انتبه لانخفاض ضغط الدم!

نشر في 18-12-2014 | 00:02
آخر تحديث 18-12-2014 | 00:02
ضغط دم الشريان إحدى الإشارات التي يراقبها الأطباء عادة. فكثيراً ما نرى الأطباء يضعون جهاز قياس الضغط حول ذراع المريض، بغض النظر عن هدف زيارته. وتُعتبر هذه الخطوة جزءاً من السياسة الوقائية. ولا شك أن فوائدها عدة.
يُعتبر تحديد ضغط الدم الطبيعي بسيطاً من الناحية الطبية. يعرف كل المرضى البالغين ضغط دمهم منذ اللحظة الأولى التي يدخلون فيها عيادة الطبيب. فيعمد طبيب الصحة في الحال إلى قياس ضغط دم المريض، لأن ضغط الشرايين يجعل الدم يدور في أنحاء الجسم بمساعدة المضخة، أي القلب.

يعتمد قياس الضغط على رقمين: ضغط الدم الانقباضي وضغط الدم الانبساطي، علماً أنهما يُقاسان بالسنتمتر زئبق.

يشير ضغط الدم الانقباضي إلى الضغط لحظة الانقباض البطيني، ويكون الرقم الأعلى. أما ضغط الدم الانبساطي، فيشير إلى الضغط خلال الاسترخاء البطيني.

تشكل الأمراض القلبية الوعائية أحد أسباب الوفاة الأبرز، بعد السرطان. لكن الأطباء يركزون عموماً على ارتفاع ضغط الدم. ماذا عن الظاهرة المعاكسة؟

انخفاض ضغط الدم

يعود انخفاض ضغط الدم أو تراجعه الحاد إلى تدنٍّ مفاجئ في كمية الدم التي يضخها القلب. قد تكون هذه الظاهرة عابرة أو متكررة، وفي هذه الحالة الأخيرة نتحدث عن انخفاض ضغط الدم الشرياني.

بخلاف ارتفاع ضغط الدم، لا يُعتبر هذا الانخفاض مرضاً بحد ذاته لأن من الممكن تحديد معدلات قصوى لضغط الدم، إلا أن ما من معدلات دنيا له بالمفهوم الطبي. يُعتبر ضغط الدم المنخفض عادةً مؤشراً إيجابياً عند التكلم عن الصحة القلبية الوعائية. لكن هذا الانخفاض يصبح مرضياً حين يتراجع ضغط الدم الانقباضي إلى ما دون 9.

1. هبوط ضغط الدم الانتصابي

يحدث عادة عند قيام المريض بحركة ما، وتُعرف هذه الحالة، أيضاً، بانخفاض ضغط الدم الوضعي. نشعر أحياناً بالدوار عندما ننتقل، مثلاً، من التمدد إلى الوقوف فجأة. يعود ذلك إلى أن الدم يتراكم في الساقين، ما يحد مؤقتاً من تروية الدماغ بالدم. لا تُعتبر هذه الحالة خطرة عموماً، شرط ألا تصبح مزمنة ومزعجة، علماً أنها شائعة بين المسنين ومَن يعانون الدوالي.

2. انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام

كما يشير هذا المصطلح، يحدث انخفاض ضغط الدم هذا بعد تناول وجبة طعام لأن عملية الهضم تدفع بالدم نحو المعدة والأمعاء. وتصيب هذه الحالة عادة المسنين ومرضى داء السكري.

يُعتبر نوعا انخفاض ضغط الدم هذان الأكثر شيوعاً ويترافقان عموماً مع الأعراض ذاتها: دوار، تعب، تشوش البصر، أزيز في الأذنين، وغثيان. وقد تزداد هذه الأعراض خطورة لتصل إلى الإغماء.

أصول مختلفة

فضلاً عن الوضعية وتناول الطعام، يُضطر الطبيب إلى البحث مطولاً عن الأسباب في حالة المرضى الذين يعانون انخفاض ضغط الدم بشكل متكرر. بالإضافة إلى الأسباب المحددة التي يمكن تحديدها بسهولة، مثل الجفاف، تناول بعض الأدوية، تعاطي الماريجوانا، الحمل، والتعرض للدغة سامة، يُضطر الطبيب إلى التعمق في بحثه لمعرفة السبب.

يطلب الطبيب من المريض الخضوع لتقييم أشمل لحالته القلبية-الوعائية، فضلاً عن التحقق من حسن عمل الغدد الكظرية والدرقية. وقد يكون الكبد أحياناً السبب.

