الكولسترول... المرض الصامت

نشر في 03-01-2015 | 00:01
آخر تحديث 03-01-2015 | 00:01
قد يُدعى ارتفاع معدل الكولسترول في الدم المرض الصامت، إلا أننا سمعنا الكثير عنه في الآونة الأخيرة. ويصرّ الأطباء على ضرورة خفضه عندما يتخطَّى الحد الأقصى. لكن الجدال حول مصدره وكيفية علاجه ومعدلاته المقبولة لا يزال مستمراً. إليك لمحة شاملة تكشف لك الأفكار الصحيحة والخاطئة في عالم الكولسترول ومعالجته.
«آه من الكولسترول! يعاني الجميع ارتفاع الكولسترول في الدم عندما يتقدمون في السن». لا شك في أنك سمعت هذه العبارة أو رددتها بعد وجبة دسمة. وهذه فكرة صحيحة لأن ارتفاع معدل الكولسترول في الدم شائع، حتى إنه يصيب واحداً من كل أربعة أشخاص في بعض البلدان. إلا أن هذه العبارة تخفي وراءها فكرة خاطئة، فهي تسهم في تهميش ما يُعتبر أحد أهم أسباب النوبة القلبية خصوصاً والأمراض القلبية الوعائية عموماً. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن هذه الأمراض مسؤولة عن نحو 30% من الوفيات، وتشكل راهناً السبب الأول وراء الإعاقات وتبدل نوعية الحياة. إذاً، من الممكن للاستخفاف بمعدل عالٍ من الكولسترول أن يكلف غالياً ذات يوم.

انسداد الشرايين

عندما يرتفع معدل الكولسترول كثيراً في الدم، يترَّسب على جوانب الشرايين، وخصوصاً شرايين القلب (التاجية). نتيجة لذلك، يؤدي إلى تضييق الشرايين، مشكلاً صفيحات دهنية تزداد سماكة بمرور الزمن. وهكذا يزداد مرور الدم صعوبة. كذلك قد تتشكَّل الجلطات. وعندما يعجز الدم عن المرور نهائياً، تموت الخلايا التي لا تتلقى الأوكسجين. وهذا ما يُسمى بالعارض الإقفاري الذي يؤدي، وفق الشريان المصاب، إلى نوبة قلبية، نوبة وعائية دماغية، أو التهاب أوعية الطرفين السفليين.

مشكلة مرتبطة بالطعام

يتأثر الكبد كثيراً بالدهون السيئة التي يحتوي عليها طعامنا. وكلما تعرض لهذه الدهون، زاد كمية الكولسترول التي يفرزها في الدم. لذلك يعتمد العلاج الأول لارتفاع معدل الكولسترول في الدم على تعديل النظام الغذائي الذي يتبعه المريض. ولا شك في أن هذه الخطوة مهمة لأن هذه التغييرات الغذائية تعود أيضاً بفوائد إضافية على القلب والأوعية الدموية لأنها تحد من خطر اكتساب الوزن أو تشكل الجلطات في الدم. ولكن إن اتضح أن هذه التغييرات غير كافية، فقد يصف الطبيب للمريض أدوية الستاتين الشهيرة. أثارت هذه الأدوية الكثير من الجدل السنة الماضية. ولكن لا مفر منها، إن أردنا خفض معدلات الكولسترول التي لا تتجاوب مع التبدلات في نمط الغذاء.

من أين يأتي الكولسترول؟

يأتي الكولسترول من الغذاء ومن الكبد. وكلما أكثرنا من تناول الأطعمة الدهنية، أنتج الكبد كمية أكبر من الكولسترول التي يحتاج بعد ذلك إلى التخلص منها. ولكن ما هو الكولسترول؟

الكولسترول مادة دهنية ضرورية لجسم الإنسان. فهي تسهم في ليونة الأغشية الخلوية وتؤدي دوراً في إنتاج الهرمونات الجنسية، الكورتيزون، والفيتامين D التي يحتاج إليه جسمنا. وبما أنه غير ذواب، يستخدم الكولسترول البروتينات الدهنية (نواقل الكولسترول الجيد والسيئ) لدخول مجرى الدم:

• تنقل البروتينات الدهنية المنخفضة الكثافة (LDL) كولسترول الكبد نحو الأنسجة حيث يُخزن. ولكن إذا كانت هذه البروتينات كثيرة، لا تستطيع الخلايا استهلاك الكولسترول كله الذي تتلقاه، ما يؤدي إلى تكدسه في جوانب الأوعية الدموية. ولذلك ندعو هذا النوع من الكولسترول الكولسترول السيئ.

