ألفا غارة «نظامية» في 40 يوماً... ودمشق ترفض «الفبركة»

نشر في 29-11-2014 | 00:06
آخر تحديث 29-11-2014 | 00:06
No Image Caption
● «داعش» يهاجم في الحسكة ويتراجع في كوباني ● جبهة نبّل والزهراء تشتعل والكتائب تخسر قيادياً
رد المرصد السوري لحقوق الإنسان على رفض دمشق اتهامها باستهداف المدنيين ودعوتها واشنطن إلى وقف «الفبركة» وتوجيه اللوم إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بإعلانه توثيق نحو 2000 غارة جوية نفّذتها طائرات الرئيس بشار الأسد على مواقع للمعارضة خلال 40 يوماً.

اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان نظام الرئيس بشار الأسد بتنفيذ نحو 2000 غارة جوية أدت إلى مقتل وإصابة نحو 2500 مدني في قرى وبلدات ومدن سورية، منذ فجر الـ20 من أكتوبر الماضي حتى فجر أمس، داعياً باستهزاء إلى إدخاله إلى موسوعة «غينيس»العالمية للأرقام القياسية.

 وأوضح المرصد ان طائرات النظام الحربية نفذت ما لا يقل عن 952 غارة، استهدفت عدة مناطق في محافظات دير الزور، وحمص، ودمشق، وريف دمشق، واللاذقية، والقنيطرة، وحماة، وحلب، وإدلب، ودرعا، والحسكة والرقة.

كما أسقطت طائرات النظام المروحية 803 براميل متفجرة، في عدة مناطق في محافظات حمص، وحماة، وإدلب، ودرعا، وحلب، واللاذقية، وريف دمشق، والقنيطرة والحسكة.

وتمكن المرصد السوري من توثيق استشهاد 527 مواطناً مدنياً، هم 120 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و93 مواطنة فوق سن الـ18، و314 رجلاً، نتيجة القصف من الطائرات الحربية والمروحية، بالإضافة إلى إصابة نحو 2000 آخرين من المدنيين بجراح، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة ودمار في ممتلكات المواطنين العامة والخاصة في عدة مناطق.

«فبركة» أميركية

في المقابل، رفض النظام الاتهامات الأميركية «المفبركة» بأن قواته تستهدف المدنيين في الغارات الجوية، مؤكدا أن واشنطن ستفعل خيراً إذا وجهت لومها لمقاتلي تنظيم الدولة «داعش» الذين ذبحوا مواطنيها.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن وزير الإعلام عمران الزعبي قوله، في ساعة متأخرة أمس الأول: «الجيش السوري لا يستهدف المدنيين ولن يفعل»، متهماً واشنطن باستقاء معلوماتها من «منظمات إرهابية» تعمل في سورية مثل «داعش» وجبهة النصرة.

وشدد الزعبي على أنه «كان أولى للخارجية الأميركية أن تحترم أرواح الضحايا الأميركيين على أيدي إرهابيي داعش وألا توجه الاتهامات المفبركة الى الدولة السورية التي تواجه الإرهاب منذ سنوات بينما تكتفي بعض الدول بالفرجة والبعض الآخر شريك متورط في دعم الإرهاب».

الأكراد و«داعش»

إلى ذلك، دارت معارك دامية بين مقاتلي «داعش» ووحدات حماية الشعب الكردية في محافظة الحسكة ليل الخميس- الجمعة، بحسب اتحاد تنسيقيات الثورة، الذي أوضح ان المعارك شملت قرى العرجا والشيحان بريف ناحية جزعة بالحسكة.

وفي كوباني، انسحب مقاتلو «داعش» من أجزاء واسعة من المربع الحكومي الأمني ومن سوق الهال وسط المدينة، بحسب المرصد السوري، الذي أشار إلى أن وحدات حماية الشعب شرعت مستمرة في عمليات تمشيط المنطقة تخوفاً من قيام التنظيم بتفخيخ المباني وزرع عبوات ناسفة فيها. وجاء تقدم الوحدات وسيطرة قواتها النارية على السوق والمربع الأمني أمس بعد ساعات من تنفيذها هجوماً على تمركزات «داعش» في منطقة مميتة بالريف الغربي لكوباني، بينما استمرت الاشتباكات العنيفة في منطقة ساحة آزادي وكذلك الجبهة الجنوبية للمدينة.

نبل والزهراء

وفي حلب، ألقى الطيران النظامي عدداً من المظلات التي تحوي ذخائر على قوات الدفاع الوطني والمسلحين المحليين في بلدة الزهراء الشيعية بريف المدينة الشمالي، والتي تواجه وقرية نبل هجوماً ضارياً تقوده جبهة النصرة.

ووفق المرصد فإن إحدى الكتائب الإسلامية خسرت قائداً من جنسية أجنبية خلال اشتباكات دارت على أطراف بلدتي نبل والزهراء، في حين احتدمت المواجهات بعد منتصف ليل الخميس– الجمعة بين هذه الكتائب وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات ايرانية وأفغانية، في محيط قرية سيفات وفي محيط قرية حيلان قرب سجن حلب المركزي بالمدخل الشمالي الشرقي لمدينة حلب.

