ما أعراض حساسية الطعام؟

نشر في 31-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 31-01-2015 | 00:01
أتلقى غالباً اتصالات أو أستقبل في العيادة أهلاً قلقين من أن ولدهم قد يعاني {رد فعل} تجاه أمر تناوله. لماذا؟ وما أنواع الأطعمة التي تسبب الحساسية وكيف نتفادها؟
يعاني نحو ولد من ثلاثة أولاد حول العالم من حساسية (أرجية) حقيقية تجاه الطعام. يملك هؤلاء الأولاد أجساماً مضادة تتفاعل مع أحد أنواع الطعام وتولد مجموعة من الأعراض. صحيح أن أي نوع من الطعام قد يسبب رد فعل أرجياً، إلا أن ثمانية أطعمة تُعتبر مسؤولة عن 90% من حساسيات الطعام: الحليب، الصويا، البيض، الفول السوداني، الجوزيات، السمك، القشريات، والقمح.

يُعتبر جهاز المناعة في الجسم عالي الفاعلية في محاربة البكتيريا والفيروسات، لكنه {يرتبك} أحياناً على ما يبدو، ويطور أجساماً مضادة (الغلوبين المناعي E أو IGE) تجاه نوع من البروتينات في الطعام. قد يحدث ذلك عندما تتناول نوع الطعام هذا للمرة الأولى أو لاحقاً في الحياة.

يشمل رد الفعل المناعي مجموعة معقدة من التطورات التي تبدأ برد فعل الهيستامين الذي يؤدي إلى إنتاج مواد كيماوية أخرى في الجسم أيضاً، ما يسبب أعراض رد الفعل الأرجي. قد تكون هذه الأعراض طفيفة، مثل العطس والحكاك في مواضع معينة من الجلد، أو حادة، مثل تورم الوجه والشفتين واللسان، صعوبة في البلع أو التنفس مع صفير أو ضيق نفس، غثيان، وتقيؤ.

يحتاج أي نوع من الأعراض إلى الانتباه. ويُدعى رد الفعل الأرجي القوي فرط الحساسية الحاد، ويُعتبر خطراً يهدد الحياة.

صحيح أن بعض الأولاد لا يكون قد تعلم الكلام عندما يتناول بعض أنواع الطعام للمرة الأولى، إلا أنه قد يعاني ردود فعل أرجية مثل السعال، التقيؤ، إخراج اللسان، أو إمساك الحلق. وعلى الأهل التنبه لهذه الأعراض.

تقوم الطريقة الأكثر دقة لتشخيص حساسية طعام على الاطلاع على كامل تاريخ الولد الصحي. وتتوافر أيضاً فحوص دم وفحوص جلد تسهم في تحديد حساسية طعام. وفي بعض الحالات، قد ينصح الطبيب المتخصص في الحساسيات بالقيام بما يُدعى تحدي الطعام تحت إشراف طبي.

يحتاج كل ولد يشخص الطبيب إصابته بحساسية طعام إلى حمل قلم إبينفرين معه دوماً توخياً لأي طارئ. وإذا تعرض الولد خطأ لطعام يعاني حساسية تجاهه، يمكن استخدام القلم للحؤول دون حدوث رد فعل أرجي مفرط. كذلك يجب أن يتعلم الأهل ومَن يتولون رعاية الولد كيفية استخدام حاقن الإبينفرين هذا.

أصف عادة عدداً كافياً من أقلام الإبينفرين كي يحصل كل من الوالدين على واحد، فضلاً عن إبقاء قلم إضافي في المدرسة وآخر في المنزل. وإذا كان الولد كبيراً كفاية، يمكنه أن يحمل هو أيضاً قلماً معه. ولا نبالغ إن شددنا كثيراً على أهمية توافر الإبينفرين في الحال.

ثمة منتج جديد يُدعى Auvi-Q، وهو أول حاقن ذاتي للإبينفرين يحدد لك ما عليك فعله في كل خطوة من خطوات عملية الحقن. لذلك يُعتبر مهماً للأولاد، رعاتهم، وأهلهم. ويمكنك الحصول على معلومات إضافية عنه على موقع www.auvi-q.com على شبكة الإنترنت.

ما زالت حساسيات الطعام قيد الدرس اليوم. ويحاول بعض التجارب راهناً تحصين الأولاد ضد الأطعمة التي يعانون حساسية تجاهها. لدي عدد من المرضى المشاركين في دراسات مماثلة، وقد خضعوا لعملية تحصين ضد الحساسية تجاه الفول السوداني والحليب وحققوا نتائج جيدة. ولا شك في أن هذه إنجازات مهمة.

back to top