• تنقل البروتينات الدهنية العالية الكثافة (HDL) الكولسترول الزائد نحو الكبد الذي يتخلَّص منه. لذلك ندعو هذا النوع من الكولسترول الكولسترول الجيد.

أسئلة مهمة

متى يجب الخضوع لفحص معدل الكولسترول في الدم؟

يجب أن يخضع كل إنسان بالغ، حتى لو كان شاباً، لفحص الكولسترول مرة واحدة على الأقل. وإذا كان معدله طبيعياً، يستطيع أن ينتظر خمس سنوات قبل معاودة الخضوع لهذا الفحص. ولكن من الضروري التنبه إلى أن الزيادة الكبيرة في الوزن والإصابة بالداء السكري ترتبطان غالباً بارتفاع معدل الكولسترول في الدم. لذلك من الضروري ضبط هذا المعدل وفحصه في حالات مماثلة. وينطبق الأمر عينه على تناول علاجات مثل Roaccutane، الجرعات الكبيرة من الكورتيزون، ومضادات الفيروسات القهقرية. بالإضافة إلى ذلك، ينصح الأطباء بعدم تناول المرأة موانع الحمل التي تحتوي على الإستروجين إن كانت تعاني ارتفاع معدل الكولسترول في الدم، وخصوصاً إذا كانت تدخن.

هل يمكن للمريض أن يقيس معدل الكولسترول هو بنفسه؟

تكلف الأدوات الضرورية لمراقبة معدل الكولسترول في الدم في المنزل كثيراً ولا تعود بفائد تُذكر. بخلاف ارتفاع ضغط الدم ومعدل السكر في الدم، لا يشكّل الكولسترول جزءاً من العوامل البيولوجية التي تتبدل كثيراً من يوم إلى آخر، ما يلغي الحاجة إلى فحصه يومياً. يمكن للمريض الاكتفاء بإجراء فحوص دورية خلال فترات يحددها طبيبه.

ما هي النتائج الطبيعية؟

من الضروري الخضوع لفحص الكولسترول في الدم بعد فترة صوم. ويشمل هذا الفحص قياس عوامل عدة:

• مجموعة الكولسترول: يجب أن يكون عموماً أقل من غرامين في كل ليتر من الدم. ولكن على غرار الكولسترول السيئ، يختلف هذا الرقم باختلاف المريض وحالته.

• الكولسترول السيئ: تختلف المعدلات المقبولة باختلاف عوامل عدة يقيمها الطبيب وفق كل حالة.

• في حالة مَن لا يواجهون عوامل خطر كبيرة، يبقى معدل الكولسترول السيئ في الدم مقبولاً حتى لو بلغ 1.90 غرام في كل ليتر من الدم.

• في حالة مَن يواجهون عوامل خطر عالية قد تؤدي إلى مشاكل قلبية وعائية (التدخين، الداء السكري، ارتفاع ضغط الدم الشرياني، أو تراجع معدل الكولسترول الجيد إلى ما دون 0.40 غرام في الليتر)، يجب أن يكون معدل الكولسترول السيئ في الدم أقل من غرام في الليتر، وأقل بعد في حالة مَن سبق أن تعرضوا لمشاكل قلبية وعائية.

• تُدعى المنطقة الرمادية بين الحالتين منطقة الخطر المتوسط. وهنا يحدد الطبيب ما إذا كان على المريض تناول الأدوية أو لا، وذلك بالاستناد إلى وضعه الصحي وتاريخه العائلي والطبي.

