سورية: «الائتلاف» على المحك... وقوة «داعش» تتضاعف

نشر في 19-12-2014 | 00:04
آخر تحديث 19-12-2014 | 00:04
No Image Caption
● إعدام قائد لواء المغاوير في القلمون
● مقبرة جماعية لـ230 عشائرياً
● الأسد خسر 120 ألف جندي وموالٍ
مع تحوّل الأزمة السورية من ثورة على النظام إلى حرب تجذب أجانب من كل العالم، حيث بات يدخل سورية شهرياً أكثر من 1000 مقاتل، وفق الاستخبارات الأميركية، ظهر جلياً تراجع مشاركة حلفاء أميركا في حرب «داعش» بتراجع عدد الأهداف السهلة.

بينما تقصف الطائرات المقاتلة الأميركية أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سورية، بدا أن غياب حلفاء واشنطن عن الحملة الجوية في تزايد.

ووفق بيانات عسكرية أميركية، حصلت عليها وكالة «رويترز»، فإنه على الرغم من أن إدارة الرئيس باراك أوباما أعلنت شن ضربات جوية في سورية قبل ثلاثة شهور، بوصفها حملة مشتركة تقوم بها واشنطن وحلفاؤها العرب، فإن نحو 97 في المئة من الضربات التي جرت في ديسمبر نفذتها الولايات المتحدة بمفردها.

وتظهر البيانات أن حلفاء الولايات المتحدة نفذوا ضربتين جويتين فقط في سورية في النصف الأول من ديسمبر، مقارنة مع 62 لواشنطن. ويشكل ذلك تحولاً بدأ بعد فترة قصيرة من بدء الحملة في أواخر سبتمبر، حينما نفذ «الائتلاف 38 في المئة من الضربات.

وتفيد الحسابات التي أجرتها «رويترز» بناء على البيانات أنه سرعان ما تراجعت النسبة إلى نحو 80 في المئة في أكتوبر و90 في المئة في نوفمبر.

وتولت البحرين والأردن والسعودية والإمارات قصف الأهداف الثابتة في بداية الأمر. بينما ركزت الولايات المتحدة منذ البداية على الأهداف الأصعب، باستخدام الذخيرة الموجهة لتجنب وقوع خسائر بين المدنيين.

 تفكك التحالف

ويحرص المسؤولون الأميركيون على تفادي تفكك الائتلاف جراء المخاوف بشأن توجه الحملة الجوية. وتفيد مصادر بأنه لطالما ساورت بعض الحلفاء مخاوف من أن تؤدي الضربات الجوية دون قصد إلى تقوية شوكة الرئيس بشار الأسد، من خلال ضرب عدو مشترك. ويقول آخرون في المنطقة في أحاديث خاصة إن الحملة بحاجة إلى بذل المزيد لمساعدة السنّة.

وأكد مسؤولون أميركيون ومصادر خليجية أن هناك عنصرين فاعلين في هذا الأمر، هما التراجع في الوتيرة الكلية للضربات، وتراجع الأهداف سهلة الاستهداف التابعة لـ»داعش» بعد نحو ثلاثة أشهر من القصف.

وأوضح مسؤول أميركي أن الضربتين الجويتين الوحيدتين هذا الشهر استهدفتا كتيبة للحرب الإلكترونية بالقرب من مدينة الرقة في السابع من ديسمبر.

وكثفت الولايات المتحدة حملتها في سورية في أكتوبر. فشنّت 233 ضربة حينما صارت المعركة على بلدة كوباني الحدودية نقطة مفصلية. ونفذت 146 ضربة أخرى في نوفمبر.

وتفيد البيانات العسكرية بأن الولايات المتحدة نفذت ما مجمله 488 ضربة جوية في سورية حتى 15 الجاري. وقال مسؤول أميركي آخر إن ما يجعل الضربات أصعب هو تخفيض «داعش» أنشطته في المناطق المفتوحة ويثبت أقدامه «في منشآت للاستخدامات المدنية أو بالقرب منها».

