فاتن حمامة... سيدة الأحلام (1-2)

نشر في 20-01-2015 | 00:02
آخر تحديث 20-01-2015 | 00:02
فاتن حمامة التي ولدت فنياً كطفلة مميزة مدهشة تفيض حيوية وحضوراً في فيلم {يوم سعيد} (1940) لثنائي السينما الرائد {محمد كريم- ومحمد عبد الوهاب}، شبَّت عن الطوق، وتجلَّت موهبتها العميقة وملامحها المصرية الجذابة ونبرتها الجميلة، وكبرت في أحضان المصريين وجمهور الفيلم المصري، انتمت إليهم وعبَّرت عنهم، وهم أحبوها وأحسوا دائماً أنها ابنتهم الغالية النابغة، ومنحوها عن طيب خاطر مكانة خاصة (سيدة الشاشة العربية)، لا لأن غيرها أقل منها كما تساءلت رفيقتها مريم فخر الدين أحياناً في غضب، بل لأن فاتن لديهم متميزة بشيء عن غيرها، ويرونها تقف في مكان ومكانة لا يجب أن يمسهما أحد، حتى من نجومهم الآخرين المحبوبين...
تميَّزت فاتن حمامة بحضور خاص. كانت {هرماً} من أهرامات مصر، مثلما كان وسيظل في مجال الموسيقى والغناء كل من سيد درويش وأم كلثوم وعبد الوهاب، وفي الفكر والأدب طه حسين، وفي المسرح توفيق الحكيم، وفي الرواية نجيب محفوظ، وفي التشكيل مختار، وغيرهم... هي واحدة من النجباء الذين سنظل نفخر بهم إلى الأبد.

لعل أول ما يلفتنا في سجل عطاء فاتن حمامة أنها منحت المخرجين والسينمائيين الذين عملت معهم، أمراً مختلفاً، ليس مذاقاً خاصاً فحسب، بل دافع إلى مزيد من الإتقان. بثَّت من روحها طاقة للإنجاز بامتياز. لذلك نلحظ أن أفلام هؤلاء معها هي أفضل أعمالهم على الإطلاق، أو من ضمن أفضلها، سواء كانوا سينمائيين مثل مدير التصوير الكبير وحيد فريد، أو مخرجين أمثال هنري بركات وعز الدين ذو الفقار وحسن الإمام وصلاح أبو سيف ويوسف شاهين وكمال الشيخ... وصولاً إلى جيل حسين كمال وسعيد مرزوق، ثم جيل خيري بشارة وداود عبد السيد! على سبيل المثال، أفضل أفلام بركات كانت مع فاتن ({دعاء الكروان، الحرام، الباب المفتوح، موعد غرام}). كذلك أنجزت بعض أفضل أفلام ذو الفقار ({بين الأطلال، نهر الحب})، وأبو سيف ({الطريق المسدود، لا أنام، لا وقت للحب})، وشاهين ({بابا أمين، صراع في الوادي، ابن النيل})، والإمام ({اليتيمتين})، والشيخ ({المنزل رقم 13}) وغيرها... وصولاً إلى مرزوق ({أريد حلاً}، {حكاية وراء كل باب} المكون من الأفلام القصيرة: أريد هذا الرجل، ساحرة، أغنية الموت)، وبشارة ({يوم حلو ويوم مر}) وعبد السيد ({أرض الأحلام}).

 ارتبطت فاتن في الأذهان ولدى الأقلام بالتجسيد المتقن المرهف لشخصية وروح الفتاة المصرية التي تحركها الأسرة (أو المجتمع) كدمية، من دون دور كاف لإرادتها، أو بحسب التعبير الشائع: البنت البريئة مهيضة الجناح، المغلوبة على أمرها.