• الكولسترول الجيد: يجب أن يفوق معدله 0.55 غرام في كل ليتر من الدم في حالة النساء و0.45 غرام في الليتر في حالة الرجال.

• الدهون الثلاثية: يُعتبر أي معدل يساوي 1.5 غرام في الليتر أو يتخطاه أحد عوامل الخطر القلبية الوعائية، بغض النظر عن معدلات الكولسترول.

ما رأيك في المكملات الغذائية؟

لا يمكنك بالتأكيد أن تستبدل بالستاتين الذي وصفه لك الطبيب منتجاً يُباع في الأسواق ويعد بخفض الكولسترول. ولكن من الممكن لبعض المكملات الغذائية أن يعزز فاعلية العلاج المعتمد.

• خميرة الأرز الأحمر: تحتوي على مواد عدة تساعد في ضبط معدلات الدهون. وقد برهنت الأدلة العلمية فاعليتها هذه. رغم ذلك، يتردد الأطباء في وصفها. فبما أنها مصنفة كمكمل غذائي لا كدواء، فهي لا تخضع لأي رقابة. لذلك من المستحيل التأكد من أن المنتج المستعمل يحتوي على كمية كافية من العناصر الناشطة ليكون فاعلاً. بالإضافة إلى ذلك، إذا لم يُصنع هذا المنتج بالطريقة الصحيحة، فقد يُصبح ساماً. ولهذا السبب لا ينصح أطباء وخبراء باستعماله.

• أحماض أوميغا 3: صحيح أن هذه الأحماض رائجة الاستعمال، إلا أنها لا تحمل أي تأثير معروف في معدل الكولسترول. ولكنها تبقى رغم ذلك مهمة نظراً إلى محاربتها عموماً الأمراض القلبية الوعائية. وتُعتبر مهمة خصوصاً لمن لا يتناولون السمك بانتظام، مع العلم أن تأثيرات أحماض أوميغا 3 الدهنية النباتية المنشأ ليست مثبتة بشكل حاسم. ولكن بتناول سمن غني بالأوميغا 3 ننجح في موازنة مجموعة الدهون التي نتناولها، ما يُعتبر مفيداً أيضاً للحد من المخاطر القلبية الوعائية.

• الستيرولات النباتية: تستطيع هذه المركبات الطبيعية في النبات أن تخفض معدل الكولسترول بنسبة 10%. نتيجة لذلك تسمح السلطات الأوروبية بتصنيعها مع التدوين على العلبة {الستيرولات النباتية تخفض معدل الكولسترول في الدم}. ولكن ما من دليل على أنها تحد من المخاطر القلبية الوعائية. رغم ذلك، يشجع أطباء كثر على الاستعانة بها للحد من الكولسترول. ولكن يجب ألا تُعطى للأولاد أو للنساء الحوامل.

الأدوية الأكثر فاعلية

عندما لا تكون التغييرات الغذائية كافية لخفض معدل الكولسترول المرتفع جداً، الذي يعرض المريض لمخاطر قلبية وعائية، تنشأ الحاجة إلى تناول أدوية. إليك بعض المعلومات عن علاجات الكولسترول.

الستاتينات فاعلة

تاهور، كريستور، روكور... نزلت إلى الأسواق قبل عشرين سنة، وهي تنتمي إلى مجموعة جديدة من الأدوية المخفضة للدهون. أحدثت الستاتينات ثورة في عالم معالجة ارتفاع معدل الكولسترول في الدم. تستطيع هذه الأدوية خفض معدلات الكولسترول حتى 50%. لذلك عندما نزلت إلى الصيدليات، كانت أقوى بنحو مرتين إلى أربع مرات من أي علاج آخر في تلك الفترة. وبفضل فاعليتها العالية، دُعيت «بنسلين القلب». ويدرك العلماء اليوم أن حفض معدلات الكولسترول بواسطة هذه الجزيئات يحد بنحو 30% مخاطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

