أردوغان يستبق التحول «الرئاسي» بملاحقة غولن وتصفية الخصوم

نشر في 20-12-2014 | 00:09
آخر تحديث 20-12-2014 | 00:09
No Image Caption
اتهام الحليف السابق ومدير تلفزيون «زمان» بالإرهاب
توّج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس عملية انقضاضه على الخصوم السياسيين بالإعلان رسمياً عن ملاحقة حليفه السابق الداعية فتح الله غولن، في خطوة استبقت عزمه الاضطلاع بمهام أقوى مطلع العام المقبل.

وأصدر القضاء التركي أمس مذكرة توقيف بحق غولن، الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة منذ 1999. وقالت شبكة التلفزيون العامة «تي ار تي ان» إن غولن (73 عاماً) متهم بأنه «قائد منظمة إرهابية»، في حين تتهمه السلطات بالتآمر سراً لإسقاطها.

ويعيش كولن في بنسلفانيا منذ عام 1999، وهو على خلاف مع الرئيس التركي منذ فتح تحقيق فساد قبل عام مع الدائرة المقربة لأردوغان عندما كان رئيساً للوزراء. وهذا الإجراء رمزي جداً، لأن واشنطن عبّرت في الماضي عن رفضها تسليم أردوغان عدوه اللدود.

وبعد استجواب دام خمسة أيام، أفرجت محكمة في إسطنبول أمس عن رئيس تحرير صحيفة «زمان» المعارضة أكرم دومنلي، في حين اتهمت مدير التلفزيون التابع للمجموعة نفسها هداية قره جا بالإرهاب «والانتماء إلى منظمة إرهابية». وكان هذان الصحافيان المعروفان أوقفا الأحد الماضي خلال حملة للشرطة تستهدف تيار غولن.

وبات من المرجح ألا يواجه أردوغان، حين يشدد قبضته على السلطة في تركيا العام المقبل، تحركاً من الغرب، باستثناء مقاومة رمزية في وقت تطغى فيه رئاسة تركيا لمجموعة العشرين والتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على القلق من الانزلاق نحو حكم شمولي.

وفي الأسابيع الأخيرة توالت الزيارات على أردوغان من شخصيات منها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والبابا فرنسيس، ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن، ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، على نحو يبرز مدى الأهمية التي تمثلها تركيا في قضايا من بينها أمن الطاقة، واحتواء الحرب في سورية والعراق.

لكن مشاهد المصافحة والتعهد بالتعاون تُخفي وراءها سجلاً للحريات يبدو في تراجع. ففي الأسبوع الأخير داهمت الشرطة مواقع إعلامية قريبة من خصوم أردوغان السياسيين، وحوكم مشجعون لكرة القدم بتهمة التدبير لقلب نظام الحكم خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة العام الماضي.

(أنقرة، إسطنبول - أ ف ب، رويترز)

back to top