الباركنسون... هبة الإبداع!

نشر في 23-01-2015 | 00:02
آخر تحديث 23-01-2015 | 00:02
تدرك تسيبي شايش، جدة في التاسعة والخمسين من عمرها، متى أصبحت فنانة: عندما شخَّص الطبيب إصابتها بمرض باركنسون عام 2006. قبل أن تُضطر إلى زيارة طبيب أعصاب بسبب يديها المرتعشتين، كانت تعيش {حياةً روتينية}، حسبما تخبر. فقد قامت بعمل ممل في شركة تأمين طوال 25 سنة وصبَّت اهتمامها على تربية ولديها. لم تتعلَّم الفنون يوماً، ولم تولِها أي اهتمام، باستثناء بعض الزيارات المعتادة إلى المتاحف. لكنها تتحدَّث اليوم بفخر عن لوحاتها المعروضة في صالات باريس ونيويورك.
تذكر الجدة تسيبي شايش: {ألجأ إلى الرسم لأني أشعر بفضول. لا أستطيع التحكم في رغبتي هذه}. تختار المواد والألوان معتمدةً على حدسها، وتسمح ليديها برسم مساحات واسعة من الألوان لتبتكر لوحات تجريدية نابضة بالحياة. تشير صالة أغورا في منطقة تشيلسي الفنية في مانهاتن، التي عرضت بعض لوحات شايش في أحد معارضها عام 2011، إلى أن لوحاتها تمثل مشاهد تضج بالرمزية، جامعة بين ألوان الدم والألوان الزاهية لتبتكر {معمعة مرحة}.

تخبر شايش: {إذا سألتني: لمَ تقومين بهذا الأمر لا ذاك؟ لا أملك أي جواب لأنني لا أعمل بطريقة منطقية}. تشكل أحاسيسها المبدعة جزءاً من نسخة جديدة من نفسها لم تولد إلا بعد تشخيص إصابتها بمرض باركنسون. توضح: {أشعر أنني أكثر حيوية مما كنت عليه قبل 10 سنوات}.

تشكل شايش جزءاً من مجموعة من مرضى الباركنسون تختبر موجة إبداعية متدفقة، مع أن خلايا دماغهم تموت وأجسامهم تتراجع بسبب الأمراض العصبية التنكسية. فيبدأ المرضى الذين لا يملكون أي تجربة سابقة مع الفن بالرسم، النحت، وكتابة الشعر. وفي السنوات الأخيرة، أظهر بعض الحالات الدراسية أن المرض والأدوية يعيدان تشكيل دماغ مرضى الباركنسون. وعلى غرار معظم مرضى الباركنسون، تتناول شايش أدوية لتعيد التوازن إلى نظام الدوبامين في الدماغ، الذي يؤثر في الحركة والتحفيز.

تحمل هذه التغييرات العصبية جانباً مشرقاً وآخر قاتماً. صحيح أن بعض المرضى ينتج أعمالاً فنية ملهمة، إلا أن آخرين يغرقون في إدمان قاتل. لكن الأدوية ليست التفسير الوحيد.

آليات الإبداع

يلاحظ الخبراء المتخصصون في داء باركنسون أن المرضى الذين يعربون عن ميول فنية حديثة، مثل شايش، ينهلون من نبع من الإبداع كان مقفلاً سابقاً. ويقول العلماء إن موجة الإلهام هذه تعطينا لمحة عن آليات الإبداع العصبية التي يملكها كل منا، وتشدد على واقع أن الإبداع يتدفَّق عندما تتراجع حواجزنا ويجتاح العالم دماغنا.

لا يعلم العلماء السبب الفعلي وراء داء باركنسون. لكن أعراضه تعود إلى اضطراب في انتقال الإشارات العصبية: يبدأ بعض خلايا الدماغ، التي تنتج نوعاً من النواقل العصبية (مادة كيماوية تحفز العمل في خلايا عصبية أخرى)، بالموت. ويُعتبر هذا الناقل العصبي، الدوبامين، بالغ الأهمية في ضبط الحركة، ما يفسر لمَ يعاني مرضى الباركنسون غالباً رعشة في اليدين، تصلب الأطراف، وصعوبة عامة في البدء بمهام حركية وتنفيذها. لكن الدوبامين لا يؤثر في نظام ضبط الحركة فحسب، بل يؤدي دوراً أيضاً في السلوك الرامي إلى نيل مكافأة، الميل إلى المخاطرة، والإدمان.

