سورية: 3 آلاف غارة تقتل وتشرد الآلاف في 60 يوماً

نشر في 20-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-12-2014 | 00:01
No Image Caption
• مخاوف من إعدام 1000 في الكشكية • واشنطن «دعمت» مفاوضات مع «داعش»
بعد يوم واحد من العثور على جثث 230 شخصاً في مقبرة جماعية بدير الزور، أبدى المرصد السوري لحقوق الإنسان مخاوفه من إقدام تنظيم الدولة على إعدام ألف من عشيرة شويتات، فقدوا لدى دخوله إلى بلدة الكشكية.

وسط أنباء عن لجوء الولايات المتحدة إلى إسلاميين سبق اعتقالهم بتهم تتعلق بالإرهاب للتفاوض مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مخاوف تتعلق بمقتل ما لا يقل عن ألف شخص بالرصاص في بلدة سورية تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، حيث عثر على جثث 230 في مقبرة جماعية بنفس المنطقة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لوكالة الأنباء الألمانية: «لايزال هناك ألف شخص في عداد المفقودين من عشيرة شويتات، ونعتقد أنه تم اعدامهم جميعاً على يد مقاتلي تنظيم الدولة عندما دخلوا بلدة الكشكية في إقليم دير الزور شرقي البلاد الصيف الماضي».

وفي شمال سورية، قال ناشطون إن قوات النظام تقدمت أمس الأول نحو تلة استراتيجية يسيطر عليها المسلحون في محافظة حلب، التي يؤكد المحللون أن سقوطها سيكون بمثابة ضربة حاسمة لقوات المعارضة السورية التي تتعرض خطوط امداداتهم الرئيسية أيضا لضغط من مسلحي «داعش» في المناطق القريبة من الحدود التركية.

ضحايا النظام

في هذه الأثناء، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس ارتفاع عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على عدة مناطق في قرى وبلدات ومدن سورية خلال 60 يوماً إلى 2973.

وأوضح المرصد أنه منذ فجر الـ20 من شهر أكتوبر وحتى فجر أمس نفذ النظام ما لا يقل عن 1611 غارة، استهدفت عدة مناطق في محافظات دير الزور، وحمص، ودمشق، وريف دمشق، واللاذقية، والقنيطرة، وحماه، وحلب، وإدلب، ودرعا، والحسكة، والرقة.

كما قصفت طائرات النظام المروحية بـ1362 برميلأ متفجراً، عدة مناطق في محافظات حمص، وحماه، وإدلب، ودرعا، والحسكة، وحلب، والقنيطرة، واللاذقية، وريف دمشق.

قتلى ومشردون

وأشار المرصد إلى أن تمكن من توثيق استشهاد 735 مواطناً مدنياً، هم 155 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و133 مواطنة فوق سن الـ18، و447 رجلاً، نتيجة القصف من الطائرات الحربية والمروحية، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 2800 آخرين من المدنيين بجراح، وتشريد عشرات آلاف المواطنين، كما أسفرت عن أضرار مادية كبيرة ودمار في ممتلكات المواطنين العامة والخاصة في عدة مناطق.

مفاوضات «داعش»

على صعيد مواز، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية أمس تقريرا يؤكد لجوء الولايات المتحدة إلى إسلاميين سبق اعتقالهم بتهم تتعلق بالإرهاب، لخوض مفاوضات مع تنظيم الدولة، سعيا للإفراج عن الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ الذي اختطف وقتل على يد التنظيم.

وأوضحت الصحيفة في تقريرها أن المحامي الأميركي البارز ستانلي كوهن، الذي سبق أن دافع عن زعماء في القاعدة وأعضاء بحركة حماس خلال محاكماتهم في الولايات المتحدة، هو من اقترح اللجوء إلى إسلاميين مثل أبي محمد المقدسي وأبي قتادة، المعروفين بصلاتهم مع تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى مسؤول كويتي بالقاعدة، لبدء مفاوضات مع تنظيم الدولة.

وأضاف التقرير أن كوهن تواصل مع مسؤولين أميركيين بمجال مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) وحصل على موافقتهم على بدء المحادثات.

دور كويتي

وأوضحت الغارديان أن كوهن حصل في البداية على موافقة المعقتل الكويتي السابق بغوانتنامو لمساعدته بتحرير كاسيغ، ما دفعه إلى السفر للقائه.

