ويذرسبون تخسر كبرياءها ونفسها في Wild

نشر في 10-12-2014 | 00:01
آخر تحديث 10-12-2014 | 00:01
تجد ريس ويذرسبون دوراً ملائماً لها في Wild، مجسّدة شخصية امرأة تخرج من ماضٍ مأساوي متخذةً الخطوة المؤلمة القاسية تلو الأخرى.
يُدخل هذا الفيلم، الذي يشكل اختباراً للذات في قالب شبيه بفيلمي In the Wild أو The Way، شيريل (ويذرسبون) في بحث نفسي تفرضه على نفسها، بغية تصحيح الضرر الذي ألحقته بنفسها وبآخرين. تجد هذه المبتدئة في عالم المشي في الطبيعة، التي تتمتع بميول أدبية، نفسها غارقة في مستنقع من العلاقات العاطفية المنحطة، فتقرر اجتياز درب {باسيفيك كريست}.
هدفها بسيط: {العودة إلى المرأة التي ظنت أمي سأكونها}. ومع كل خطوة وكل خطأ يرتكبه رياضي مبتدئ، تتذكر شيريل أمها (لورا ديرن) التي ضلت طريقها في سن صغيرة.

تعتمد شيريل اسم سترايد (شاردة) بعد طلاقها. فقد شردت عن درب بول (توماس سادوسكي). صحيح أنه يدعمها، وحصلا على الوشم ذاته احتفالاً بطلاقهما، وأنه يعدها بأن يبعث لها الرسائل ورزمة المواد الأولية إلى مختلف العناوين على طول الدرب، إلا أنهما لا يستطيعان أن يكونا معاً.

 تسير شيريل، نادلة من منيابوليس، من صحراء موهافي شمالاً إلى أوريغون وواشنطن. ستقوم بهذا الإنجاز وحدها، تلك الشقراء الجميلة التي لا تملك أي خبرة في التنقل في البرية أو المسيرات الطويلة، معتمدة على ذكائها، تصميمها، ولطف الغرباء لتحقيق هذا الإنجاز، بالإضافة إلى شعر إيميلي ديكنسون، روبرت فروست، وأدريان ريتش.

ولكن ما يحول دون جعل هذا الفيلم نسخة مميزة أخرى من Eat, Pray, Love تواضع ويذرسبون في الدور الرئيس ووجود ديرن الغني والمميز حين تتذكر شيريل أمها المتوحدة التي ربتها.

تبدو الأم مفعمة بالحيوية، تبتسم دوماً، وتتحلى بموقف إيجابي حتى عندما يتجاهلها أولادها حين تعود إلى مدرستهم الثانوية لتحصل على شهادتها. تجعلنا ديرن نرى الألم خلف ابتسامتها والوجع الذي يعلل مشاكلها مع ابنتها قبل أن تكشفها أحداث الفيلم.

حتى عبارات مثل «ضعي نفسك على درب الجمال» و{حاولي أن تقومي بألطف الأعمال» تبدو صادقة عندما تصدر عن ديرن.

كما في Dallas Buyers’ Club، يغطي المخرج جان مارك فاليه هذه الرحلة الداخلية والخارجية بدون أي عناء. فيوزع الذكريات، يكشف الحقائق، ويحل الألغاز بطريقة مدروسة عبر أجزاء الفيلم المختلفة. وقلما نتنبه للمشاهد الطبيعية الخلابة التي تجتازها شيريل خلال رحلتها.

حس فكاهي

أما حس الفكاهة في هذا الفيلم، فينبع من استياء شيريل الكبير من كل المصاعب التي تواجهها، بدءاً من حذاء المشي الذي لا يلائم قدميها إلى الحقيبة البالغة الثقل التي قد ترزح تحتها.

تبدو شيريل التي تسير بمفردها مشهداً غريباً جداً في منتصف التسعينيات، حتى إنها تثير نظرات الاستهجان والتعليقات المبتذلة من رجال كثر تصادفهم. لكن فاليه يعزز أي توتر قد يشوب كل المشاهد التي تصادف فيها رجالاً في منتصف البرية. فهل يكون هذا الرجل صديقاً محتالاً، مرشداً أميناً، أو مغتصباً صياداً أو رياضياً يهوى ركوب الدراجات الهوائية كمن نسمع عنهم في القصص؟

لا شك في أن ويذرسبون، التي ترتدي ملابس رياضية خلال سيرها وتبدو أحياناً مضرجة بالدماء، والتي نراها عارية ومنهارة في المشاهد عن ماضيها، تلتزم بالكامل بهذا السعي وتنجح في التوفيق بين الرحلتين النفسية والجسدية.

عندما تتخلى شيريل عن العلاج النفسي، نفهم ما تعنيه عندما تقول إن ما من علاج «بالكلام» لما يؤلمها. وعلى غرار Forest Gump و A Walk in Woods (فيلم روبرت ريدفورد في الربيع المقبل عن درب أبالاشيان)، تكون أحياناً الطريقة الوحيدة للخروج من الماضي وضع القدم أمام الأخرى والبدء بالسير.

back to top