يوضح جيمس بيك، نائب رئيس الشؤون العلمية في {مؤسسة مرض باركنسون}، أن دماغ المريض يتبدل مع تراجع معدلات الدوبامين وموت الخلايا التي تنتجه. ويعتقد الباحثون أن الخلايا العصبية المصممة للتفاعل مع هذا الناقل العصبي تصبح أكثر حساسية لهذه المادة الكيماوية، فيما تنتظر في تنبه تام لتلقي إشارة الدوبامين.}تكون هذه الخلايا العصبية على أهبة الاستعداد، إذا جاز التعبير}، وفق بيك.

تُعالج عوارض الباركنسون من خلال نوعين من الأدوية يُعطيان في مراحل مختلفة من المرض. يحاكي أحدهما الدوبامين، في حين يزود الآخر الخلايا العصبية بمواد أولية تنتج بواسطتها الناقل العصبي، إلا أنهما ينشطان كلاهما مسارات الدوبامين في الدماغ. والآن تخيلوا تأثيرهما في الخلايا العصبية التي تتمتع بمستقبلات دوبامين عالية الحساسية، عندما يدخلان الدماغ. فالخلايا التي كانت تبذل مجهوداً مضاعفاً لتتلقى الدوبامين صارت تحظى بفيض منه.

صحيح أن هذه التغييرات في الدماغ والأدوية لا تتبدل بين مريض وآخر، إلا أنهم لا يختبرون كلهم موجة من الإبداع. لا يستطيع العلماء راهناً توضيح لمَ تجعل تركيبة بعض الأدمغة الكيماوية مرضى يتفاعلون مع موجة الدوبامين على غرار بيكاسو. يذكر بيك: {ربما يتمتع بعض المرضى بمقدار معين من الإبداع المخفي، لأن مرضى الباركنسون لا يختبرون جميعهم هذه النزعة المبدعة}.

تفاعل متفاوت

كانت سيندي ديلوز تعمل اختصاصية تجميل قبل تشخيص مرضها، ولم  تمارس أي نوع من الفن. وعندما شعرت برغبة ملحة في الرسم، اضطرت إلى قيادة سيارتها إلى متجر للسلع البخسة الثمن كي تشتري مجموعة من الألوان المائية. وفي غضون أسابيع، صارت تنكب على الرسم، مخصصة له أحياناً 48 ساعة. تتذكر ضاحكة: «وضع زوجي أخيراً قفلاً على باب غرفة الرسم».

لكن معدلات الهوس هذه تثير قلق الأطباء الذين يتولون العناية بمرضى باركنسون. ففي مطلع العقد الماضي، أدرك الأطباء أن عدداً صغيراً من مرضاهم يتفاعل مع الأدوية المرتبطة بإنتاج الدوبامين بالسعي قسرياً وراء المكافآت وأحياناً بطرق تخرب حياتهم. فقد خسر بعض المرضى مدخراتهم بسبب الهوس بالميسر، في حين عانى آخرون من فرط في النشاط الجنسي ودمروا زواجهم. كذلك عبر آخرون عن رغبة في تناول كميات أكبر من أدويتهم. وبحلول عام 2005، صنف الباحثون أنواع السلوك هذه وأطلقوا عليها اسم متلازمة خلل الدوبامين.

