الجيش العراقي خسر معظم عناصره وواشنطن تريده أكثر مرونة

نشر في 29-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 29-11-2014 | 00:01
No Image Caption
• المرجعية تنتقد «مقاتلين»... وتحركات لضبط «الحشد» • عشائر الأنبار تتلقى دعوة لزيارة أميركا
أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة تخطط لتدريب وبناء جيش عراقي أكثر مرونة، في وقت تزايدت الانتقادات لقوات «الحشد الشعبي» والميليشيات الشيعية مع تزايد الانتهاكات في مناطق القتال وتصاعد عمليات الخطف في مناطق عدة من البلاد.

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن الولايات المتحدة تنوي تغيير استراتيجيتها في عملية بناء الجيش العراقي، عقب انهيار أجزاء كبيرة منه نتيجة تقدم المتطرفين. وتقضي الاستراتيجية الجديدة بإنشاء جيش عراقي أكثر مرونة وطواعية، عبر تدريب مجموعات صغيرة منه تصل إلى 9 ألوية، لا يتخطّى تعداد عناصر اللواء الواحد 45 ألفاً، حسبما نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، وذلك بدل العمل على إعادة بناء الجيش العراقي برمته، وهو أمر وصفته الصحيفة بغير المجدي، بخاصة بعد حجم الفساد الذي نخر الجيش العراقي الحالي وجعله ينهار أمام مجاميع "داعش" في الموصل.

ورصدت الصحيفة في تقريرها، تراجع أعداد الجيش العراقي من 400 ألف جندي إلى أقل من 58 ألفاً بعد هجمات تنظيم "داعش" شمال ووسط البلاد.

الى ذلك، وجهت المرجعية الشيعية العليا أمس انتقادات لممارسات بعض المقاتلين في "الحشد الشعبي" المكون من متطوعين شيعة وذلك بعد تصاعد عمليات الخطف وتزايد التبليغ عن انتهاكات بالجملة.

وقال ممثل المرجعية الشيخ عبدالمهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني بمدينة كربلاء إنه "ينبغي الابتعاد عن لغة التعميم باتهام أصناف من المقاتلين في مناطق القتال بممارسات غير مقبولة"، مؤكدا "حرمة التعرض لأي مواطن في دمه او عرضه او ماله".

وأضاف الكربلائي أن "تلك الممارسات لا تمثل النهج العام لأن أولئك المقاتلين دفعهم حبهم للوطن للتضحية وتعريض عوائلهم للمعاناة"، مشيدا في ذات الوقت بــ"الانتصارات التي تحققت في بيجي وجلولاء والسعدية".  وجددت المرجعية دعوتها الى تطهير كل مؤسسات الدولة من الفاسدين.

«الحشد» والخطف

الى ذلك، كشف رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي أمس أن اللجنة تعتزم وضع خطة وبعض الضوابط لتنظيم عمل الفصائل المسلحة (الميليشيات الشيعية الموالية للحكومة) و"الحشد الشعبي" مع وزارة الداخلية، وأشار إلى أن "بعض العصابات تقوم بعمليات خطف وابتزاز للمواطنين تحت مسميات الحشد".

وقال الزاملي في مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس مع وزير الداخلية محمد الغبان، في مبنى الوزارة إن "هناك اياد خفية تعمل على تشويه صورة الحشد الشعبي، من خلال قيامها بعمليات اختطاف وابتزاز للمواطنين تحت مسميات فصائل المقاومة والحشد الشعبي"، مبينا ان "وزارة الداخلية تطرقت الى موضوع ترقيم العجلات التي يستقلها افراد الحشد داخل المدن، لتمييزهم عن تلك العصابات".

وأضاف أن "غالبية افراد الحشد الشعبي يستخدمون عجلاتهم الخاصة التي بعضها يسمى بـ(الادوات) والتي لا توجد لديها قيود في سجلات وزارة الداخلية"، مبينا ان "هذا الموضوع يحتاج الى تعاون مع القوات الامنية ونقاط التفتيش لتسهيل هذه الامور".

وتابع الزاملي أن "اللجنة الامنية في مجلس النواب تعتزم، بعد ان تلتقي بقادة الفصائل الاسلامية والاخوة في الحشد الشعبي، بوضع خطة معينة وبعض الضوابط التي تنظم عمل الحشد الشعبي من اجل التعاون مع الجيش العراقي ووزارة الداخلية وتفويت الفرصة على العصابات الاجرامية".