لا بد من الإشارة، أيضاً، إلى أن خسارة كبيرة في الوزن قد تؤدي في بعض الحالات إلى هبوط ضغط الدم. كذلك من الممكن أن يسبب سوء التغذية وهناً يوصل إلى انخفاض ضغط الدم. وينطبق الأمر عينه على التأثر العاطفي الشديد، لكن في هذه  الحالة الأخيرة تكون المشكلة محددة ومؤقتة وتُدعى الإغماء الوعائي المبهمي.

في حالات استثنائية، قد يكون السبب نزفاً حاداً أو صدمة أرجية. ومن الضروري عندئذٍ طلب الإسعاف في الحال.

مخاطر محدودة

إذا وضعنا جانباً خطر الإصابة بأذى عند السقوط جراء الإصابة بإغماء أو التعرض لحادث إذا كنا نقود السيارة، يعتبر معظم حالات هبوط ضغط الدم عابر. لذلك لا يصف الطبيب للمريض أي علاج محدد. ولا نشهد أي تدخل من الطبيب إلا إذا تكررت هذه الظاهرة، ويهدف هذا التدخل، عموماً، إلى معالجة السبب الفعلي. نتيجة لذلك، تكون المخاطر محدودة. وإذا كان المريض قلقاً، يستطيع إجراء بعض الفحوص الإضافية ليطمئن.

تدابير احترازية

لا يصف الطبيب أي علاج محدد لمريض انخفاض ضغط الدم، إلا إذا حدد خللاً في عضو ما في الجسم. لذلك تتبع الوقاية بعض النصائح البسيطة:

- انهض ببطء بعد التمدد أو الجلوس.

- تناول الماء بانتظام، خصوصاً إذا كنت تأخذ مدرات البول أو تُضطر إلى الوقوف مطولاً.

- تفادَ التبغ والمخدرات.

- تجنب الحر الذي يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية، أو ممارسة الرياضة في الطقس الحار.

- أضف القليل من الملح إلى طعامك إن كنت قد توقفت عن تناوله بالكامل، وخصوصاً إن كنت تتبع نظاماً غذائياً محدداً. لكن استشر الطبيب أولاً إن كنت تتناول أدوية.

- تجنب الإفراط في وضع ساق فوق أخرى.

- تناول وجبات خفيفة مرات عدة خلال النهار بدل الاكتفاء بثلاث وجبات كبيرة.

- تفادَ الحميات القاسية.

- تكون هذه النصائح كافية، إلا إذا تحوّل هبوط ضغط الدم إلى مشكلة حقيقية تعيق حياتك اليومية. في هذه الحالة، من الممكن اتباع علاج ما.

علاجات ممكنة

ثمة مجموعات عدة من المواد الناشطة تستطيع أن ترفع إلى حد ما الضغط الشرياني، التخفيف من أعراض هبوط ضغط الدم، وتفادي الدوار. لكن لكل العلاجات الطبية تأثيرات جانبية (مثل ارتفاع ضغط الدم). نتيجة لذلك، يكون من الأفضل أولاً أن تحاول التخفيف من الأعراض باعتماد تدابير غير طبية.

ما علاجات انخفاض ضغط الدم؟

• محاكيات ودية

تشمل هذه المجموعة من الأدوية الإتيليفرين، أميزينيوم ميتيلسلفات، ميدودرين، نورفينيفرين، فوليدرين، والأوكسيلوفرين.

• الفلودروكورتيزون.

• ديهيدروإرغوتامين.

• إريتروبويتين.

بخلاف ارتفاع ضغط الدم، لا يُعتبر هبوط ضغط الدم خطراً ولا يؤدي إلى أمراض أخرى خطيرة. لكن مَن يعانون هذه الحالة قد يواجهون، أيضاً، أعراض مزعجة جداً، مثل الدوار، مشاكل في التركيز، والتعب. لذلك يحتاجون أحياناً إلى ضوابط دائمة.

في حالة الإغماء

ارفع ساقي المريض لتعيد الدم إلى الدماغ وأمِله إلى جنبه إن أمكن. اضغط محرمة مبلولة باردة على جبينه. وإذا لم يستعد وعيه بسرعة، فاتصل بالإسعاف. أما إذا استفاق، فمن الأفضل أن يبقى ممدداً وحافظ على  ساقيه مرفوعتين. وإن لم يشعر المريض بالراحة بعد برهة، فقد يكون من الأفضل الاتصال بالطبيب.

back to top