قاوم الكآبة بغاز الضحك

نشر في 23-12-2014 | 00:02
آخر تحديث 23-12-2014 | 00:02
No Image Caption
تبدو نتائج أكسيد النتريوس أو غاز الضحك واعدة كعلاج للكآبة الحادة في حالة مَن لا تتفاعل أعراضهم مع العلاجات التقليدية. ويعتقد الباحثون أن الدراسة الأولية في كلية الطب في جامعة واشنطن في سان لويس هي الأولى التي عُرّض فيها مرضى الكآبة لغاز الضحك.
في حالة 20 مريضاً يعانون كآبة سريرية مقاومة للعلاج، لاحظ الباحثون أن الثلثين اختبروا تحسناً في الأعراض بعد تلقي أكسيد النتريوس. في المقابل، حظي الثلث فقط بتحسن بعد تلقي علاج وهمي. وقيمت حالة المرضى قبل يوم من العلاج وبعده بيوم أيضاً.

نُشرت هذه الاكتشافات، التي قُدّمت في التاسع من ديسمبر خلال اللقاء السنوي لكلية علوم الأدوية النفسية العصبية الأميركية في سكوتسدايل بأريزونا، في مجلة Biological Psychiatry على شبكة الإنترنت في اليوم عينه.

صحيح أن الباحثين من قسم علم التخدير والعلوم النفسية في الجامعة ومن معهد عائلة تايلور للأبحاث النفسية المبتكرة قيموا تأثيرات العلاج مرتين فقط في غضون 24 ساعة، إلا أن النتائج تبدو واعدة في رأيهم.

يذكر بيتر نايجل، طبيب وبروفسور مساعد متخصص في علم التخدير في كلية الطب والمحقق الرئيس في الدراسة: {من الضروري بالتأكيد تكرار النتائج التي توصلنا إليها، إلا أننا نعتقد أن هذه نقطة انطلاق جيدة، وأن العلاج بأكسيد النتريوس قد يساعد كثيرين ممن يعانون الكآبة}.

لا يتجاوب نحو ثلث مرضى الكآبة السريرية راهناً مع العلاجات المعتمدة، ما يُبرز الحاجة إلى تطوير علاجات أكثر فاعلية. ويُعتبر غاز الضحك فكرة جيدة لأن تأثيراته الجانبية محدودة (يُعتبر الغثيان والتقيؤ الأكثر شيوعاً)، فضلاً عن أنه يخرج من الجسم بسرعة بعد أن يتوقف المريض عن تنشقه.

لهذا السبب، يعتقد الباحثون أن تحسن الأعراض بعد يوم واحد حقيقي وليس تأثيراً جانبياً ناجماً عن أكسيد النتريوس. بالإضافة إلى ذلك، يشيرون إلى اكتشاف غير مثبت لاحظوه خلال الدراسة: دامت التحسنات أسبوعاً على الأقل في حالة بعض المرضى.

خلال الدراسة، تلقى المرضى علاجين، إلا أن لا المرضى ولا الباحثين عرفوا أيهما العلاج الحقيقي. في إحدى جلستَي العلاج، أُعطي المرضى مزيجاً غازياً تألف نصفه من الأكسجين والنصف الآخر من أكسيد النتريوس (المزيج ذاته الذي يعطيه أطباء الأسنان لمرضاهم خلال معالجة الأسنان).

في الجلسة الأخرى، تلقى المرضى علاجاً وهمياً من الأوكسجين والنيتروجين (الغازين الرئيسين في الهواء الذي نتنفسه).

وبعد ساعتين من تلقي كل علاج وفي اليوم التالي، خضع المرضى المشاركون في الدراسة لتقييم لحدة أعراضهم، مثل الحزن، مشاعر الذنب، الأفكار الانتحارية، القلق، والأرق. بعد يوم من تلقي علاج أكسيد النتريوس، تمتع سبعة مرضى بتحسن محدود في أعراضهم، في حين حظي سبعة آخرون بتحسن كبير. حتى إن ثلاثة مرضى أفادوا أن أعراضهم اختفت بالكامل تقريباً. ولم يذكر أي مريض أن أعراضه ساءت بعد العلاج بأكسيد النتريوس.

في المقابل، بعد تلقي العلاج الوهمي، أفاد مريض واحد أن أعراضه ساءت في اليوم التالي، في حين أشار خمسة آخرون إلى تحسن طفيف واثنين إلى تحسن كبير. يوضح تشارلز ر. كونواي، باحث في هذه الدراسة وبروفسور مساعد متخصص في علم النفس: {عندما تلقوا أكسيد النتريوس، اختبر مرضى كثيرون تحسناً سريعاً وكبيراً. صحيح أن بعض المرضى تحدث عن تحسن حالته بعد تنشق الغاز الوهمي، إلا أننا لاحظنا بوضوح أن أكسيد النتريوس يحسن أعراض الكآبة أكثر من أي علاج وهمي. وأفاد معظم المرضى الذي اختبروا التحسن أن أعراضهم تراجعت بعد ساعتين فقط من العلاج بأكسيد النتريوس، علماً أن مضادات الكآبة الفموية التقليدية تحتاج إلى أسبوعين على الأقل لتحقق تأثيرات إيجابية مضادة للكآبة}.

مع مضادات الكآبة التقليدية، مثل البروزاك، الزولوفت، لليكسابرو، وغيرها من مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، يُضطر المرضى والأطباء إلى الانتظار لأيام أو أسابيع عدة لمعرفة ما إذا كان العلاج فاعلاً. أما تأثيرات علاجات مثل العلاج السلوك المعرفي، فلا تظهر عادةً إلا بعد أسابيع.

يقول تشارلز ف. زورومسكي، باحث وبروفسور ورئيس قسم علم النفس ومدير معهد عائلة تايلور: {إذا نجحت دراسات أخرى في محاكاة نتائجنا، فمن الممكن لداء سريع الفاعلية كهذا أن يعود بفوائد كبيرة على مرضى الكآبة الحادة الذين يكونون عرضة للانتحار ويحتاجون إلى مساعدة فورية. أو ربما نستطيع استخدام هذا العلاج للتخفيف من الأعراض موقتاً إلى أن تعطي العلاجات التقليدية مفعولاً}.

يؤكد الباحثون أن ثمة حاجة إلى دراسات إضافية لمعرفة ما إذا كان أكسيد النتريوس يعود بالفوائد عينها على مرضى آخرين يعانون الكآبة. كذلك يخططون لاختبار نسب مركزة مختلفة من غاز الضحك لاكتشاف مدى تأثير كل منها في أعراض الكآبة. وستبدأ هذه الدراسات قريباً.

يعلن نايجل: {من المفاجئ أن لا أحد فكر في استخدام دواء يجعل الناس يضحكون كعلاج لمرضى تقوم أعراضهم الرئيسة على الحزن الشديد}.

back to top