من ناحيته، أعلن الغبان عن تشكيل لجنة للإسراع بعملية تثبيت لوحات تسجيل للعجلات التي تستخدمها قوات "الحشد الشعبي"، واعتبر أن تلك الخطوة تأتي لضبط عصابات الخطف.

يذكر أن قوات "الحشد الشعبي" تم تشكيلها تلبية لدعوة من المرجعية الشيعية العليا السيد علي السيستاني. ولم يتم وضع أي قانون لضبط وتنظيم عملها خصوصا انها مؤلفة من عشرات الاف المقاتلين الذي ينتمون الى ميليشيات شيعية ترفع بعضها شعارات مذهبية مثل "عصائب أهل الحق" الموالية لإيران والتي تقاتل في سورية الى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، و"كتائب حزب الله العراق" وغيرها.

من ناحية اخرى، أكد رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت أمس، أن وفدا من عشائر المحافظة ينتظر موافقة رئيس الحكومة حيدر العبادي لزيارة الولايات المتحدة بشأن تسليح أبنائهم لمواجهة تنظيم "داعش" في المحافظة، في حين نفى تخصيص واشنطن مبلغ 200 مليون دولار لتسليحهم.

وقال كرحوت إن "وفدا من عشائر المحافظة تلقى دعوة رسمية من السفير الاميركي في بغداد لزيارة الولايات المتحدة بشأن تسليح ابناء عشائر المحافظة لطرد تنظيم داعش منها"، موضحا أن "الوفد ينتظر موافقة رئيس الوزراء للقيام بتلك الزيارة".

ونفى رئيس مجلس المحافظة "الأنباء التي تحدثت عن تخصيص واشنطن مبلغ 200 مليون دولار لتسليح العشائر في الأنبار"، مبينا أنها "خصصت 24 مليون دولار فقط لإقامة معسكرات وتدريب أبنائهم وتجهيزهم بالسلاح".

وكان كرحوت قد أعلن أن قوات الائتلاف الدولي ستفتتح قريبا مركزا لتدريب القوات الأمنية العراقية شرق الرمادي، وأشار إلى أن واشنطن ستخصص 24 مليون دولار لتسليح عشائر الأنبار.

«حزب الله»: سليماني ولبنانيون قاتلوا في العراق

بعد أن أكدت صحف إيرانية رسمية ومنها صحيفة "اطلاعات" أن قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني شارك في المعارك في العراق أخيرا، ونشرت له صورة وهو هناك، ذكرت قناة "المنار" اللبنانية التي تصف نفسها بأنها الذراع الإعلامية لـ"حزب الله" في تقرير نشرته على موقعها أمس أن سليماني قاد شخصيا معارك ضد تنظيم "داعش" في العراق برفقة خبراء عسكريين إيرانيين ولبنانيين.

وقالت القناة في تقرير عنوانه "بغداد... يوم حطت طائرة سليماني"، ان الجنرال الايراني الذي نادرا ما يظهر في العلن، وصل الى بغداد في طائرة خاصة بعد ساعات قليلة من سقوط مدينة الموصل في ايدي "داعش" في العاشر من يونيو.

وأضافت نقلا عن "مصادر مطلعة مواكبة لما شهده الميدان العراقي" ان سليماني كان برفقة "خبراء عسكريين ايرانيين، اضافة الى خبراء لبنانيين".

وذكر التقرير ان سليماني وضع مع مسؤولين عراقيين خطة لمواجهة خطر "داعش" تقضي اولا بتأمين بغداد و"تثبيت" حزامها، خشية ان يعمد مقاتلو التنظيم، الذي سيطر اثر هجومه الساحق على مساحات واسعة من شمال العراق، الى التقدم نحو العاصمة.

ونقل التقرير عن مقاتلين عراقيين قولهم ان سليماني هو من اعطى امر تحرير طريق سامراء بغداد في يونيو وانه "انضم شخصيا الى الآليات التي انطلقت لتحرير الطريق".

كما انه كان حاضرا في "اهم المعارك جنبا الى جنب مع المقاتلين، يخاطبهم عبر الأجهزة اللاسلكية، يشحذ هممهم، ويدير تحركاتهم، ويعطي اوامره بالتقدم باتجاه خطوط العدو".

وأقرت طهران بإرسال أسلحة ومستشارين عسكريين الى العراق لمساعدة القوات الحكومية والمقاتلين الاكراد العراقيين منذ بداية هجوم الجهاديين في مطلع يونيو.

back to top