لبلبة: التكريم أهم لحظة في مشوار الفنان

نشر في 30-01-2015 | 00:02
آخر تحديث 30-01-2015 | 00:02
No Image Caption
كانت تغني المونولوجات وتقلد الفنانين والفنانات منذ كانت طفلة حتى صارت نجمة سينمائية، مشوار طويل قطعته {نونيا} أو لبلبة، الفنانة التي كرَّمها أخيراً مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية والمصرية.
عن التكريم وعضويتها في لجنة تحكيم المهرجان كان اللقاء التالي.
كيف استقبلتِ خبر تكريمك في مهرجان الأقصر؟

يمثِّل التكريم سعادة كبيرة للفنان، إذ يشعر بتقدير لعطائه الفني. خلال التكريم مرَّ مشواري كشريط سينمائي أمام عيني، خصوصاً في ظل الحفاوة الكبيرة التي استقبلني بها جمهور الأقصر المتعطش للسينما.

لماذا قررتِ إهداء التكريم لوالدتك رحمها الله؟

لأنها أهم أسباب نجاحي. كانت رفيقة مشواري الفني، وكنت أستشيرها في أموري كافة. كانت تقف بجانبي وتدعمني، فهي لم تكن أماً فحسب بل هي الأم والصديقة والأخت، وكل شيء بالنسبة إلي.

تشاركين في عضوية لجنة التحكيم في المهرجان أيضاً. ما رأيك في مستوى الأفلام المشاركة في المسابقة؟

يتضمَّن المهرجان مجموعة كبيرة من الأفلام المتميزة، وهذا ليس بغريب على القيمين عليه، فهم سينمائيون كبار يهتمون بنشر الثقافة السينمائية ويحرصون على اختيار أفضل الأفلام لعرضها على جمهور الأقصر العاشق للسينما.  

أشرت إلى أن مسيرة حياتك مرَّت أمام عينيك أثناء لحظات التكريم، فما هي أهم هذه المحطات؟

ربما أهمها محطة عاطف الطيب الذي أعاد اكتشافي وساعدني على تغيير جلدي، وقد كنت قد قررت بعد فيلم {الشيطانة التي أحبتني} مع الفنان محمد صبحي أن أقدم أنواعاً مختلفة من الأدوار التي تناسب عمري وكان 40 عاماً آنذاك. قلت لوالدتي إنني أبحث عن التغيير من أجل الاستمرار، ما دفعني حينها إلى رفض كثير من الأدوار التي تشابهت مع أدواري السابقة. لاحقاً، خلال حضوري مهرجان {كان}، قابلت المخرج عاطف الطيب، وبعد عودتنا أرسل إليّ سيناريو فيلم {ضد الحكومة}. رغم رغبتي في التغيير كنت مرعوبة من الدور وفكرت فعلاً في الاعتذار، إلا أن الطيب قال لي إنني سأكون مفاجأة الفيلم، وفعلاً حقق نجاحاً كبيراً واستقبلني الناس بشكل مختلف.

ما هي أهم ذكرياتك عن الفيلم؟

ثمة ثلاثة مشاهد في الفيلم أحببتها بشدة وأرى أنها أهم مشاهدي، إلا أنني حينما عُرض لم أجدها فحزنت جداً. ولكن بعد ذلك، علمت أنها حذفت بسبب الرقابة التي رفضتها، لأنها تنتقد نظام مبارك بشدة، ولم يكن هذا الأمر مسموحاً آنذاك. الجميل أن الراحل عاطف {طيَّب} خاطري مؤكداً لي أنه سيعوضني بفيلم أهم، وفعلاً قدمت معه {ليلة ساخنة} الذي شكَّل نقلة أخرى في حياتي الفنية، وحصلت من خلاله على 13 جائزة محلية ودولية .

رغم أن {ضد الحكومة} سبق {ليلة ساخنة} وفيه أول أدوارك المختلفة، فإن الحديث ينصبَّ دائماً على {ليلة ساخنة} باعتباره الأهم. لماذا؟

لأسباب عدة، من بينها مساحة الدور، لا سيما أن الجمهور يلتفت إليها أكثر من اهتمامه بنوعيه الدور، أضف إلى ذلك أن المشاهد التي حذفت كانت مهمة وكانت لتترك أثراً مختلفاً في الفيلم. كذلك لا ننسى الجوائز الكثيرة التي حصلت عليها عبر فيلم {ليلة ساخنة}.

لماذا قررتِ أخيراً المشاركة في عمل تلفزيوني بعد سنوات طويلة من الرفض؟

فعلاً، طالما رفضت الأعمال التلفزيونية بسبب القلق والخوف من اقتحام المشاهدين من دون استئذان بعمل غير جيد، على عكس السينما التي يذهبون إليها باختيارهم، إلى أن تحدَّث معي الفنان الكبير عادل إمام وطلب مني عدم الارتباط بأي عمل لأنني سأشاركه بطولة مسلسل {صاحب السعادة}. كانت سعادتي لا توصف بعودتي إلى التعاون معه، خصوصاً أنني أثق في اختياراته وفي الشكل الذي سيقدمني به. أشير هنا إلى أننا قدمنا معاً أفلاماً كثيرة لاقت نجاحاً جماهيرياً واسعاً، وأحد الأسباب وأبرزها أن كيمياء خاصة تجمعنا لدرجة أشعر فيها أنني خلقت فنياً من أجل عادل إمام، والدليل مسلسل {صاحب السعادة} الذي حلّ ضمن الأعمال التلفزيونية الأكثر مشاهدة في رمضان الماضي، وأتمنى دائما تكرار العمل مع عادل إمام.

هل اختلفت معاييرك لاختيار الأعمال التي تشاركين فيها؟

إطلاقاً. معياري الأول والأهم هو السيناريو، لأنه أساس العمل الجيد، وأصبحت أملك من الخبرة ما يمكنني تمييز السيناريو الجيد من الضعيف، بعد ذلك أهتم باسم المخرج لأنه المنوط به تنفيذ السيناريو، فإن كان ضعيفاً سيفسد السيناريو حتماً.

ماذا عن الممثلين المشاركين، ألا يشكلون فرقاً في اتخاذك للقرار؟

لا أهتم بأسماء الممثلين المشاركين، فالممثل من وجهة نظري يجب أن يهتم بدوره فقط، ولا أتدخل في أي اختيارات، بل أركز على الشخصية التي أقدمها وأدرسها جيداً وأعرف مفاتيحها حتى أتمكن من تقديمها بشكل جيد.

كثير من الأطفال الذين انطلقوا في مجال الفن صغاراً، لم يستكملوا مسيرتهم وتوقفوا بعد فترة، لكنك استمريتِ بنجاح كبير. ما السر؟

ثمة أسباب كثيرة، أهمها عشقي للفن وإخلاصي له، فالفن يمثِّل حياتي كلها وله أولوية على أموري كافة. الأمر الثاني، أن شكلي لم يتغيَّر لذا ظل ارتباط الناس بي وثيقاً، ثم كان تغير طبيعة الأدوار الذي يرجع الفضل الكبير فيه إلى المخرجين عاطف الطيب وسمير سيف اللذين قدماني إلى الناس بشكل مختلف.

back to top