صادف أنجان تشاترجي، رئيس قسم الأعصاب في مستشفى بنسلفانيا، حالات تبنّى فيها مرضى الباركنسون أنماطاً من السلوك المدمر. كذلك درس حالة مريض صار مهووساً بالرسم. ويعتقد تشاترجي أن هاتين الظاهرتين مترابطتان. يقول: {ربما تجعل مجموعة العوارض هذه المرضى أكثر ميلاً إلى أنماط السلوك الاندفاعية والمتهورة التي تتجلى من خلال الفن}. ويتابع مخبراً أن مريضه الفنان كان ينهض في الرابعة صباحاً ليرسم. {كان يختار موضوعاً ما ويواصل العمل عليه. حمل هذا السلوك  نوعاً من الطقوس}.

يشير تشاترجي أيضاً إلى أن الإبداع عملية مقسمة إلى أربع مراحل. في المرحلة التمهيدية الأولى، يكتسب الفنان مهارات ويجمع المواد. في مرحلة {الحضانة} الثانية، تدور الأفكار في اللاوعي. وتحمل المرحلة الثالثة معها لحظات مميزة من الإدراك والاستنارة حين تندمج الأفكار معاً بطريقة مبتكرة جديدة. أما في المرحلة الرابعة والأخيرة، فيبذل الفنان جهداً واعياً ومتعمداً وينجز العمل الذي يرغب فيه.

يعتقد تشاترجي أن الأدوية المنتجة للدوبامين تؤثر، على الأرجح، في المرحلتين الأولى والرابعة فحسب من عملية الإبداع، علماً أنهما تتطلبان التركيز والتحفيز. ولا يرى هذا العالِم ما قد يكون تأثيرها في المرحلتين الثانية والثالثة اللتين تمتازان بغياب التركيز. يوضح: {عندما نقول إن مرضى الباركنسون يختبرون دفق الإبداع هذا، فقد يكون من الأدق القول إنهم يختبرون زيادة في الإنتاج. فلا يمكننا أن نجزم ما إذا كان المريض حقاً مبدعاً، وما إذا كان يقدم فعلاً إنجازات جديدة}.

خطر هذا الاحتمال  ببال  Rivka إنزلبيرغ، باحثة متخصصة في علم الأعصاب في مركز سبأ الطبي في تل أبيب. فقبل بضع سنوات، بدأت تلاحظ أن مرضى الباركنسون الذين تعالجهم يحملون معهم أعمالاً فنية أنجزوها ليروها إياها. وفي عام 2013، أجرت بحثاً في المنشورات الطبية، وجمعت معلومات عن حالات دراسية شملت عشرات مرضى الباركنسون المبدعين، وهكذا اكتشفت تأثير الأدوية والمرض في إنجازاتهم.

بدأت إنزلبيرغ السنة الماضية العمل على اختبار فرضية أن أعمال المرضى الفنية هي انعكاس (غير مضر وملهم) لمتلازمة خلل الدوبامين. خلال دراستها، استعانت بـ27 مريض باركنسون و27 شخصاً آخرين هم في المرحلة العمرية نفسها ويتمتعون بمستوى التعليم ذاته ليشكلوا مجموعة الضبط. خضع كل هؤلاء المشاركين لمجموعة من الفحوص بغية قياس مستوى إبداعهم. كذلك قيمت الميول الاندفاعية لدى كل المشاركين، مستندة إلى استبيانات تقليدية. لكن النتيجة دخضت، على ما يبدو، نظرية أن الإبداع ينبع من الميول القسرية الناجمة عن الدواء: فقد جاءت علامات المرضى ومجموعة الضبط متشابهة في هذه الاستبيانات. بالإضافة إلى ذلك، لم يحقق الأفراد الذين بدت ميولهم الاندفاعية عالية نتائج مرتفعة في اختبارات الإبداع.

لكن أداء مرضى الباركنسون في اختبارات الإبداع هذه بدا مذهلاً حقاً. ففي أحدها، تأمل المشاركون رسوماً تتألف من خطوط مجردة ودونوا كل الصور التي رأوها. والنتيجة؟ لم يتوصل مرضى الباركنسون إلى عدد أكبر من الصور فحسب، مقارنة بمجموعة الضبط، بل اعتبرت لجنة تحكيم مستقلة أجوبتهم أكثر تميزاً. علاوة على ذلك، سجل المرضى الذين يتناولون الجرعة الأكبر من الأدوية التي تسبب تدفق الدوبامين نتائج أعلى.

