فحص دم واحد لسرطانات كثيرة

نشر في 13-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 13-12-2014 | 00:01
No Image Caption
حدد العلماء أكثر من 800 وصمة (marker) في دم مرضى السرطان قد تؤدي إلى تطوير فحص دم واحد يسهم في الاكتشاف المبكر لأنواع كثيرة من السرطان في المستقبل، وفق بحث قُدم أخيراً في مؤتمر معهد أبحاث السرطان الوطني حول السرطان في مدينة ليفربول.
تُعتبر هذه المرة الأولى التي تُراجع فيها وصمات في الدم ترتبط بالسرطان بشكل شامل وتُحدَّد لتُستخدم في ابتكارات سريرية إضافية. حللت هذه الدراسة، التي أعدها منتدى رصد السرطان المبكر في المملكة المتحدة ومولها مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، 1900 دراسة علمية وتوصل إلى أكثر من 800 وصمة حيوية.

يهدف هذا البحث إلى تطوير فحص طبي يعتمد على عينة دم واحدة لتحديد أنواع عدة من السرطان. تنتج كل أنواع السرطان وصمات في الدم. لذلك من الممكن تطوير فحص عام يرصد أشكالاً مختلفة من هذا المرض.

مقاربة جديدة

في المملكة المتحدة، يُعتبر معدل نجاة مرضى السرطان أدنى، مقارنة بالدول الغربية الأخرى. وقد يعود ذلك، في جزء منه، إلى التشخيص المتأخر. ولكن بتطوير طرق إضافية للكشف المبكر عن السرطان، بما فيها البحث عن تقنيات فحص مثل هذه، قد تزيد الخيارات المتاحة لتأمين علاجات شافية وإنقاذ حياة المزيد من المرضى في المستقبل.

يُكتشف السرطان في المملكة المتحدة عادةً بعد أن يُطلع المريض طبيبه على ما يُعانيه من أعراض، علماً أن نسبة صغيرة تُكتشف من خلال برامج الفحص الوطنية الثلاثة المخصصة لسرطان الثدي، الأمعاء، وعنق الرحم. لكن هذه الدراسة قد تفسح في المجال أمام فحوص طبية جديدة أسهل، تكشف عدداً أكبر من الإصابات بالسرطان (قد يكون بعضها من النوع النادر) في مراحل مبكرة حين تكون هذه الحالات قابلة للعلاج.

يصب مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة جهوده على تشخيص السرطان المبكر، الحد قدر الإمكان من التشخيص المتأخر، وتحسين فرص المريض بالنجاة على الأمد الطويل.

يذكر البروفسور إيان كري، معدّ هذه الدراسة وعالم في جامعة وارويك ينال التمويل من مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: {هذه مقاربة جديدة للكشف المبكر. فللمرة الأولى نشهد مراجعة دقيقة مماثلة. لا شك في أن التوصل إلى فحص دم واحد قد يحدث انقلاباً جذرياً في عملية الكشف المبكر عن السرطان، ما قد يجعله مرضاً قابلاً للشفاء في حالة مرضى كثيرين. نعتقد أننا حددنا كل الوصمات الحيوية الضرورية. وصار علينا اليوم معرفة أي منها يُعتبر الأفضل لرصد الإصابة بالسرطان}.

سيعمد الباحثون إلى مراجعة الوصمات الحيوية وتصنيفها قبل أن يطوروها أكثر في دراسات سريرية مخبرية.

توضح سارا هيوم، مديرة قسم التشخيص المبكر في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: {هذه مقاربة جديدة مبتكرة وواعدة. صحيح أنها لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أنها تُظهر لنا كيفية الجمع بين فهمنا المتزايد لوصمات السرطان والتقنيات الجديدة بغية تقديم فرص إضافية لرصد مرض السرطان في مراحل مبكرة، علماً أن تشخيص هذا المرض في مرحلة مبكرة يعني، عموماً، علاجاً أكثر فاعلية، ما يزيد بالتأكيد فرص النجاة. وهدفنا للسنوات العشرين المقبلة أن يتمكن ثلاثة من كل أربعة مرضى يعانون السرطان من النجاة فترة لا تقل عن عشر سنوات بعد تشخيص المرض}.

back to top