... ولكن يجب ألا نستخف بها

صحيح أن الستاتينات عالية الفاعلية ويتحمّلها الجسم بسهولة عادةً، إلا أنها تتحوَّل بدورها إلى مشكلة. فعندما نزلت إلى الصيدليات، أدى التشجيع على استعمال هذه الأدوية إلى التهافت على وصفها بإفراط مبالغ فيه أحياناً. نتيجة لذلك، سارع بعض الأطباء إلى وصف هذه الأدوية حتى في حالة المرضى الذين يعانون ارتفاعاً طفيفاً في معدل الكولسترول في الدم مع مخاطر قلبية وعائية محدودة. في هذه الحالة بالتحديد، تُعتبر الانتقادات التي تُوَجه إلى الستاتينات محقة. لا تعود هذه الأدوية بفوائد حقيقية إلا في حالة مَن يعانون معدلات كولسترول مرتفعة لا يمكن خفضها بواسطة حمية غذائية وتُضاف إلى عوامل خطر أخرى، مثل التدخين، ارتفاع ضغط الدم الشرياني، الداء السكري، وتاريخ عائلي مع مرض القلب.

تأثيراتها الجانبية مدروسة

في شهر أغسطس عام 2001، أثار سحب مختبرات باير دواء سيريفاستاتين من الصيدليات بعد أضرار كبيرة في العضلات ضجة واسعة. ومنذ ذلك الحين، يتساءل الناس عن مدى فاعلية الستاتينات وتأثيراتها في الجسم. صحيح أن عدداً كبيراً من المقالات والأعمال يشكك في فاعلية هذه الأدوية ويضعها في دائرة الشك، إلا أن العلماء والمؤسسات العلمية المعنية بهذا الموضوع لا تملك أدنى شك: تبقى الستاتينات أدوية يمكن للجسم تحملها تترافق مع خطر التسبب بتأثيرات جانبية أقل بكثير من الأسبرين مثلاً. رغم ذلك، من الممكن أن تسبب الستاتينات، عند تناولها بجرعات عالية، آلاماً عضلية في 10% من الحالات. عندئذٍ يحاول الطبيب والمريض تعديل الجرعة قدر المستطاع للحصول على أكبر فائدة ممكنة من دون ألم، علماً أن حدة التأثيرات الجانبية ترتبط بالجرعات المعتمدة.

النشاط الجسدي مهم أيضاً

تبرهن الأدلة العلمية أن مَن يمارسون نشاطاً جسدياً معتدلاً يتمتعون بمعدل كولسترول أقل، مقارنة بمن يعتمدون نمط حياة خاملاً. قد تبدو هذه النسبة قليلة، ولكن عندما يعاني المريض ارتفاعاً كبيراً في معدل الكولسترول في الدم، تصبح مهمة. وكي تحصد فوائد الرياضة التي تحمي الجهاز القلبي الوعائي، لا داعي لأن تبذل جهداً كبيراً. امشِ نحو 30 دقيقة يومياً، قم بأعمال البستنة، أو تنقل على الدراجة الهوائية، وهذا كافٍ.

أفضل الأطعمة المضادة

يرتكز العلاج الأول للكولسترول السيئ على النظام الغذائي. لا داعي لاتباع حمية صارمة، ولكن قد يكون من الأفضل أن تتناول يومياً منتجات مفيدة لصحة الشرايين.

لا يُعتبر الغذاء السبب الوحيد لارتفاع معدل الكولسترول في الدم. صحيح أن نصف هذه الحالات يعود إلى الغذاء غير الصحي والسليم، إلا أن للنصف الآخر أسباباً وراثية. ولكن حتى في هذه الأخيرة، يؤدي الطعام الذي يدخل جسمنا دوراً كبيراً. فنسبة تراجع معدل الكولسترول بنحو 10% إلى 20% بعد ضبط النظام الغذائي تبقى ذاتها سواء كان فرط الكولسترول وراثياً أو مرتبطاً بالبيئة.