قيود خفية

قاس اختبار آخر وجهاً من الإبداع يدعى التفكير التبايني (مقارنة بعملية التفكير المنطقي) بسؤال المشاركين حول مدى ترابط كلمتين من ناحية المعنى. وما لم يعرفه المشاركون أن أزواج الكلمات هذه تندرج ضمن أربع فئات: لا رابط، رابط أدبي، مجاز تقليدي، ومجاز مبتكر. حقق مرضى الباركنسون ومجموعة الضبط معدل النجاح عينه في تقييم أزواج الفئات الثلاث الأولى. ولكن عند تقييم المجاز المبتكر الذي يقوم على ربط وحدتين من المعنى لا دخل لإحداهما بالأخرى، حقق مرضى الباركنسون نجاحاً أكبر بكثير. على سبيل المثال، استطاع المرضى تخيل غطاء من الشفقة أو وشاحاً من الضباب.

تعتقد إنزلبيرغ أن الأدوية التي تسبب دفق الدوبامين لا تستطيع أن تعلل وحدها هذا الإبداع المفاجئ. وتشير إلى أن دراسات أخرى أظهرت أن الضرر في الدماغ الناجم عن صدمة ما أو الخرف الجبهي الأمامي (ضرر في الفصوص المرتبطة بالتخطيط، الحكم، والكلام) يؤديان إلى موجة من الإبداع الملهم. تذكر: {قد يسبب الضرر في مواضع معينة من الدماغ ظهور مهارات لم تكن موجودة من قبل}. ومن المثير للاهتمام، وفق إنزلبيرغ، {أن الأدوية المسببة لموجة الدوبامين لا تولد على الأرجح مهارات إبداعية في حالة مَن لا يعانون أي اضطرابات عصبية}. إذاً، يحرك التنكس العصبي الناجم عن مرض باركنسون الحس الفني بالتأكيد.

تضيف شيلي كارسون، محاضرة متخصصة في علم النفس في جامعة هارفارد لها كتاب «دماغك المبدع» (2010)، قطعاً مهمة إلى أحجية مرضى باركنسون الفنانين. فقد تمحور الجزء الأكبر من بحثها حول وظيفة في الدماغ تُدعى القيود الخفية، أي قدرة الإنسان على تصفية المحفزات غير الملائمة والتركيز على المهمة التي يقوم بها. وتظهر دراساتها أن مَن لا ينجحون في هذا النوع من التصفية يكونون أكثر انفتاحاً على تجارب جديدة، فضلاً عن أنهم أكثر إبداعاً.

تُعتبر القيود الخفية ضرورية لأن العالم يحتوي الكثير من المحفزات. وإذا تنبهت لها كلها، فقد تجن. هذه المشكلة التي يعانيها مرضى الفصال، وفق كارسون. وللحدّ من هلوسات هؤلاء المرضى وأوهامهم، يصف لهم  الأطباء أدوية {تحد من كمية المواد التي تدخل وعيهم}. وتعمل هذه الأدوية على خفض معدلات الدوبامين في الدماغ.

إذاً، يكون للأدوية التي تمد الدماغ بدفق من الدوبامين تأثير معاكس، وفق كارسون. وبما أن هذه الأدوية تجعل عملية التصفية الداخلية أقل فاعلية، {يتمتع المريض بكم أكبر من المعلومات التي يعيد تركيبها بطرق جديدة ومبتكرة}. إذاً، قد يتمتع مرضى الباركنسون المبدعين بقدرة أكبر على الاستفادة من تيارات الإحساس والأفكار غير المكتملة والعواطف الفانية التي تعتمل باستمرار في اللاوعي.

