مصر تجتاز اختبار «رفع المصاحف» بعد فشل «انتفاضة الإسلاميين»

نشر في 29-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 29-11-2014 | 00:01
رفع أعلام «داعش» ومقتل 4 مدنيين و3 عسكريين واعتقال 224 وسلسلة عبوات ناسفة تضرب العاصمة
فشلت جماعة «الإخوان المسلمين» و«الجبهة السلفية» في حشد أنصارهما لإحراج النظام المصري، أمس، بعدما جاءت تظاهرات «انتفاضة الشباب المسلم» محدودة لا تتجاوز مسيرات الإسلاميين المعتادة كل أسبوع.

غابت «جحافل الإسلاميين» التي وعدت بها الجبهة السلفية المتشددة بأنها ستنزل الى الشوارع في «انتفاضة الشباب المسلم» التي دعمتها جماعة «الإخوان المسلمين» بالدعوة إلى تظاهرات «إيد واحدة»، فجاءت الحشود الهزيلة في انتفاضة أريد لها أن تدافع عن «هوية مصر» عبر رفع المصاحف والتهديد باستخدام السلاح من قبل إسلاميين متشددين، لتكرّس هزيمة مشروع الإسلام السياسي في مصر، وانهيار شعبيته عقب عام واحد من الإطاحة بنظام الرئيس «الإخواني» محمد مرسي.

وشهد حي «المطرية» شرق القاهرة، أعنف المواجهات بين أنصار «الإخوان»، والأهالي وقوات الأمن، حيث قتل 4 أشخاص في المواجهات، بينما وقعت اشتباكات محدودة في عدة أحياء بأطراف القاهرة والجيزة، نجحت قوات الأمن في تفريقها.

مقتل عسكريين

وبينما قالت مواقع إخبارية مصرية إن أعلام تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف إعلامياً بـ«داعش»، رفعت في تظاهرات الإخوان، اعتلى عدد من أنصار الإسلاميين أسطح المنازل في حي «الشاطبي»، بمدينة الإسكندرية الساحلية، وأطلقوا النار، ما أسفر عن إصابة ضابط بقوات البحرية المصرية، وتفريق تظاهرة شعبية مؤيدة للرئيس السيسي.

استهداف ضباط الجيش والشرطة ومجنديها، كان الملمح الأبرز في أحداث، أمس، ففي حين غابت المسيرات الحاشدة، حضر بقوة استهداف قوات الجيش التي شاركت في عمليات التأمين، حيث قتل ضابط تابع للقوات المسلحة المصرية برتبة عميد، وأصيب مجندان، نتيجة إطلاق مجهولين مسلحين أعيرة نارية على سيارة الجيش، التي كانت في دورية أمنية على طريق جسر السويس بالقاهرة صباح أمس.

كما قتل مجند وأصيب ضابط برتبة مقدم إثر إطلاق مسلحين مجهولين النار عليهم بمنطقة «أبوزعبل» التابعة لمحافظة القليوبية.

عبوات

 وأصيب ستة أشخاص بجروح وشظايا، إثر انفجار عبوة ناسفة، زرعها مجهولون بمنطقة «أبوكبير» في محافظة الشرقية، بينما انفجرت عبوة بدائية الصنع في ميدان «عبدالمنعم رياض»، بعدما ألقاها مجهول من أعلى جسر «أكتوبر»، ولم يسفر الانفجار عن وقوع إصابات.

إلى ذلك، سادت حالة من الذعر بين أهالي ضاحية «مصر الجديدة»، بعد سماع دوي انفجار بالقرب من مقر «الحرس الجمهوري»، وتبين من التحريات أن الانفجار ناتج عن «مُحدث صوت» وضعه مجهولون في لوحة إعلانات بتقاطع شارعي «الخليفة المأمون» و«الميرغني»، لكن الانفجار لم يسفر عن أي خسائر بشرية.

قبضة حديدية

ورغم الخسائر المحدودة في صفوف قوات الجيش والشرطة المصرية، فإن تعاطي القاهرة الأمني مع تظاهرات الإخوان والسلفيين كان ناجعًا، إذ نجحت الأجهزة الأمنية في فرض إيقاعها على الشارع المصري، بعد إعلان حالة الاستنفار القصوى منذ أمس الأول (الخميس)، وخاصة داخل نطاق محافظات القاهرة الكبرى (القاهرة والجيزة والقليوبية)، لمواجهة تظاهرات جمعة «رفع المصاحف».

ونجحت الخطة الأمنية في إحكام قبضة الجيش والشرطة على مداخل العاصمة المصرية، وميادينها الرئيسية، ما أجبر أنصار «الإخوان» على التظاهر في أطراف العاصمة والقرى البعيدة عن المدن الكبرى في المحافظات، كما أغلقت قوات الجيش محيط وزارة «الدفاع» أمام حركة مرور السيارات بشكل كامل، في حين تجولت دوريات قوات الجيش والشرطة في شوارع القاهرة الخالية من المارة، في يوم فضّل المصريون المكوث في منازلهم.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، هاني عبداللطيف، إن أعداد المقبوض عليهم من عناصر جماعة «الإخوان»، وصلت إلى 224 متهمين بعدد من محافظات الجمهورية.

وبينما أكد مصدر رئاسي لـ«الجريدة» أن الرئيس السيسي تابع عن كثب سير الأحداث أمس، لم يخف رئيس الحكومة المصرية، إبراهيم محلب، سعادته بفشل تظاهرات الإخوان، مشيداً بالشعب المصري الذي «لم ينسق وراء دعاوى الفتنة والإرهاب والتظاهر التي دعت إليها الكيانات الإرهابية»، مضيفاً - خلال متابعته الحالة الأمنية بغرفة العمليات بمركز معلومات مجلس الوزراء، أمس، أنه لا مساس بالمصحف الشريف، وأنه «في قلب وعين الشعب المصري العظيم».

وسخر محلب مما تبثه فضائية «الجزيرة مباشر مصر» القطرية من مواد وصفها بـ «المفبركة»، حول ما تزعم أنه تظاهرات لأنصار الإخوان، قائلا: «نحن موجودون في الشارع، ولا وجود لما تبثه هذه القناة.. وعلى من لا يرى الواقع أن يراجع نفسه».

back to top