لكن مع سطوع عصر ثورة يوليو، وإعلاء قيمة الدور الإنساني والإرادة في تغيير الظروف والأوضاع السياسية والاجتماعية، فقد كان منطقياً وضرورياً أن تنعكس هذه الحال الجديدة على أفلام السينما ومختلف الفنون، لذلك رأينا فاتن حمامة تعلن غضبها وتفتح باب تمردها في فيلم المخرج بركات {الباب المفتوح}، المأخوذ عن رواية الأديبة الثورية لطيفة الزيات، ويصوِّر كفاح الفتاة المصرية المواكب لكفاح المصريين عموماً للتخلّص من الاحتلال. وفي فيلم أبو سيف عن رواية إحسان عبد القدوس {الطريق المسدود}، تقاوم النجمة بنبل الإرث الكئيب والفساد الذي ينخر ويحيط في ظرفها الشخصي الأسري. وفي فيلمين لبركات (مخرجها المهم أو الأثير) تحاول أن تقاوم ترديات مجتمع وأوضاع {آمنة} في الفيلم الرومانسي العظيم {دعاء الكروان} عن قصة د. طه حسين، و{عزيزة} في الفيلم المرموق {الحرام} عن قصة يوسف إدريس، وغيرهما من أفلام تدين بؤس الواقع. ورأيناها تضع يدها في يد الفدائي الوطني الشجاع في فيلم أبو سيف {لا وقت للحب} عن قصة إدريس، كذلك تشاركه القضية الكبرى لأجل تحرير الوطن من الاحتلال الإنكليزي، فهو وقتهما معاً للوطن ووقتهما معاً للحب.

ثم قدَّمت مع المخرج بشارة، أحد أقطاب موجة التجديد منذ ثمانينيات القرن العشرين، صيغة درامية في {يوم مر ويوم حلو} الذي كتبه فايز غالي، حيث يتداخل الواقعي في المسحة الميلودرامية والدراما القاسية، فنشاهد امرأة تكافح بإصرار مهما بلغ الإنهاك بل والانتهاك و{المرارة}، لأجل بنات وطفل تعولهم وتحاول أن تنقذهم من ظرف ضاغط يمسك بالخناق، في عصر الانفتاح. مع ذلك فهي (فاتن الجميلة بأدائها اللافت)، ترفض في الفيلم الممتع لقطب التجديد الآخر داود عبد السيد {أرض الأحلام} الذي كتبه هاني فوزي، أن تغادر مصر، وأن تنصاع لإرادة أو تطيع رغبة أولادها في اللحاق بهم إلى أميركا {أرض الأحلام} المزعومة، لتظل مصر بالنسبة إليها هي أرض الأحلام، وتظل فاتن لدى مصر سيدة الأحلام.

يوم سعيد

في مذكراتها التي نشرت في نهاية ستينيات القرن الماضي في بيروت، وفي بعض أحاديث معها في الفترة ذاتها، نكتشف أن الفضل الأول لعشق فاتن حمامة للتمثيل يرجع إلى والدها أحمد حمامة، الموظف في وزارة المعارف الذي لم يخفِ فرحته يوم 27 مايو العام 1931، لأن الله رزقه هذه المرة فتاة اختار لها شقيقها الطفل اسم {فاتن}.

مضت الأيام سريعة، وقرر الأب أن يعلمها بنفسه مبادئ القراءة والكتابة وهي طفلة دون الثالثة من عمرها، فأظهرت استعداداً طيباً لتقبل دروس الأب, قالت فاتن: {حين بلغت الخامسة من عمري كان محصولي من التعليم والقراءة والكتابة يوازي محصول تلميذ في السنة الثانية الابتدائية، ما جعل أبي يلحقني في السنة الثانية الابتدائية بمدرسة المنصورة حينما اضطرته ظروف عمله إلى أن ينتقل إلى هناك. وكان دائم التنقل من بلد إلى بلد بحسب الوظيفة. واستقر المقام به عام 1937 في مدينة المنصورة موظفاً في المنطقة التعليمية هناك.. وأصبحت أشهر طفلة في مدينة المنصورة بعدما راح أهل المدينة يتحدثون عن ذكائي وبراعتي في تقليد الممثلات والممثلين الذين أشاهدهم على شاشة سينما عدن، أحدث دار سينما أنشئت يومذاك في مدينة المنصورة...}.