وأشار التقرير إلى أن مسؤولين بمكتب التحقيقات الفدرالي وافقوا على دفع تكاليف الرحلة التي قام بها كوهن للكويت والأردن لمتابعة المفاوضات، التي استمرت 17 يوما ووصلت قيمتها إلى 24 ألف دولار.

ولدى وصوله إلى الشرق الأوسط وضع كوهن استراتيجية لبدء المفاوضات، تقوم على مجموعة من النقاط، أهمها ألا يقوم الأردن بملاحقة أبو محمد المقدسي لإجرائه محادثات مع إرهابيين، وألا تقوم الولايات المتحدة باستخدام المعلومات التي قد تحصل عليها من هذه المحادثات لشن غارات جوية ضد قادة «داعش» المشاركين بالمحادثات.

كما تضمن البروتوكول أن يتوقف المقدسي عن التحدث علنا بشكل يسيء لتنظيم الدولة، وفي المقابل، يمتنع تنظيم الدولة عن خطف الصحافيين الأجانب أو عمال الإغاثة، وعدم قتل كاسيغ طوال فترة المحادثات. وبعد عرض البروتوكول على «إف بي آي»، وافق مسؤول كبير بالمكتب عليه وأعطى الضوء الأخضر لكوهن لبدء المحادثات.

انهيار المحادثات

وبحسب صحيفة الغارديان، فقد بدأ المقدسي محادثات مع أحد تلامذته السابقين، تركي البينالي، الذي أصبح الآن أحد المسؤولين في تنظيم الدولة، من خلال تطبيق للمحادثات الفورية على الهاتف المحمول. وفي 26 أكتوبر، قال كوهن إن المقدسي أكد له أنه على يقين أن تنظيم الدولة سيفرج عن كاسيغ، لافتا إلى أن المحادثات تجري بشكل جيد، إلا أن السلطات الأردنية ألقت القبض على المقدسي في اليوم التالي بتهمة «استخدام الإنترنت للترويج لأفكار تنظيمات إرهابية»، مما أدى إلى انهيار المحادثات تماما، وفق ما ذكرت الصحيفة.

إنقاذ 18 مليوناً

من جهة أخرى، وجهت الأمم المتحدة وشركاؤها، أمس الأول نداء رئيسياً جديداً من أجل المساعدة الإنسانية والإنمائية، يطلب تمويلا يربو على 8.4 مليارات دولار من أجل مساعدة ما يقارب 18 مليون شخص في سورية وفي المنطقة كلها في عام 2015، وذلك بعد نحو 4 سنوات على اندلاع الأزمة السورية.

ويتضمن نداء الأمم المتحدة وشركاؤها عنصرين رئيسيين يتمثلان في توفير الدعم لأكثر من 12 مليونا من النازحين والأشخاص المتضررين من النزاع داخل سورية، وتلبية احتياجات ملايين اللاجئين السوريين في المنطقة والبلدان والمجتمعات المحلية التي تستضيفهم.

(دمشق، لندن- أ ف ب، رويترز، د ب أ)

مليون مصاب في سورية والأمراض تنتشر

كشفت ممثلة منظمة الصحة العالمية إليزابيث هوف عن إصابة مليون شخص خلال الحرب الأهلية السورية، مشيرة إلى أن الأمراض تنتشر جراء عدم وصول إمدادات الأدوية للمرضى بشكل منتظم.

وقالت هوف، لوكالة «رويترز» في وقت متأخر أمس الأول، إن الانخفاض الشديد في معدلات التطعيم من 90 في المئة قبل الحرب إلى 52 في المئة هذا العام وتلوث المياه أضافا المزيد إلى ويلات السوريين، وتسببا في انتشار التيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي الوبائي، مضيفة: «في سورية يوجد مليون شخص أصيبوا كنتيجة مباشرة للحرب». وأوضحت المسؤولة الدولية أن انهيار القطاع الصحي، حيث لا تعمل أكثر من نصف المستشفيات العامة، يحول دون علاج الأمراض والإصابات بصورة منتظمة، مبينة أن حكومة الرئيس بشار الأسد -التي تطالب بالانسحاب من اتفاقية لتسهيل مرور قوافل الإغاثة- لاتزال تمنع وصول الإمدادات المستخدمة في الجراحات مثل الضمادات والمحاقن من دخول المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

back to top