تدعم دراسات إنزلبيرغ فكرة أن معدلات الدوبامين المرتفعة تخفض الحواجز وتعزز الإبداع. تقول: {عندما تتراجع القيود، تتدفق الأفكار بحرية أكبر}. وتستخلص أن مرضى الباركنسون الفنانين يستثمرون نظام الإبداع في الدماغ الذي {نتشارك فيه جميعنا}. ولكن بسبب التنكس العصبي ومحاولات الدماغ التعويض عن الضرر الناجم، {تعمل الشبكة بشكل مختلف، حتى إن وصلاتها قد تكون مختلفة}.

لا شك في أن مرضى الباركنسون لا يعتبرون الإصابة بمرض عصبي تنكسي طريقة جيدة للتمتع بالإلهام. إلا أنهم لا يشككون في هذا الإلهام، بل يتبعونه.

لا ضحية ولا استسلام

تخبر شايش أنها عندما تحمل فرشاتها لا تعلم ما ستنتج. تتذكر إحدى ليالي الشتاء عام 2007. بعد مرور سنة على تشيخص إصابتها بمرض باركنسون، شخص الأطباء أيضاً إصابة زوجها بمرض السرطان واضطر إلى المكوث في المستشفى للخضوع لجلسات العلاج الكيماوي. في الليلة الأولى التي أمضاها زوجها في المستشفى، عادت شايش إلى منزلها المظلم الفارغ. فأولادها كبروا وغادروا المنزل، ووجدت نفسها وحيدة. وضعت أمامها قطع قماش كبيرة مخصصة للرسم. وراحت تخلط الألوان الداكنة: الأسود، البني، البنفسجي والأخضر وترسم من دون أي خطة أو صورة في رأسها. تخبر: {عندما انتهيت، جلست ورحت أتأمل اللوحة. فعلمت في الحال ما تعنيه بالنسبة إلي}.

نظرت إلى الدائرة البيضاء فوق صليب صغير رسمته في الزاوية اليمنى العلوية من اللوحة، ورأت {مسيحاً بشعر أجعد ويدين ممدودتين}. كان المسيح يقف فوق دوامة من السواد والبنفسجي ذكرتها بموجة عاتية متأهبة لسحب الإنسان إلى أعماق البحار. فكرت شايش بكل المرض والمعاناة في عائلتها وأقسمت أنها لن تكون ضحية، لن تستسلم لقدرها، لن تدير الخد الثاني. تقول: {قد يجرني هذا إلى أعماق البحار}.

حولت، بعد ذلك، نظرها إلى الجانب  الأيسر من اللوحة، حيث  يظهر شكل أحمر يشبه وعاء مقلوباً وراءه خيوط قاتمة على الأرض. فذكرتها هذه الصورة بعبارة عبرية مفادها: {حياة أشبه بطاسة مقلوبة رأساً على عقب}. ولكن فوق كل هذه المعمعة، كانت أشكال تحوم بحرية باللونين الأبيض والوردي {كما لو أنها الأمل}، وفق شايش، ويتقدم من الناحية اليسرى شكل يشبه الحصان في لعبة الشطرنج. تعبر هذه اللوحة عن فكرة أن حياتها قد تكون {جامحة ومجنونة ومليئة بالمشاكل}، على حد تعبيرها، إلا أنها ستمضي قدماً رغم ذلك.

تعتبر شايش الرسم أشبه بمجموعة من ورق التكهن يوزعها دماغها. وتضيف: {أشعر أن اللاوعي في دماغي يبتكر هذه الأوراق ويمدني بالقوة والإلهام، يحدد لي كيفية التكيف مع وضعي هذا، ويساعدني على النظر إلى الحياة نظرة إيجابية}. لا تزال شايش تصارع المرض وتتناول الدواء أربع مرات في اليوم. كذلك تُضطر إلى التكيف مع الرعشة ومع عضلاتها التي ترفض أحياناً التحرك فتتصلب وتيبس. رغم ذلك، تعتبر شايش حالتها هبة. تقول: {جعلني هذا المرض أكثر تنبهاً لحدسي. أعتقد أننا كلنا نملك الأجوبة داخلنا. وإذا أصغيت جيداً إلى نفسك، وإذا اخترت الأمور المناسبة، تعثر على الجواب لا محالة}.

back to top