ألو دكتور

نشر في 13-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 13-12-2014 | 00:01
No Image Caption
تعاني ابنتي البالغة من العمر 16 سنة الصداع المتقطع منذ سنة. يبدو أن الإيبوبروفين يخفف من حدته، وتؤكد هي أن الألم ليس حاداً. لكنني قلقة لأن نوبات الصداع تتكرر. فما قد يكون سبب هذا الصداع المتكرر في حالة مراهقة مثلها؟
الصداع حالة شائعة بين المراهقين. وفي معظم الحالات، لا يشير إلى مشكلة طبية خطيرة. ولكن عندما تتكرر نوابات الصداع، فمن الأفضل طلب تقييم طبي. كذلك ثمة خطوات تستطيع ابنتك اتخاذها في المنزل لتخفف من نوبات الصداع هذه.

أنواع الصداع كثيرة. لكن الاثنين الأكثر شيوعاً بينها الصداع التوتري وداء الشقيقة. يوصف الصداع التوتري بأنه أشبه بيد تضغط على الرأس. أما داء الشقيقة، فيسبب غالباً ألماً نابضاً حاداً في أحد جانبي الرأس. وقد يترافق مع الغثيان، التقيؤ، والحساسية تجاه الأضواء والأصوات.

علاوة على ذلك، لأنواع الصداع المختلفة مسببات متعددة. في حالة الصداع التوتري، تشمل المسببات الشائعة الإجهاد، الغضب، القلق، الكآبة، التواء العضلات، التعب، وضعية الجسم السيئة، قلة التمرن، مشاكل في العنق أو الفك، وبعض الأدوية. أما في حالة داء الشقيقة، فقد يؤدي بعض الأطعمة، التبدلات الهرمونية، الأدوية، التغيرات في النوم ونمط التمرن، العوامل البيئية (مثل الضوء القوي، الروائح الحادة، والأصوات العالية)، الإجهاد، والتخلص من الإجهاد دوراً في إثارة نوبة صداع لدى بعض الأفراد.

كي تكوني صورة أكثر وضوحاً عن صداع ابنتك، شجعيها على أن تعد سجلاً بالنوبات. قد يشمل هذا السجل متى تبدأ نوبة الصداع، مدى حديتها على مقياس الألم من 0 إلى 10، نشاطاتها في ذلك اليوم، عادات نومها، وغذاءها. فقد يساعد السجل ابنتك في تمييز نمط ما في نوبات الصداع. كذلك ربما يتيح لها تحديد مسببات الصداع وتفاديها ومراقبة ردود فعلها تجاه العلاج.

إذا استمرت نوبات الصداع اليومية أو ازدادت حدة، فاصطحبي ابنتك إلى الطبيب كي تخضع لفحص صحي وعصبي. كذلك على الطبيب أن يقوم بتقييم شامل لمسببات الصداع المحتملة. لذلك احملي معك السجل الذي أعدته ابنتك عن مشكلتها هذه.

قد يسأل الطبيب عن التغييرات التي تمر بها في حياتها. هل تواجه تزايداً في معدل الإجهاد الذي تعانيه؟ هل تنام ما لا يقل عن ثماني إلى تسع ساعات؟ هل تتمرن بانتظام؟ وهل تبدل نمط غذائها؟

قد تحتاج ابنتك أيضاً إلى الخضوع لبعض الفحوص لفهم حالتها بشكل أفضل. ويشمل هذا عادةً تصوير الدماغ، خصوصاً بالرنين المغناطيسي، مع أن هذه الفحوص لا تُعتبر ضرورية عموماً.

يختلف علاج الصداع باختلاف نوعه ومدى تأثيره في حياة الإنسان. قد تميل ابنتك إلى التغيب عن المدرسة أو التخلي عن بعض النشاطات لترتاح. لكن المراهقين ينجحون في التأقلم بشكل أفضل مع الصداع عندما يكونون منهمكين في دراستهم وحياتهم الاجتماعية والنشاطات خارج المدرسة. يحتاج معظم المراهقين إلى إجراء بعض التعديلات في نمط حياتهم للتخفيف من الصداع، وتشمل هذه إعطاء الأولوية للنوم الجيد، التمرن بانتظام، تناول غذاء صحي، والتخفيف من الإجهاد.

تتوافر أدوية عدة لمعالجة الصداع وتفاديه، يحتاج بعضها إلى وصفة طبية وبعضها الآخر لا. قد تكون هذه الأدوية مفيدة. ولكن من الأفضل القيام أولاً بتغييرات في نمط الحياة للتحكم في الصداع بدل تناول الأدوية. فالتحسينات في نمط الحياة تساعد ابنتك على تفادي تأثيرات الأدوية الجانبية، تحد من نوبات الصداع التي تسببها الأدوية بحد ذاتها، وتعزز خيرها العام على الأمد الطويل.

إذا استمر الصداع بعد استشارة الطبيب والقيام بالتغييرات في نمط الحياة، فقد يحيلها الطبيب إلى طبيب أعصاب للخضوع إلى تقييم إضافي أو طبيب نفسي متخصص في إدارة الألم المزمن وتفادي الصداع. فالأطباء النفسيون المتخصصون في التدخلات السلوكية المعرفية أو الطب السلوكي يقدمون مساعدة كبيرة للمراهقين الذين يحاولون القيام بخيارات تتعلق بنمط حياتهم الصحي والحفاظ على عادات صحية على الأمد الطويل.

د. جنيفر فيشر

back to top