ما بعد قمة الدوحة

نشر في 17-12-2014
آخر تحديث 17-12-2014 | 00:01
انتهت القمة والكل بانتظار الرؤى التنموية الخليجية القادمة، فهل يصبح محورها الاستثمار بالعناصر والطاقات البشرية الخليجية الشابة؟ وهل سيأتي الوقت لتطويرها وصيانة كرامتها لأنها أسباب رئيسية لتحقيق العيش الكريم؟
 د. ندى سليمان المطوع انتهت قمة الدوحة وما زال المواطن الخليجي يتطلع إلى الوقت الذي يصبح من خلاله محورا أساسيا لأجندة اجتماعات القمة.

انتهت القمة وفي سماء الخليج غيوم داكنة حملت في طياتها هواجس اقتصادية ومالية لم تكن بالحسبان.

انتهت القمة معيدة إلى الأذهان أجواء الثمانينيات، فطبول الحرب تقرع متجهة لاستئصال الشبكات الإرهابية وأسعار النفط تنخفض والأسواق المالية الخليجية تنهار.

انتهت القمة ونظرة المواطن وتطلعاته تجاه اجتماعات مجلس التعاون الخليجي قد تغيرت، فما كان سائداً في الماضي هو اتجاه المجلس نحو دبلوماسية القمم والاجتماعات، واليوم تكشف استطلاعات الرأي عن شعور المواطن الخليجي بتجاهل المنظومة لقضاياه.

انتهت القمة والبعض يتحدث بكل جرأة عن سيناريو إنشاء فروع للأمانة العامة في دول الخليج وتنفيذ عملية إصلاح الجهاز التنفيذي الخليجي للمجلس ودعمه بسواعد شبابية.

انتهت القمة والمواطن يتطلع إلى مجالس استشارية شبابية خليجية لتلقي بهمومها على أولويات الاجتماع القادم للمجالس التنفيذية والدبلوماسية.

قبل انعقاد القمم اعتمد أهل الخليج على البحر كمورد اقتصادي، ومع ظهور النفط وتطور العلاقات الخارجية تغير الاعتماد فأصبح على البر وتغير نمط الحياة، فأصبح للنفط الدور المحوري في التخطيط الاقتصادي، وعندما ارتفع سعر النفط في منتصف السبعينيات ارتأت دولة الكويت أن تتحفظ على المصاريف العامة، وتنشئ الصناديق السيادية، وصندوق الأجيال القادمة لينفع القرش الأبيض في اليوم الأسود، واتجهت للاستثمار بالدول العربية لتنميتها ومساعدتها في الحفاظ على استقرارها.

وخلال الأعوام الماضية تعرض الواقع العربي لمرحلة من "الثورات" وتداعياتها، والتي فرضت نفسها أيضا على منطقة الخليج، فأصابت اليمن الذي يقع على حدود المنظومة وينتظر الشراكة مع دول الخليج، وانتقلت إلى سورية والعراق فأصبح المجلس محاطا بحدود مشتركة مع دول مؤهلة لتصدير العنف عبر الحدود، وبأمسّ الحاجة إلى الدعم الإنساني والتنموي، ونظام يحمي المنطقة من الفوضى والعنف.

 انتهت القمة وظواهر العنف المتفرقة لدى الشباب في ازدياد.

انتهت القمة ملقية على الأمانة العامة بوصلة الشأن السياسي والاجتماعي والتعليمي والإسكاني.

انتهت القمة والكل بانتظار الرؤى التنموية الخليجية القادمة، فهل يصبح محورها الاستثمار بالعناصر والطاقات البشرية الخليجية الشابة؟ وهل سيأتي الوقت لتطويرها وصيانة كرامتها لأنها أسباب رئيسية لتحقيق العيش الكريم؟ وللحديث بقية.

back to top