حذار التهاب القصبات لدى الرضيع!

نشر في 31-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 31-01-2015 | 00:01
عاد التهاب القصبات إلى الواجهة كما يحصل كل سنة. يصيب الأولاد تحت عمر السنتين ويثير قلق الأهالي بنسبة كبيرة. يُشار إلى أن الأعراض تكون بارزة على نحو خاص عند الأطفال الرضع. لكن لحسن الحظ، يمكن تحقيق الشفاء من خلال معالجة المشكلة سريعاً.
قد يؤدي بعض حالات التهاب القصبات إلى مضاعفات حادة. لهذا السبب تحديداً، لا يجب أن يتأخر الأهل في استشارة طبيب الأطفال أو الطبيب العام. يكون الفيروس مقاوماً جداً لأنه يصمد لأقل من ساعة على البشرة وقد تتراوح مدة حياته بين 6 و7 ساعات على النسيج.

ما هو التهاب القصبات؟

يصيب التهاب القصبات القصبات الصغيرة تحديداً. إنه التهاب فيروسي ويزداد شيوعاً خلال فصل الشتاء. المرض وأصله معروفان: يكون الفيروس التنفسي المخلوي مسؤولاً عن معظم الحالات المسجلة. قد تؤدي فيروسات أخرى إلى هذه المشكلة مثل الفيروس الأنفي أو فيروس الزائدة الأنفية، لكن تبقى هذه الحالات نادرة جداً. يصيب المرض الأطفال بين عمر الشهر والسنتين، ويُسجَّل معظم الحالات خلال السنة الأولى من حياتهم، وتحديداً حتى الشهر الثامن وفق الإحصاءات. يحصل ذلك عموماً لأن القصبات الهوائية لا تكون قد نمت بالكامل لدى الطفل الرضيع. يكون نطاق انتشار المرض واسعاً: يطاول التهاب القصبات نحو 30% من الأطفال الرضع. يفسر هذا الرقم وجود مشكلة في مجال الصحة العامة.

مضاعفات محتملة

يبدي الأطفال الأكثر هشاشة أو المواليد قبل أوانهم أو المصابون بأمراض قلبية أو بمشكلة مناعية حساسية أكبر تجاه الفيروس وقد يجدون صعوبة أكبر في التعافي سريعاً. استنتج الخبراء أيضاً أن التدخين السلبي قد يؤثر على هذه الظاهرة ويحصل الأمر نفسه عند السكن في المدن. يمكن نقل الفيروس عبر السعال أو العطس أو قلة النظافة. تبقى نسبة الوفيات شبه معدومة مع أن بعض الحالات قد يكون حاداً.

أعراض بارزة

تظهر الأعراض بعد فترة حضانة قصيرة نسبياً تتراوح بين يومين وأسبوع. يهاجم الفيروس في البداية الغشاء الأنفي قبل أن يترسخ في القصبات. يصبح أنف الطفل مسدوداً فيسعل. حتى إنه قد يصاب بالحمى ولكن لا يحصل ذلك دوماً. في بداية الزكام القوي، تترافق الحالة مع سعال جاف يتطور بسرعة مع صعوبة في التنفس، فيصبح إيقاع التنفس أسرع من العادة. قد يرفض الطفل أحياناً أن يأكل أو يعجز عن ذلك. من دون التدخل اللازم، قد يصاب بمشكلة عدم انتظام القلب، أو حتى يفقد وعيه بعد انقطاع التنفس أثناء النوم. نتحدث في هذه الحالة عن ضيق تنفسي. يصدر الطفل غالباً أصواتاً من دون صفير شديد، ما يثبت أن القصبات الهوائية تكون مصابة فعلاً. إنه أحد الأعراض الكلاسيكية ولا شك في أنه سيلفت نظر الأهل.

