لا تسيئوا الحكم على «ماما»!

نشر في 22-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 22-01-2015 | 00:01
ديان ديبريه في العقد الخامس من عمرها، ترتدي تنانير قصيرة جداً وسراويل جينز ضيقة جداً ولافتة، وقمصاناً مفتوحة أكثر من اللازم... من السهل الحكم على ديبريه في Mommy!
تعشق ديان ديبريه فرقعة العلكة، وهي رخيصة وتصب اهتمامها كله على نفسها. فلا عجب في أن يكون ابنها المراهق مشاغباً متقلب المزاج يعاني فرط النشاط. وعندما تعلن مدرسة داخلية في كيبك: {عملنا كل ما باستطاعتنا} لستيف و{حان دورك}، تستاء {دي} وتغضب. ولا تأخذ تحذيراتهم الأخيرة في شأن ابنها العنيف أحياناً على محمل الجد.

{لا يمكنك إنقاذ الناس بمحبتهم}. لكن هذه الأم عنيدة جداً. ربما تقلل من أهمية تصرفات ستيف السيئة، متجاهلة إياها. إلا أن ديان مناضلة، رغم أن خياراتها ومصادرها الفكرية محدودة.

يقدم فيلم Mommy (بالفرنسية مع ترجمة إنكليزية) لكزافيه دولان الفرصة المناسبة لتبرز آن دورفال في دور الأم. خلال هذه الميلودراما الطويلة جداً، تنجح في الفوز بتفهمنا وأحياناً بتعاطفنا، فيما تناضل للحصول على وظيفة والاستمرار فيها، لقاء رجل، والسيطرة على ابنها المتوحش المجنون (أنتوان-أوليفيه بيلون).

ستيف ولد سريع الغضب في جسم رجل، وهو ابن مشاغب يحتاج إلى أدوية لا يتناولها وإلى اهتمام لا يمكن لأم وحدها (دي أرملة) أن تزوده بها.

يملك هذا المراهق طباعاً حادة. وتجعلنا جهود ديان للتأقلم أو على الأقل تحمل نوبات غضبه العنيفة نخاف عليها وعليه، لأنها هي أيضاً تعاني حدة الطبع.

أمل

نرى بعد ذلك بارقة أمل وأحتمال إنقاذ أو على الأقل استراحة من هذا التوتر كله. تصادق ديان جارتها كايلا الهادئة، التي تعمل مدرّسة. يمكنها البقاء مع ابنها، تساعدها في تعليمه في المنزل، وربما تمنحه فرصة عيش حياة طبيعية التي تسمح ديان لنفسها بأن تحلم بها. ربما يتمتع ابنها بموهبة موسيقية، أو قد تساعده هذه الجهود كافة على التصرف كأي مراهق عادي.

لكن الكاتب والمخرج دولان لن يقبل بحبكة بسيطة إلى هذا الحد. فلكايلا، التي تؤديها سوزان كليمنت ببراعة عاكسةً توترها الحذر، مشاكلها الخاصة. فقد تعرضت لأمر سيئ في حياتها، أمر جعلها بأمس الحاجة إلى مَن يحيط بها حتى إنها تقبل بمرافقة تلك العائلة المتضعضة السريعة الغضب المقيمة إلى جوار منزلها. فتتحمل تحرشات ستيف الوقحة وغير الملائمة وتقلبات مزاجه، ولكن كم سيدوم هذا الوضع؟

يختبر فيلم دولان صبرنا فيما نحاول نحن وتلك المرأتان التعاطي مع نوبات غضب ستيف. يؤثر فينا بقدر ما ينهك أعصابهما. فنتوقع ألا يكون عدم تناوله الأدوية سبب غضبه الوحيد فقد تبنى موقف الولد المشاغب البغيض الذي لا يكترث بأمر غير نفسه. فمهما حاولت المرأتان الاعتماد إحداهما على الأخرى لتشكلا مجموعة دعم ثنائية، لا يكف عن امتحانهما ببشاعته.

ولكن إن حالفنا الحظ، حتى مع بلوغ الفيلم ذروته التي طال انتظارها، نتذكر أننا أسأنا الحكم في البداية على هذه الأم وعلى عالمها وحياتها. وقد نغادر دار السينما ونحن نشعر ببعض الإحراج نتيجة ذلك.

(ر. م)

back to top