ألو دكتور

نشر في 31-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 31-01-2015 | 00:01
No Image Caption
شُخّص لدي مرض كرون منذ سنة تقريباً. يبدو أن الأدوية التي آخذها تستهدف معظم أعراضي لكني أشعر بتعب شديد في أغلب الأحيان. هل يمكن أن أفعل شيئاً لتخفيف التعب الذي يرافق مرض كرون؟

التعب مشكلة شائعة عند المصابين بمرض كرون. تتعدد الأسباب المحتملة. غالباً ما يؤدي المرض بحد ذاته إلى التعب. لكن يمكن أن يتعزز التعب أيضاً بسبب الآثار الجانبية للأدوية وتراجع التكيف الجسدي مع الحالة. قد يكون مرض كرون السبب في فقر الدم، ما يؤدي عموماً إلى الشعور بالتعب. حين تتم السيطرة على مرض كرون وهذه المشاكل الأخرى، يُفترض أن يتراجع التعب.

مرض كرون هو شكل من أمراض التهاب الأمعاء. يحصل الالتهاب في العادة في أجزاء من الجهاز الهضمي. وقد ينتشر إلى عمق طبقات جدار الأمعاء المتضررة، وهو يخترق أحياناً الأمعاء ويشمل أعضاء أخرى. قد يؤدي التهاب الأمعاء الناجم عن مرض كرون إلى مجموعة متنوعة من الأعراض التي تشمل الإسهال ووجع البطن والتشنج وظهور دم في البراز والقرحة والتعب.

بشكل عام، تظهر أعراض مرض كرون وتختفي. يتبين أن بعض الأدوية يقلص نوبات الأعراض بفاعلية. حين تتم السيطرة على المرض، يكتسب المصابون بمرض كرون طاقة أكبر ويتراجع تعبهم.

قد تكون الأدوية المستعملة لمعالجة مرض كرون مفيدة للتحكم بالمرض، لكن قد يؤدي بعضها إلى التعب. الأدوية التي تُعنى بتنظيم المناعة، لا سيما المركابتوبورين والآزوثيوبري، يمكن ربطها بالتعب. تسهم أدوية أخرى، مثل الكورتيكوستيرويد (منها البريدنيزون)، في تعزيز التعب عبر التسبب بمشاكل في النوم. راجع لائحة أدويتك الراهنة مع الطبيب. إذا كنت تأخذ دواءً يمكن أن يسبب لك التعب، استفسر منه إذا كنت تستطيع استعمال دواء بديل.

كما سبق وذكرنا، فقر الدم هو سبب شائع للتعب عند المصابين بمرض كرون. يظهر فقر الدم حين يفتقر الجسم إلى كمية كافية من خلايا الدم الحمراء السليمة لنقل ما يكفي من الأوكسجين إلى أنسجة الجسم. هذا ما يخلّف شعوراً بالتعب والإنهاك، حتى لو كنت تنام لفترة كافية. لا بد من رصد فقر الدم ومعالجته لأنه سيزيد التعب سوءاً ويسبب مشاكل صحية إضافية إذا لم يُعالج.

قد يؤدي عدم التكيّف الجسدي مع المرض إلى الشعور بالتعب أيضاً. يمكن أن تسهم متابعة الحركة وممارسة الرياضة بانتظام في تخفيف التعب. في حالات كثيرة، تفيد نشاطات مثل المشي والسباحة وركوب الدراجة الهوائية في زيادة الطاقة وتخفيف مشاعر التعب.

إذا لم تكن ناشطاً في الماضي، أو إذا بدأت برنامجاً رياضياً جديداً، تحدث مع الطبيب بشأن النشاطات التي تناسب وضعك. إذا شعرت بالسوء تزامناً مع التمارين، احرص على إبلاغ الطبيب بذلك. فهو قد يتمكن من تعديل نشاطاتك بما يناسب حاجاتك.

أخيراً، تحتل الحمية الصحية أهمية كبرى على ما يبدو. تنبّه إلى ما تأكله! مع مرور الوقت، قد تلاحظ الأنماط التي تناسبك وتحدد المأكولات التي تساعدك على الشعور بالتحسن، فضلاً عن تلك التي تحتاج إلى تجنبها. من المفيد أيضاً أن تتعاون مع اختصاصي تغذية لاختيار حمية صحية تناسبك.

في المقام الأول، ناقش مخاوفك بشأن التعب مع طبيبك. يمكن أن تراجعا معاً الأسباب المحتملة وأن تتوصلا إلى خطة لتخفيف التعب والشعور بالتحسن.

د. جوناثان لايتون

back to top