كان الأب يراقب تطور ابنته لامعة الذكاء في حنان وفخر واعتزاز. تابعت: {عندما كنت في السادسة من عمري، كنت موضع حب نساء الأسرة، وكانت إحداهن، كلما ذهبت إلى السينما، تصحبني معها، وكنت عندما أعود أجلس إلى أبي لأروي له قصة الفيلم بتسلسل عجيب. لم يكن يفوتني مشهد واحد، ثم أعقب تلخيصي للقصة بأسئلة عن الهدف الذي ترمي إليه، وهذا هو أول الدروس التي وعيتها عن فن السينما، وأفادني في ما بعد في قراءة قصص أفلامي، ومعرفة نواحي القوة والضعف في كل فيلم، لأنني ناقدة بفطرتي.

وكنت لا أمل مشاهدة الأفلام مع هذه السيدة أبداً، بل كنا أحياناً ندخل السينما في حفلتين متعاقبتين، حفلة الساعة الثالثة ثم حفلة السادسة، وأعود أكثر نشاطاً وأكثر تفتحاً لمذاكرة دروسي... وكانت لأبي هواية، هي تصويري في مشاهد ومواقف مختلفة، وما زلت أحتفظ بألبوم حافل من صوري هذه وأنا بين الخامسة والسابعة. وكما قلت، كنت ذكية لماحة أفهم ما يعنيه والدي من دون إفصاح. وفي أثناء زيارة بعض الأقارب لنا، ذات مرة، نظر إليّ أبي نظرة فهمت منها ما يعنيه فوراً، ولم تتمالك إحدى النساء نفسها فقالت: الله هو إحنا في سينما ولا أيه؟ وضحكوا، وعقب أبي ضاحكاً قائلاً: سأقدم فاتن للسينما فعلاً... وبالطبع لم يكن يعني ما يقوله ولكن الأمر لم يلبث أن أصبح جدياً.

ذات يوم، قرأ الأب في مجلة {الاثنين} عن مسابقة للأطفال... وأراد أن يقدم ابنته فاتن بصورة مغايرة، لم يفطن إليها أي والد بالنسبة إلى ابنته.

كانت الصحف آنذاك تتحدَّث عن جمعية {الهلال الأحمر}، وما تقوم به من استعداد لمواجهة نتائج قيام الحرب العالمية الثانية. شاهد الأب في إحدى المجلات صور بعض الشخصيات النسائية وهن يرتدين ملابس الممرضات، فقرر أن يختار اللباس نفسه لترتديه ابنته وتدخل المسابقة. التقط لها صوراً وأرسلها إلى المجلة، وكانت المفاجأة بفوزها بلقب أجمل طفلة.

وبعد أيام على نشر الصورة، تلقى الأب خطاباً من المخرج محمد كريم يستدعيه فيه إلى مقابلته مع ابنته. وبعد أيام، وقفت فاتن تؤدي الامتحان إزاء كريم الذي أعجب بتمثيلها، وبدأ العمل في {يوم سعيد}، وهو أول فيلم ظهرت فيه فاتن، وكان الدور في البداية صغيراً جداً، لكن إعجاب كريم بها وبذكائها جعله يطيله حتى أصبح بارزاً في الفيلم.

وعن هذا الفيلم ذكرت فاتن: {لم يحدث أثناء تصوير فيلم {يوم سعيد} أن أخطأت في نطق جملة من الحوار أو أداء حركة، إلى حد أن محمد كريم كان قد أحضر صندوقاً كاملاً من الشوكولا التي يحبها الأطفال بقصد تشجيعي على الحفظ والإجادة فإذ به لا يلجأ إلى هذه الوسيلة. أعطاني الصندوق، فوزعت محتوياته على جميع العاملين في الفيلم، وكان أكثر ممثلي {يوم سعيد} سبباً في إعادة التصوير هو محمد عبد الوهاب نفسه، إلى حد أنني صرخت فيه قائلة: أنت راح تشتغل كويس وإلا نجيب غيرك... وضحك الجميع وضحك عبد الوهاب فازداد غضبي وأنا أعلِّق على ضحكته بقولي: أنت بتضحك على إيه... على خيبتك؟ ومنذ هذا اليوم، أصرَّ عبدالوهاب على أن يحفظ الدور، وقامت المنافسة بينه وبيني. وكان محمد كريم سعيداً بذلك، فقد كان يضع في اعتباره شخصية عبد الوهاب كفنان ومنتج فلا يطبق عليه العقوبات التي ينزلها على ممثل يتعرَّض للخطأ}.

