الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح

نشر في 31-01-2015
آخر تحديث 31-01-2015 | 00:01
 يوسف عوض العازمي في التاسع والعشرين من يناير 2006 انبثق عهد كويتي جديد بتولي الشيخ صباح الأحمد مقاليد حكم البلاد، وهو الذي لم يكن غريبا عنه، فهو جزء أساسي من منظومة الحكم في الكويت، عبر توليه مسؤوليات كبيرة ومؤثرة في خدمة البلاد وبالذات في السياسة الخارجية.

مرت فترة حكم الشيخ صباح حتى الآن بالعديد من التحديات الجسيمة داخليا وخارجيا، وقد استطاع بحكمته وخبرته السياسية امتصاصها واستيعابها والتحكم في تداعياتها؛ مما أدخل البلاد جواً من الأمن والأمان والطمأنينة، ولن أتحدث هنا عن شؤون البلد داخلياً ودور سموه الحاذق تجاهها فالمعروف لا يعرف، وقد أشبعت هذه الشؤون بحثا وكتابة من أهل الرأي، إنما سأذهب إلى إنجازات سمو الأمير الخارجية وإدارته للملفات الدولية.

ولأن مساحة المقال محدودة سأذكر هنا بعض الأحداث فقط، وأبدأ بالمشكلة العارضة بين الشقيقتين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، وما حدث فيها من بيانات إعلامية وخلاف بين البلدين الشقيقين، ولأن الشيخ صباح شخصية موثوقة ولها مصداقية عالية عند الدولتين فقد قام حفظه الله بواجبه، وتمكن عبر عدة رحلات جوية بين البلدين وفي يوم واحد من تحقيق الهدف السامي لرأب الصدع، والتوفيق في إعادة العلاقات كما كانت وأكثر، والكل يتذكر بإعجاب وعرفان هذه المبادرة الأخوية من سموه تجاه أهله في مجلس التعاون.

وأيضا محاولة حل مشكلة الملف النووي الإيراني، والكل يتذكر زيارات الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، وكيف حاول سموه عمل جدار للثقة بين إيران والسعودية الشقيقة مستغلا حظوته والثقة الطيبة التي يتمتع بها من الجانبين.

أيضا ما جرى في سورية من أحداث مؤلمة ودموية وتحركات سموه لتحسين الأوضاع للشعب السوري الشقيق، حيث كانت الكويت وبشجاعة أول المبادرين لعقد مؤتمر للمانحين والذي عقد مرتين في الكويت، وتحملت الجزء الأكبر من الدعم المالي للشعب الشقيق، وكانت عند كلمتها وأوفت بوعودها، ومهما قدمت الكويت فليس في ذلك منّة ولا فضل والفضل لله سبحانه.

أيضا العلاقات القوية لسموه مع عدد من قادة العمل السياسي في العراق؛ مما جنّب البلاد ما يجري في المستنقع العراقي من أحداث مؤسفة.

ولا ينسى أهل الخليج العربي الوقفة التاريخية للشيخ صباح إزاء الأزمة التي عصفت بمجلس التعاون بعد أزمة سحب السفراء من قطر الشقيقة من الشقيقات السعودية والإمارات والبحرين، ولولا الله ثم الشيخ صباح لربما انحل عقد هذا المجلس النادر في هذا الزمن.

وبالفعل كما قال المتنبي:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

                      وتأتي على قدر الكرام المكارم

ولا ننسى أنه في عهده الميمون لم تمر البلاد بأي أزمة سياسية أو دبلوماسية مع أي دولة، وفي هذا تتبين الحصافة والإرادة السياسية القويمة والثقة الدولية اللا محدودة بسموه، ويكفيه فخرا تكريم الأمين العام للأمم المتحدة له وحمله لقب "قائد إنساني عظيم".

فالشيخ صباح الأحمد، أميرنا حفظه الله ورعاه، يستحق التقدير والاحترام لإدارته البلاد بكل إخلاص وسعي دؤوب، ومهما قلت عنه فلن أوفيه حتى القليل من حقه، وسيكون التاريخ خير من يتحدث عن سموه، وفق الله سموه ومتعه بالصحة والعافية وأطال في عمره، ووفق سمو ولي العهد لما يحبه ويرضاه، وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

back to top