لا بد من استشارة الطبيب في هذه الحالة وفي أسرع وقت ممكن كي يعطي العلاج مفعوله خلال بضعة أيام. تبلغ الحالة ذروتها بعد يومين أو أربعة أيام على ظهور الآثار الأولى. يكون المرض حميداً ولكن يجب توخي الحذر تحديداً حين يكون الطفل تحت الشهر الثالث.

علاج فاعل

يمكن إجراء فحوص فاعلة إذا كان الطفل قد أصيب بالتهاب القصبات سابقاً. في هذه الحالة، يؤكد التشخيص الدقيق على عدم وجود حساسية أو خلل على مستوى المريء. في الحالات الأكثر خطورة، قد تتعلق المشكلة بالمناعة أو المخاط اللزج. لكن لا تتكرر المشكلة في معظم الحالات بل تطاول الأطفال الأصغر سناً الذين يعيشون في بيئة جماعية أو ضمن عائلة مؤلفة من أفراد كثيرين أو في بيئة مليئة بالفيروسات، فيرتفع احتمال تناقل المرض.

يتألف العلاج الاعتيادي من تدابير محددة وسهلة من دون الحاجة إلى أي دواء إلا عند تدهور الحالة. بالتالي، هو لا يعطي أي آثار جانبية:

• تنظيف الأنف بمصل فيزيولوجي.

• ترطيب الجسم وتناول كمية كافية من الغذاء.

• حذف جميع مصادر التدخين في الجو.

• تهوئة الغرفة وإبقاء حرارتها معتدلة (19 درجة مئوية).

• يمكن أن يتابع الطفل النوم على الظهر مع وسادة صغيرة تحت الفراش لرفع مستواه.

• يمكن أن يشرب الطفل الماء بانتظام.

العلاج بالحركة

يوصي كثيرون بعلاج الحركة التنفسي حيث يستعمل المعالج تقنيات للتخلص من انسداد القصبات الهوائية، لكن سيبكي الطفل خلال الجلسة. يؤدي السعال المفتعل إلى بث الإفرازات. تصعد الإفرازات نحو القصبة الهوائية ثم يتم تفريغها عبر السعال. لكنها ليست طريقة منهجية أو إلزامية لأن الشفاء يكون عفوياً في معظم الحالات عند احترام محاذير الاستعمال.

لا يتوافر أي لقاح حتى اليوم. يتحقق الشفاء بعد فترة تتراوح بين خمسة وعشرة أيام، لكن يمكن أن يستمر السعال الخفيف لبضعة أسابيع. لذا لا داعي للقلق بشكل عام: يبلغ المرض ذروته في اليوم الرابع ثم يبدأ بالانحسار.

دخول المستشفى

يتطلب بعض الحالات دخول المستشفى إذا بدا الوضع مقلقاً أو إذا كان عمر الطفل أقل من ستة أسابيع أو إذا وُلد قبل أوانه. قد تكون البيئة الاجتماعية ضارة فتمنع الشفاء. في مطلق الأحوال، يفضل الطبيب معالجة المريض خارج المستشفى. كذلك، يجب الحرص على تنظيف محيط المريض من الدخان. تطرح الاضطرابات الهضمية مشكلة وقد تستلزم الحالة دخول المستشفى بسبب خطر جفاف الجسم.

تدابير وقائية

• غسل اليدين قبل وبعد استعمال كريمات الأطفال.

• عدم التردد في استعمال كمامة إذا كان زكام الأهل حاداً.

• تجنب الأماكن العامة وصالات الانتظار ووسائل النقل المشتركة وجو الحضانة قدر الإمكان.

• عدم استعمال المصاصة أو زجاجات الحليب أو تغطيتها من دون تنظيفها.

• يتطور التهاب القصبات وسط بيئة قابلة لالتقاط الحساسية: لذا يجب تجنب السجاد والستائر الثقيلة وكل ما هو مصنوع من الصوف أو الريش، فضلاً عن تجنب الاقتراب من الحيوانات.

back to top