وعرض {يوم سعيد}، ونجحت فاتن وأصبحت أشهر طفلة في مصر. وظهرت بعد ذلك في دور صغير في فيلم {أول الشهر} مع صباح وحسين صدقي، وفي {ملائكة الرحمة} من إخراج يوسف وهبي.

في معهد التمثيل

روت فاتن: {كنت مثالاً للطالبة النشيطة، ولم يحدث أن رسبت خلال دراستي الابتدائية في أي امتحان. كنت متقدمة على زميلاتي دائماً، ولما انتقلت إلى دراستي الثانوية خشي أبي أن يؤثر عملي السينمائي على نشاطي المدرسي، ولكنه فوجئ بتفوقي في الفترة الأولى من السنة الثانوية الأولى. وعندما فتح معهد التمثيل أبوابه، أردت أن أدعم مواهبي الفنية بالدراسة، وطلبت من أبي أن يقدم أوراقي إلى المعهد... وعبثاً حاول أن يقنعني بألا أرهق نفسي بدراسة جديدة إلى جانب دراستي الثانوية، خصوصاً أنني كنت أشارك في أفلام عدة، ولكنني أصررت على الالتحاق بالمعهد، حتى اضطر والدي إلى الموافقة، وقبلت ضمن طالبات المعهد في أول دفعة عام 1944، وكان عمري 13 سنة}.

في اليوم الأول لافتتاح المعهد، اجتمع الطلاب الذين نجحوا في امتحان القبول في أحد الصفوف بانتظار أستاذهم زكي طليمات، حاسبين ألف حساب للقاء الأول بينه وبينهم. دخل الصف، وأخذ يوزع نكاته و{قفشاته} ليزيل من نفوس الطلاب حالة الخوف التي استولت عليهم... ولمح فتاة صغيرة ضئيلة الجسم جالسة خلف شاب ضخم الجثة فناداها زكي: تعالي يا عروسة... فوقفت فاتن في غضب ترد: أنا مش عروسة يا أستاذ.

وابتسم زكي وقال: طيب ما تزعليش بكرة تبقي عروسة... اسمك إيه يا شاطرة؟

فاتن حمامة.

تعرفي تطيري يا شاطرة؟

يعني إيه؟

مش أنت حمامة؟

لا... أنا فاتن.

عمرك كام سنة يا شاطرة؟

عمري 13 سنة. بس ما تقولش...

وضحك زكي طليمات. ثم طلب منها الصعود إلى منصة عالية تشبه خشبة المسرح لتؤدي دوراً تمثيلياً... وأعجب ببراعتها في الأداء حيث لمس أموراً تنبئ بموهبة نادرة، لكنه قال لها: صوتك ضعيف يا فاتن. ولكن زكي طليمات كان يرى أن هذا الصوت الضعيف ينفذ إلى القلب ويحس بما يقوله إحساساً عميقاً.

أضافت سيدة الشاشة: {لكن العيب الذي لاحظه طليمات أن لدي لثغة، أنطق الراء غيناً... وطلب مني أن أخرج لساني، وفجأة وجدني أغرق في الضحك. فتحت فمي وأخرجت لساني ثم أغلقته وقلت رداً على تعليق له: لا... لساني مش ناقص حتة... وأراد زكي أن يلجأ إلى أسلوب جديد في علاج هذا العيب ففاجأني بسؤال غريب:

أنت مصرية؟

أيوة... ليه؟

عشان مفيش غير الفرنساويين اللي عندهم {اللدغة} دي.

