«ديزني» إدارة متميزة وأداء راق وليست مكاناً ساحراً فحسب

نشر في 31-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 31-01-2015 | 00:01
No Image Caption
خلال 16 عاماً من العمل مع ديزني كان لي كوكيريل نائباً للرئيس يقود فريقاً من 40000 من الموظفين وكان مسؤولاً عن العمليات في 20 فندقاً و4 متنزهات واثنين من المتنزهات المائية بين أشياء اخرى.

وديزني، إمبراطورية بنيت على توقعات كبيرة – من عائلات كانت توفر طوال السنة من أجل القيام برحلة إلى عالم والت ديزني – إلى كونها إمبراطورية تحفل بالممتلكات والتجارب.

وبحسب بيانات حديثة، فإن عالم ديزني وحده يستقطب نحو 18.6 مليون زائر في السنة. وفي عام 2014 أسهم قسم متنزهات ومنتجعات ديزني بحوالي ثلث عوائد تلك السنة التي بلغت 48.8 مليار دولار.

وبالنسبة الى المديرين التنفيذيين الذين يعملون في الجانب الترفيهي من الشركة، يستوجب ذلك مهارة هائلة في التنظيم ليس لإستيعاب كل أولئك الزوار، بل لتقديم تجربة لهم تجعل الزيارة تستحق التكلفة.

وهذا هو السبب الذي يجعل ما يجري وراء الكواليس في متنزهات ومنتجعات ديزني درساً في القيادة في شركات ضخمة واسعة الانتشار. وفي حقيقة الأمر فإن ذلك ما دفع كوكيريل عندما تقاعد عام 2006 بأن يفكر في طرح تجربته في ديزني للمشاركة مع شركات أخرى في ميادين الإدارة وخدمة العملاء.

ويقول كوكيريل، إن العديد من القادة، يمكن أن يتعلّموا القليل من خلال دراسة آلية وحوافز عمل، الوجهة التي تصف نفسها بأنها "المكان الأكثر سحراً على كوكب الأرض".

ويضيف في كتابه بعنوان "صنع السحر: 10 استراتيجيات في القيادة من الحياة في ديزني": أن  ديزني، مثل كل شركة يتعيّن أن تحقق ربحاً، وأن تعالج قضايا خطيرة في العمل، وأن تواجه منافسة حامية، وأشد منافس لها، سمعتها".

وفي مقابلة مع فاست كومباني، أوضح كوكيريل، أن إحدى طرق ديزني في التعامل مع كل تلك الأمور، تكمن في تجسيد موقف نحو الأشياء البسيطة في الشركة، "وفي ديزني نهتم بشدة بالتفاصيل".

ويرجع ذلك جزئياً، إلى أن الشركة تتصرف مع الزوار في ممتلكات مثل عالم ديزني، بأرقى مستويات الأداء. ويقول كوكيريل: "نحن في ديزني، نعتقد أن كل شيء يتسم بأهمية كما نهتم بأدق التفاصيل، وتفتح الستائر الحمراء الكبيرة يومياً، ويتعيّن علينا أن نسأل أنفسنا، هل قمنا باختيار العناصر الملائمة للعمل؟"

ويضيف كوكيريل، أنه سأل أيضاً نفسه تلك الأسئلة. وخلال فترة عمله في ديزني كان يتعيّن عليه معرفة كل ما يدور داخل أروقة العمل، وقد حرص على تنمية مؤهلاته للقيام بهذه المهمة، من خلال تثقيف نفسه والاستماع إلى أشرطة مسجّلة حول الإدارة بصورة منتظمة.

وأحد الجوانب التي قرر هو وشركة ديزني التقيّد بها، كان العمل في وقت مبكر، مع التركيز على حسن اختيار الموظفين.

وقد عملت ديزني مع غالوب من أجل معرفة نوعية الأسئلة التي يجب أن تطرح على المرشحين للعمل، والأجوبة التي يتعين الإصغاء اليها.

وينسحب الشيء ذاته على المديرين التنفيذيين الذين يجب أن تُجرى مقابلات معهم من جانب موظفين في غالوب. ويظن الناس أن غالوب مجرد معهد لاستطلاع الآراء، لكنه يعمل في الواقع في تنمية وتطوير القيادة. وتوصّلنا إلى معرفة الأسئلة التي يتعين طرحها من أجل كل منصب في الشركة – وتعلّمنا ما يتوجب الإصغاء إليه.

وكان من بين الأسئلة أشياء، مثل: "كيف تعمل لتكوين قادة جدد في شركتك؟"، ويقول كوكيريل، إن عمق الإجابة هو المهم هنا. والشخص الذي يحسن الرد يستطيع التّحدث عن ذلك طوال اليوم، أما الشخص الذي لا يحسن الرد فيجيب على السؤال خلال 10 ثوان.

والسؤال الآخر البسيط والمهم هو"كيف تنجز الأعمال؟"، والجواب يكشف مدى تنظيم ذهن المرشح. ويقول كوكيريل، إن المرشح للعمل يستطيع التحدث عن كيفية تخطيطه في صباح كل يوم مع تعيين الأولويات بالنسبة إلى كل عمل، حتى مرحلة الإنجاز.

ولا يقتصر الأمر على المقابلة فقط، والشركة تركّز بشدّة على توقعاتها، كما تحرص على مسألة التقيّد بمواعيد العمل.

وفي غضون ذلك، تعتبر الشفافية مع الموظفين سمة مميزة أخرى في ثقافة ديزني، بحسب كوكيريل، وهو يعزو البعض من نجاحه في عمله إلى الروتين الذي اعتمده في حياته، ومن ذلك على سبيل المثال ذهابه إلى العمل عند الساعة السادسة والربع صباحاً، وعدم عقد اجتماعات قبل الساعة الثامنة، بحيث يتاح له الكثير من الوقت من أجل وضع خطة عمل اليوم، وتصفّح بريده الإلكتروني بصورة مريحة.  

(فاست كومباني)

back to top