلات والأعصاب. وتفيد معاهد الصحة الوطنية في الولايات المتحدة أن معظم المسنين لا يحصلون على كمية كافية من الكالسيوم من الغذاء، مع أن نقص المغنيزيوم الحاد نادر. يتوافر المغنيزيوم بكثرة في أنظمة الغذاء المتوازنة. ولكن يبقى احتمال تراجع معدلاته في حالة مَن لا يتناولون مجموعة متنوعة من المأكولات الصحية أو يأخذون بعض الأدوية المدرة للبول. علاوة على ذلك، يؤثر اختيارك الأطعمة التي تتناولها في قدرة جسمك على استخدام المغنيزيوم الذي تستهلكه. على سبيل المثال، يزيد البروتين واللاكتوز (في مشتقات الحليب) قدرة الجسم على امتصاص المغنيزيوم. أما الدهون، الكالسيوم، وبعض الحبوب، فتحد من قدرة الجسم على استخدام هذا الملح المعدني.

يجب أن تتناول النساء نحو 320 مليغراماً من المغنيزيوم يومياً والرجال 420 مليغراماً يومياً. وتشمل مصادره الجيدة البروتين مثل الأسماك والطيور، الفاصولياء، الجوزيات، ومشتقات الحليب.

back to top