أهمية السمك والخضراوات

إن كنت تعاني ارتفاع معدل الكولسترول في الدم، فلا تملك أي عذر كي لا تولي ما تتناوله اهتماماً كبيراً، وخصوصاً أن النظام الغذائي المضاد للكولسترول ليس مجحفاً. لا شك في أنك ستُضطر إلى استبدال الزبدة بأنواع أخرى أقل دسماً وإلى الحد من تناولك صفار البيض ومشتقات الحليب الكاملة الدسم. كذلك تقلل الأنظمة الغذائية المضادة للكولسترول من كمية اللحوم لتفسح في المجال أمام السمك والخضراوات الجافة. فترتكز هذه الأنظمة الغذائية على الزيوت النباتية لمد الجسم بالمواد الدهنية الجيدة، وتتلاءم عموماً مع ما يُدعى أنماط غذاء البحر الأبيض المتوسط. كذلك أثبت دراسة نُشرت في مجلةNew England Journal of Medicine فاعلية نظام غذائي هدفه الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية.

بذور الكتان

لماذا؟ تُعتبر بذور الكتان غنية جداً بأحماض أوميغا 3 الدهنية التي تخفض الكولسترول لا لأنها تؤثر فيه مباشرة، بل لأنها تحلّ محل الدهون المشبعة.

كيف؟ بتناول منتجات مأخوذة من حيوانات يرتكز علفها على دقيق بذور الكتان: البيض، مشتقات الحليب، اللحم... ويمكنك العثور على لائحة بمنتجات مماثلة على الموقع الإلكتروني www.bleu-blanc-coeur.org. أما إذا لم تتوافر لك منتجات مماثلة، فباستطاعتك أن ترش فوق اللبن أو السلطة بذور الكتان المسحوقة. ويمكنك شراء هذه البذور من متاجر الأطعمة العضوية.

الكمية: يكفي أن تتناول 20 إلى 50 غراماً منها كل يوم للحصول على نتائج جيدة.

التفاح

لماذا؟ قشر التفاح غني جداً بالبكتين. تمتصّ هذه الألياف الذوابة الكولسترول والدهون الأخرى وتمنعها بالتالي من الخروج من الجهاز الهضمي لتدخل الجسم والأوعية الدموية. يحتوي التفاح أيضاً على كمية كبيرة من الفلافونويدات، وهي مواد مضادة للأكسدة تشتهر بدورها في حماية الجهاز القلبي الوعائية.

كيف؟ نمِّ عادة التلذذ بتفاحة خلال الوجبات الخفيفة أو عندما تشعر بالجوع. وكي تنوع متعتك، يمكنك أيضاً أن تقطع التقاحة إلى مكعبات وتضيفها إلى حبوب الفطور صباحاً أو تتناولها مطهوة مع قطعة من اللحم الأبيض، أو تحولها إلى عصير بكل بساطة.

الكمية: قد يكون من الأفضل أن تتناول من تفاحتين إلى ثلاث تفاحات يومياً.

الشوفان

لماذا؟ يتمتَّع هذا النوع من الحبوب بقدرة مؤكدة على خفض معدل الكولسترول في الدم بسبب غناه بالبيتا-غلوكان، نوع من الألياف الغذائية الذوابة تنجح في احتجاز الكولسترول بفاعلية أكبر من البكتين في التفاح.

كيف؟ يدخل الشوفان في تركيبة عدد كبير من حبوب الفطور التي تتناولها صباحاً. لكنه يتوافر أيضاً على شكل مسحوق تستطيع رشه على مشتقات الحليب الخالية من الدسم أو السلطة. كذلك تستطيع شراء دقيق الشوفان لتستعمله في إعداد الخبز، المعكرونة، عجينة البيتزا... أما إذا كنت لا تحب طعمه، فلا ترغم نفسك على تناوله، بل استعض عنه بتناول الأرز الأسمر الذي يتمتَّع بالخصائص ذاتها تقريباً. ولكن لا بد من التحذير في هذا المجال إلى أن الخصائص التي تسمح للشوفان بالحد من امتصاص الدهون والسكريات تجعله أيضاً يحد من امتصاص الفيتامينات والمواد المغذية الأخرى. لذلك إذا قررت تناوله بانتظام، فقد يكون من الأفضل أن تتناول مكملاً غذائياً يحتوي على مجموعة من الفيتامينات خارج أوقات الطعام.