ووصف دبلوماسي في الخليج دور الحلفاء بأنه رمزي إلى حد كبير، في ضوء حجم وتعقيد العمليات الأميركية. وأضاف الدبلوماسي، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، «هناك أهداف، وكل المشاركين يعلمون أن الولايات المتحدة أكثر كفاءة في ضربها. الوقت الحالي لا يسمح بارتكاب أخطاء».

ساحة الأجانب

في المقابل، كشفت وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) في تقرير أصدرته أخيراً عن انخراط 12 ألف مقاتل من 81 دولة في القتال داخل سورية، بمعدل فاق الألف مقاتل شهرياً قادمين من أقصى شرق الأرض وغربها.

وأفادت دراسة أخرى صادرة عن وكالة الاستخبارات ومركز سوفان للدراسات، نشرها موقع العربي، أمس، أن الأزمة في سورية لم تعد مجرد ثورة تسعى لإسقاط النظام، بل تحولت مدنها إلى ساحة جذب لمقاتلين أجانب من مختلف أنحاء المعمورة.

ووفق الدراسة فإن المقاتلين الأجانب توزعوا بين من انضم للقتال في صفوف التنظيمات المتطرفة، أو هؤلاء الذين يقاتلون إلى جانب النظام، كميليشيا حزب الله وعناصر من الحرس الثوري الإيراني.

تونس وأوروبا

وجاءت تونس على رأس القائمة بثلاثة آلاف مقاتل ضمن الدول العربية التي شكلت النسبة الأعلى، تلتها دول الاتحاد الأوروبي بأكثر من 2500 مقاتل. وخلال الأعوام الثلاثة الماضية فاق عدد المقاتلين داخل سورية عدد من قاتل في أفغانستان طوال 10 سنوات.

وبداية تجنيد المقاتلين تنطلق من مواقع التواصل الاجتماعي التي تتنافس فيها التنظيمات المتطرفة من خلال إدراج عدة لغات، حرصاً على استقطاب أكبر عدد ممكن من الجنسيات المختلفة.

ووفق تقرير «سي آي إيه» فإنه فور تجنيد الأجانب يذهب قسم منهم لتلقي التدريبات في معسكرات للمتطرفين شرق ليبيا قبل أن يتوجهوا إلى سورية عبر الحدود التركية.

لواء المغاوير

وعلى جانب آخر، أعدم «داعش»، أمس الأول، قائد لواء المغاوير الملازم أول، عرابة إدريس، في جبال القلمون، وهو من أوائل المنشقين عن نظام الأسد، وفق المرصد، الذي أوضح أن التنظيم احتجزه مع قريبه الآخر الرائد معد إدريس، بعد مشاركتهما في المعارك ضد نظام الأسد في «بابا عمرو» وريفي حمص الجنوبي والشرقي، وخاصة بعد تحرير واحد من أكبر مخازن الذخيرة والسلاح لدى النظام في «مهين».

إلى ذلك، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 120 ألف من قوات الأسد منذ بدء الحرب في عام 2011، والتي سقط في إجمالها أكثر من 200 ألف قتيل، وفرّ ملايين من ديارهم.

وأوضح المرصد أن نحو 11 ألفاً من قوات الأمن الحكومية والميليشيات الموالية قتلوا في الأشهر الخمسة التالية للخطاب الافتتاحي الذي ألقاه الأسد في مستهل فترة ولايته الثالثة في يوليو الماضي.

خسائر الشعيطات

وفي دير الزور، أعلن المرصد السوري أمس الأول العثور على رفات 230 شخصاً أعدمهم «داعش» في مقبرة جماعية في المحافظة، موضحاً أن الضحايا هم أفراد من عشيرة الشعيطات التي رفضت الخضوع لحكمه وخسرت في ذلك نحو 900 من أبنائها.

وذكر المرصد أن «معظم» القتلى من المدنيين، والعديد منهم أعدم بدم بارد «انتقاماً» لرفضهم الخضوع، مبينا أن عشيرة الشعيطات عثرت على المقبرة الجماعية بعد سماح «داعش» لأفرادها بالعودة الى قراهم وقبولهم احترام حظر ليلي للتجول وعدم التجمع وعدم حمل السلاح.

(دمشق، واشنطن- رويترز، أ ف ب، د ب أ)

back to top