«ائتلاف» المالكي يهاجم «اجتماع السُّنة»: تحدٍّ وإساءة للأبطال

نشر في 20-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 20-12-2014 | 00:01
No Image Caption
العبادي يجاهد لتجنيد أبناء العشائر في مناطق «داعش»... والرئيس الأميركي يبارك تحركاته الإقليمية
دان ائتلاف رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي اجتماع القيادات السُّنيَّة في مؤتمر محاربة الإرهاب بأربيل، معتبراً إياه تحدياً للدستور، وأن حضوره من مثيري الفتن الطائفيَّة والمسيئين إلى أبطال الحشد الشعبي والجيش العراقي.

أعلن ائتلاف «دولة القانون»، الذي يقوده نائب الرئيس العراقي ورئيس الحكومة السابق نوري المالكي، رفضه الشَّديد لما وردَ في البيان الختامي لمؤتمر «محاربة الإرهاب وتطرف الميليشيات» الذي عقد أمس الأول في أربيل، معتبراً عقد مثل هذه المؤتمرات «تحدياً سافراً» للدستور وثوابت العملية السياسية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الائتلاف النائب خالد الأسدي: «إننا في الوقت الذي نشدِّد فيه على ضرورة تحشيد الجهد الوطني في الحرب على الإرهاب وتنظيم داعش ودعم جهود الحكومة والقوات المسلَّحة، وأبطال الحشد الشعبي، في تصديهم لتلك العصابات، نعلن تحفُّظنا على البيان الذي صدر عن المجتمعين في ما يسمى مؤتمر مكافحة الإرهاب والتطرف».

وأضاف الأسدي: «أننا نرفض بشدة ما ورد في كلمات بعض المتحدثين، التي أساءت إلى أبطال الحشد الشعبي والجيش العراقي، الذين مازالوا يقاتلون دفاعاً عن جميع أبناء الشعب العراقي»، مؤكداً «دعمه التام لهؤلاء الأبطال، ونؤكد من أجل إيضاح الموقف، احترام الدستور والقضاء وعدم السماح بتحديهما، ونرفض عقد مثل هكذا مؤتمرات في الإقليم والمحافظات الأخرى لما يَرِدُ فيها من تحدٍّ سافرٍ للدستور وثوابت العملية الديمقراطية والسياسية والقضاء»، داعياً إلى رفض أي خطاب طائفيّ وتحريضيّ.

وأوضح أن ائتلاف دولة القانون، لن يقبل أيَّ دعوات إلى تسليح أيِّ فصيل اجتماعي خارج إدارة الحكومة وإشرافها، ويشدِّد على مبدأ حصر السلاح بيد الدولة». وجدد الأسدي إدانة الائتلاف «دعوة الشخصيات المطلوبة للقضاء، وحضور مثيري الفتن الطائفية فيه» محذِّراً من «المحاولات التي تصدر من قبل أيِّ دولة، بهدف الإخلال بسيادة العراق، ووحدة أراضيه، وأبناء شعبه».

وكان مؤتمر «محاربة الإرهاب وتطرف الميليشيات»، قد دعا في بيانه الختامي، إلى وحدة العشائر العربية للوقوف بوجه الهجمة «الإرهابية» التي تتعرض إليها البلاد، وتشجيع أبنائها على التطوع في الجيش والحرس الوطني، مؤكداً أن «داعش» مشروع إجرامي، معتبراً ربط العرب السُّنَّة بهذا التنظيم «جريمةً» لتشويه صورتهم.

القوى العراقية

من جانبه، انتقد اتحاد القوى العراقية أمس، تصريحات المعترضين على مؤتمر مكافحة الإرهاب.

وقال النَّائب عن الاتحاد خالد المفرجي: «إن «تنظيم داعش هو الخطر الأكبر على العراق والعملية السياسية، وكان أولَى على الساسة العراقيين، تأييد مؤتمر أربيل لمكافحة الارهاب»، مشيراً الى أن «بعض السياسيين يريدون التَّغطية على النَّجاح الذي حقَّقه المؤتمر».

وأضاف المفرجي أن «الكلمات كانت واضحة في مؤتمر مكافحة الإرهاب، ويفترض من بعض المشكِّكين بالمؤتمر مراجعة لأنفسهم»، لافتاً إلى أن «أربيل» مدينة عراقية مثل كربلاء والنجف والبصرة والموصل.

وأكَّد أن المؤتمر المقبل لمكافحة الإرهاب سيكون في العاصمة «بغداد» بمشاركة جميع الكتل السياسية»، موضحاً أن اتحاد القوى العراقية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، والمؤتمر أكَّد ذلك.

العبادي وأوباما

في سياق آخر، أكَّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس، أن الحكومة تبذل جهوداً لتجنيد أبناء العشائر في المناطق التي يحتلُّها تنظيم «داعش» في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى.

وقال العبادي في بيان نشر على موقعه الإلكتروني على هامش تلقيه اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي باراك أوباما: «إن»القوات الأمنيَّة، وأبطال الحشد الشَّعبي، يحققون انتصارات على عصابات «داعش» الإرهابية، مبينا أن «المبادرة حالياً أصبحت بيد القوات العراقيَّة».

وأضاف أن الحكومة تبذل الجهود لتجنيد أبناء العشائر في المناطق التي يحتلها تنظيم «داعش» والذين يقاتلون جنباً إلى جنب مع القوات العراقية لتحرير مناطقهم من قبضة الإرهاب، في محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى، مشيراً إلى أن الحكومة حريصة على محاربة التَّجاوزات على المواطنين من قبل عناصر إجرامية مندسَّة في صفوف الحشد الشعبي والقوات الأمنية. ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الدعم للعراق في حربه ضد هذه التنظيمات الإرهابية، مشدداً على أهمية تعاون جميع الدول مع العراق في هذه الحرب، التي أصبحت خطراً لا يهدد العراق فحسب، وإنما المنطقة والعالم.

من جهته، بارك الرئيس الأميركي الجولة الإقليمية التي يقوم بها العبادي إلى دول المنطقة، من أجل بيان رؤية وتوجه العراق وسياسته الخارجية، وحشد دول المنطقة ضد عصابات «داعش»، معتبراً أنَّ هذه الجولة ستُفهم تلك الدول بالخطر الذي تمثِّله التنظيمات الإرهابية، على المنطقة والعالم.

(بغداد - أ ف ب،

رويترز، كونا)

back to top