لكن أنا مصرية مش فرنساوية.

أنت متأكدة؟

طبعاً.

طيب اسألي أبوكِ.

أبويا مصري وجدي مصري.

وضج الطلاب بالضحك... واحمر وجهي وصرخت أقول: إيه الكلام ده؟

كان لازم تصلحي لسانك قبل ما تيجي المعهد.

ثم كتب على اللوح جملة طويلة فيها عدد كبير من حروف {الراء}، كتب: انحشر حشراً في الدرج ولم يقدر أن يخرج... وطلب مني أن أقرأ هذه العبارة بسرعة. واندفعت بثورة غضبي وانفعالي أقرأ هذه الجملة، فإذا {اللدغة} تفارقني.

وصفق زكي طليمات إعجاباً وهو يقول: برافو يا فاتن... هتبقي ممثلة عظيمة}.

وكان زكي يعرف أن فاتن لن تتخلَّص من اللثغة إلا إذا استفزها، عندما تنفعل سينطلق الكلام سليماً بحروفه كافة، ولذلك استفزها متعمداً. هكذا كانت أول حصة في تاريخ معهد التمثيل هي علاج {اللثغة} في نطق فاتن، وأصبح لسانها بعد ذلك الأفصح في نطق اللغة العربية بين طلاب الدفعة الأولى في معهد التمثيل...

تابعت فاتن: «كان والدي في معارضته التحاقي بمعهد التمثيل يخشى أن أرهق نفسي بدراسة جديدة إلى جانب دراستي الثانوية، خصوصاً وقد كنت أشارك في أفلام عدة وهو يتوقَّع أن أهمل إحدى الدراستين. ولكن النتيجة جاءت مفاجئةً، نجحت في دراستي الثانوية وفي المعهد أيضاً، وفي أفلامي كافة كذلك».

لم يقتصر نشاط فاتن حمامة أيام الدراسة على هذه المجالات، بل كانت تؤدي أدوار البطولة في الروايات التي تقدمها المدرسة، وتخرجها بنفسها، وتدرب زميلاتها على تمثيل أدوارهن.

ذكريات وغرور

من الذكريات الطريفة التي روتها فاتن عن أيام الدراسة: «تقدَّم أحد زملاء أبي، وكان أستاذاً للغة الإنكليزية في المدرسة السعيدية، يطلب يدي. قبل أبي مبدأ خطبتي له، ولكنه اشترط أن يؤجل الأمور كافة المتعلقة بذلك حتى أبلغ السادسة عشرة، وكنت أيامها في الثالثة عشرة. أما المدرس فأصرَّ على أن يتم الزواج فوراً لأنه سيسافر في بعثة دراسية إلى لندن ويريد أن يأخذني معه. رفض أبي، رغم أن المدرس وسّط بعض الأصدقاء الذين يحتفظ لهم أبي بمكانة طيبة في نفسه، وسافر العريس وحده وأمضى أربع سنوات عاد بعدها ليصبح أحد كبار رجال التعليم، وكثيراً ما كانت الصدفة تجمعه بأبي، ويضحكان عندما يستعيدان تقدمه لخطبتي».

ظلت فاتن تدرس وتعمل حتى بلغت السادسة عشرة، وتزوج بها عز الدين ذو الفقار. وعندما انتقلت إلى بيت الزوجية، استحال عليها الجمع بين العمل والزواج وبين الدراسة، فاستغنت عن الأخيرة.

بدأ نجم فاتن يلمع في الأدوار الثانية. وحول هذه المرحلة أقرَّت بشجاعة قائلة: «بدأ الغرور يتسرب إليّ كلما شاهدت الناس في الطريق يشيرون إليّ ويصفقون... وحدث أن تقدم مني أحد الناس ليحييني فرديت عليه بغرور، وفوجئت بوالدي عند عودتنا إلى البيت يصفعني لأعرف كيف أعامل الناس... ومنذ ذلك اليوم، قررت أن أتغيّر فعلاً. وبعد ذلك عُرفت برقة المعاملة تجاه الجميع».

back to top