الكمية: كي تستفيد من تأثيراته الإيجابية في معدل الكولسترول في الدم، يجب أن تتناول ما لا يقل عن 20 غراماً منه يومياً.

الخضراوات الجافة

لماذا؟ تستطيع الألياف الذوابة التي تضمها الخضراوات الجافة أن تحد امتصاص الدهون في مختلف أنحاء الجهاز الهضمي، مخفضة بالتالي معدل الكولسترول في الدم. بالإضافة إلى ذلك، تشكل هذه مصدراً مهماً للستيرولات النباتية، وهي مواد تشتهر أيضاً بتأثيراتها المضادة للكولسترول.

كيف؟ أضف إلى غذائك بانتظام الفاصولياء البيضاء، الحمص، الفاصولياء الصغيرة الحبة، الفول، العدس... علماً أن الأخير هو الأسرع هضماً بين الخضراوات الجافة.

الكمية: تناول نحو 60 غراماً مرة في الأسبوع.

الصويا

لماذا؟ تتمتَّع البروتينات التي تحتوي عليها الصويا بتأثير مؤكد يخفض ارتفاع الكولسترول في الدم، ويزداد هذا التأثير فاعلية عند تفاعله مع الإستروجين النباتي. واللافت أن الصويا تمتاز بالقدرة على خفض نسب الكولسترول السيئ من دون أن تحدّ من الكولسترول الجيد.

كيف؟ يمكن أن تتناول الصويا على شكل عصير، «لبن»، التوفو، أو حتى شرائح نباتية تُباع في أقسام الأغذية العضوية في المتاجر الغذائية الكبيرة.

الكمية: تتراوح الكمية الموصى بتناولها بين 20 و60 غراماً مرات عدة في الأسبوع.

الجوزيات

لماذا؟ الجوز، البندق، واللوز من الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية المتعدد غير المشبعة، الألياف، والستيرولات النباتية. ولا شك في أن هذه تركيبة مثالية تساعدنا في خفض معدل الكولسترول في الدم؟

كيف؟ يمكنك تناولها في نهاية الوجبة مع اللبن، أو ما رأيك في أن تضيفها إلى التفاحة التي تقرر تناولها عندما تشعر بالجوع نحو الساعة الحادية عشرة صباحاً أو الخامسة من بعد الظهر.

الكمية: يكفي أن تتناول قليلاً من هذه الجوزيات كل يوم لتستفيد من خصائصها التي تسهم في خفض معدل الكولسترول في الدم، ولا تقلق في شأن اكتساب الوزن.

زيتا الزيتون والكولزا

لماذا؟ يمتاز هذان النوعان من الزيت بما يقدمانه للجسم من دهون غير مشبعة نباتية المصدر تسهم في الحد من الكولسترول عموماً والكولسترول السيئ في آن.

كيف؟ يكمل زيت الكولزا وزيت الزيتون أحدهما الآخر. وعند اختيار نوع زيت الزيتون المناسب، انتقِ زيت الزيتون البكر الممتاز المعصور مرة على البارد. تستطيع استبدال الواحد بالآخر، مستخدماً زيت الزيتون في الطهو والكولزا في السلطة. فلزيت الكولزا وجه سلبي واحد: تفوح منه رائحة سمك كريهة عندما يُسخن على النار.

الكمية: يُنصح بتناول ملعقة كبيرة كل يوم.

السردين والإسقمري

لماذا؟ يحتوي هذان النوعان من السمك على كمية كبيرة من الأحماض الدهنية غير المشبعة، وخصوصاً الأوميغا 3، التي تعود بفائدة كبيرة على الشرايين.

كيف؟ تناولهما طازجين أو معلبين، فهما يحتفظان بالجزء الأكبر من خصائصهما الغذائية المفيدة حتى لو كانا معلبين. ولا تخشَ الزيت الذي يُحفظان به، فهو أيضاً يحمل فوائد كبيرة.

الكمية: للتمتع بصحة قلبية وعائية جيدة، يُنصح بتناولهما مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً.

back to top