«سيريزا» يكتسح في اليونان والأوروبيون يجتمعون اليوم

نشر في 26-01-2015 | 00:07
آخر تحديث 26-01-2015 | 00:07
No Image Caption
تسيبراس: المستقبل المشترك لأوروبا ليس للتقشف
في خطوة قد تُحدث هزة قوية داخل الاتحاد الأوروبي ومجموعة اليورو، حقق حزب «سيريزا» (يسار راديكالي) المناهض لسياسات التقشف الأوروبية، أمس، فوزاً تاريخياً في الانتخابات التشريعية في اليونان.  

وبحسب النتائج الأولية، حصل «سيريزا» على ما بين 35.5 و39.5 في المئة من أصوات الناخبين، أي ما بين 146 و158 مقعداً في البرلمان، الذي تبلغ الأغلبية المطلقة فيه 151 مقعداً.

ووفق هذه النتيجة، فإن زعيم «سيريزا» الكسيس تسيبراس (40 عاماً) سيكون أصغر رئيس وزراء في اليونان منذ 150 عاماً.

وقال المتحدث باسم «سيريزا» بانوس سكورليتيس: «يبدو أننا أحرزنا نصراً تاريخياً»، مضيفاً أن هذه الرسالة «لا تؤثر على اليونانيين فقط، بل يتردد صداها في أوروبا بأسرها».

وأقر حزب «الديمقراطية الجديدة» المحافظ بزعامة رئيس الوزراء الحالي انتونيس ساماراس بالهزيمة.

ويدعو «سيريزا» إلى إنهاء سياسة التقشف التي فرضها الاتحاد الأوروبي على اليونان منذ عام 2010، وإعادة التفاوض على الديون الضخمة للبلاد، ومحاولة إرغام دائني اليونان على تقليص ديونهم.

ولدى الحزب النية في تطبيق تدابير فورية مثل رفع الحد الأدنى للأجور من 580 إلى 751 يورو.

وقد حذر زعيم الحزب ألكسيس تسيبراس من أنه لن يكتفي بالتصدي للدين الذي تجاوز 300 مليار يورو ليمثل 175 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي، من خلال خفض نسبة الفائدة أو تمديد فترة السداد، بل يريد خفضاً كبيراً وفعلياً لمجمل الدين، مشيراً إلى التنازلات التي قدمت بعد الحرب لألمانيا، التي تدعو اليوم إلى انتهاج سياسة مالية متشددة في أوروبا.

وهذا موقف يثير قلق شركاء اليونان داخل الاتحاد الأوروبي والأسواق المالية حتى وإن لم يرغب أحد، حتى زعيم «سيريزا»، في خروج اليونان من منطقة اليورو مع ما يحمل ذلك من تبعات لا تعرف طبيعتها.

وقال تسيبراس، عقب إدلائه بصوته أمس، إن «المستقبل المشترك لأوروبا ليس هذا، ليس للتقشف»، مضيفاً: «لقد خضت المعركة من أجل كل شعوب أوروبا، من أجل وضع حد للتقشف، وتفادي نهاية الديمقراطية، ولهذا السبب تتجه أنظار كل أوروبا إلى اليونان».

وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أكدت أمس الأول، أن اليونان «مازالت تشكل جزءاً من التاريخ الأوروبي»، بينما قال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رنزي: «أياً يكن الفائز في اليونان فسنعمل مع رئيس الوزراء الجديد في هدوء، وفي إطار احترام المسار المتبع».

وصرح وزير المالية الفرنسي ميشال سابان بأن مجموعة اليورو ستجتمع اليوم حول موضوع اليونان، لتبحث «المهلة الزمنية» الواجب إعطاؤها للحكومة «لتكون قادرة على الحوار».

ومن الممكن أن يعطي نجاح «سيريزا» أملاً كبيراً لأحزاب اليسار الراديكالي الأوروبية مثل «بوديموس» في إسبانيا أو حزب «اليسار» بزعامة جان لوك ميلينشون في فرنسا.

back to top