Spare Parts... مراهقون لا أوراق لهم في الولايات المتحدة

نشر في 18-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 18-01-2015 | 00:01
No Image Caption
يروي Spare Parts قصة غرباء عاديين يتغلبون على المصاعب بأسلوب درامي في قالب شبيه بفيلم Race the Sun.
يتناول فيلم Spare Parts قصة طلاب في المدرسة الثانوية لا يملكون أوراقاً رسمية يدخلون مباراة كبيرة لبناء الآليين، ويحدثون ضجة في الولاية الأكثر عدائية في تعاملها مع الهجرة غير الشرعية: أريزونا. إذاً، يبدو هدف الفيلم الأول تسجيل موقف لا عرض مواضيع جديدة بأسلوب مميز ومسلٍّ.

يحتاج شاب (كارلوس بينا فيغا) يسعى إلى استغلال برنامج تدريب عسكري مخصص للجامعات إلى الانخراط في الجيش بغية مساعدة عائلته التي لا تملك أوراقاً رسمية في تأمين قوتها. ولكن بما أنه لا يملك وثيقة ولادة، تخفق خططه. لذلك يبحث أوسكار عن درب آخر نحو الأمن المالي، ويقرر المشاركة في تحد آلي مفتوح تحت الماء أمام طلاب المدارس الثانوية والجامعات.

وربما يمد له أستاذ العلوم البديل، الدكتور كاميرون (جورج لوبيز)، يد المساعدة. كاميرون مهندس مثير للشفقة عاطل عن العمل يتحدر من أصول لاتينية ويأبى أن يوضح تفاصيل تاريخ عمله الحافل لمدير المدرسة (جيمي لي كورتيس) الذي أجرى معه مقابلة العمل. ويعرب كاميرون، الذي دخل حديثاً مجال التعليم، عن شكوكه حيال سعي أوسكار إلى تطوير مركبة آلية يتم التحكم فيها عن بعد هدفها استكشاف حطام السفن.

{تعلم أننا نعيش في الصحراء، لا؟}.

ولكن إن نجح أوسكار في تشكيل فريق، سيوافق كاميرون على مساعدته {وأداء دور دون كيشوت المحسن}.

تشكل عملية بناء الفريق الوجه الأكثر متعة في الفيلم لشون ماكنامارا (Soul Surfer). فيقنع أوسكار مهووس التكنولوجيا الذي يتعرَّض للتنمر كريستيان (ديفيد ديل ريو) بالانضمام إلى الفريق. ومن ثم يبتز كاميرون لورينزو (خوسي جوليان)، شاب ذكي يعرف كيف يجني المال ويعشق الإلكترونيات وميكانيك السيارات، لينضم إليهم. كذلك يقنعون لويس (أوسكار غيتييريز)، لاعب كرة القدم اللطيف والبسيط، بمشاركتهم في هذه المغامرة لأنهم يحتاجون إلى قوة عضلاته لا في إبعاد المتنمرين فحسب، بل في رفع المركبة الآلية أيضاً.

ولعل عنصر {القصة الحقيقية} الأبرز في Spare Parts الطريقة الاستثنائية المميزة التي يخوضون بها مغامرة بناء الآلي بميزانيتهم المتواضعة. يبحثون في النفايات، ويقصدون متاجر القطع الرخيصة والأدوات المنزلية بحثاً عن أنابيب خاصة ومحركات جر بخسة الثمن.

بالإضافة إلى ذلك، لا يكفون عن الشجار لأن أوسكار يعلق آماله كلها على هذه المباراة، لورينزو يتخبَّط مع والد كثير الانتقاد (إساي موراليس)، كريستيان ما زال يتفادى المتنمرين، ولويس يحتاج إلى فهم مفاهيم التصميم المعقد الذي وضعه لأن هذه المباراة تشمل مقابلة للفريق.

يحد لوبيز من أسلوبه الفكاهي المميز القريب من المسلسلات التلفزيونية والعروض المسرحية الفكاهية، ولا يدعه يبرز إلا في المشاهد التي تظهر فيها مساعدة المديرة (ماريسا توماي)، وهي أم عزباء ومبرمجة كمبيوتر حادة الطباع.

يسأل ابنها: {هل أمك في المنزل. لدينا درس تشفير. وأنا أعني ما أقول}.

إن سبق أن شاهدت Stand and Deliver أو الفيلم الفكاهي الوحيد في مسيرة هالي باري الفنية Race the Sun (عن مراهقين من عائلات فقيرة يبنون سيارة كهربائية للمشاركة في مسابقة)، تدرك إذاً التوجه الذي يتبعه الفيلم. تجد كليات الهندسة الأبرز في الولايات المتحدة (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة فرجينيا التقنية) طلابها وابتكاراتهم في مواجهة مع شبان شجعان يتكلمون الإسبانية وبنوا تصميمهم من الخردوات والنفايات. صحيح أن هذه الرحلة الحقيقية أنما المستهلكة لبلوغ الهدف لا تُعتبر استثنائية، إلا أن Spare Parts يبرز موقف الأميركيين من هذه الشريحة المهمشة من الشعب، ويقوم بذلك باندفاع قوي، وإن كان يفتقر إلى قليل من الضحك والأصالة.

back to top