 كما دارت اشتباكات متقطعة بعد منتصف ليل أمس في محيط تلة خان طومان قرب الأكاديمية العسكرية غرب حلب، شهدت قصفاً بقذائف محلية على تمركزات النظام والمسلحين الموالين لها في حي العامرية جنوب حلب.

مرتزقة «حزب الله»

وفي درعا، وثقت لقطات ومقاطع صورت على أرض الشيخ مسكين سقوط عدد من قتلى الميليشيات الطائفية القادمة من وراء الحدود، على أيدي كتائب مقاتلة، تدافع عن المدينة بعد تعرضها لهجوم شرس جداً استهدف النظام من خلاله استعادتها.

وتقع الشيخ مسكين في منطقة حيوية من ريف درعا، خولتها الحصول على لقب «قلب حوران»، وقد تمكن الثوار من تحرير القسم الأعظم منها، ما دفع النظام إلى حشد أكبر قدر ممكن من المرتزقة لاستردادها، ومنهم مرتزقة منتمون لميليشيات «حزب الله»، وميليشيات «الحرس الثوري» في إيران.

سياسياً، بحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع رئيس ائتلاف المعارضة السورية هادي البحرة أمس الأوضاع المتدهورة في سورية والحرب الدائرة على «داعش».

وذكرت وكالة «إخلاص» التركية للأنباء أن ذلك جرى خلال اجتماع مغلق بمكتب أوغلو بمقر وزارة الخارجية في انقرة.

(دمشق، واشنطن، أنقرة - أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

ناشطون سوريون ينعون «الثورة»

بين قوات النظام السوري التي قمعت بالقوة تظاهراتهم والجهاديين الذين يفرضون أحكاماً إسلامية متشددة عليهم، لا يجد الناشطون السوريون مفراً من نعي الحركة الاحتجاجية التي أطلقوها عام 2011، رغم إيمانهم بأن مستقبل سورية سيكون «أجمل».

ويواجه هؤلاء الناشطون واقعاً يزداد مرارة يوماً بعد يوم في بلادهم، حيث يقاتل آلاف الأجانب القادمين من الشيشان وأفغانستان ودول أخرى في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وجبهة النصرة التي تمثل تنظيم القاعدة.

وطردت التنظيمات الجهادية المتطرفة، التي تسيطر على مدن وقرى وبلدات في سورية، المجموعات المعتدلة المعارضة للنظام من غالبية مناطق نفوذها، بينما تحول عدد كبير من المقاتلين المعارضين من «أبطال» في نظر سوريين كثر، إلى أمراء حرب.

وفي حين تعزز الجماعات الجهادية نفوذها في مناطق وجودها وتحاول التمدد نحو مناطق أخرى، يواصل نظام الرئيس بشار الأسد إحكام قبضته على العاصمة دمشق، ويشن حملة لاستعادة السيطرة على مناطق أخرى، مستنداً بشكل خاص إلى عمليات القصف الجوي.

ويؤكد سامي صالح، المقيم في تركيا والمتحدر من مدينة حماة وسط سورية، لوكالة فرانس برس، أن معظم الناشطين الذين قادوا أولى التظاهرات ضد النظام قبل أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام تعرضوا إلى القتل، أو السجن، أو أجبروا على مغادرة البلاد.

ويضيف: «الثورة ماتت، والبلاد غرقت في حرب شاملة»، موضحاً أن «الثورة تحتاج الى تظاهرات وتحرك مدني، لكن ما نشاهده اليوم هو معارك للسيطرة على الأراضي والموارد والوصول الى السلطة».

ودفعت الحرب في سورية العديد من الناشطين الى التخلي عن مطلبهم بإقصاء الاسد عن السلطة بأي ثمن، وباتوا يطالبون اليوم بحل ما يضع حداً لهذا النزاع الدامي الذي قتل فيه أكثر من 195 ألف شخص منذ بدايته.

ويقول الناشط نائل مصطفى، الذي يعمل على توثيق أعمال «داعش» في الرقة الشمالية، إن «مطلبي الثوري اليوم هو وضع حد لآلة القتل». ويرى مصطفى الذي يحمل اسماً مستعاراً خوفاً من التعرض للملاحقة والقتل أن تحول الحركة الاحتجاجية التي ووجهت بقمع عنيف من السلطة الى حركة معارضة مسلحة، هو ما قاد نحو الحرب و«الثورة» نحو «الموت»، موضحاً أنه يحترم «تضحيات المقاتلين، لكن عندما صدر قرار حمل السلاح أدركت أن الثورة السورية ماتت». ومن بين الناشطين الذين عملوا جنبا الى جنب مع جماعات معارضة مسلحة، إبراهيم الإدلبي الذي يعيش منذ شهر في تركيا، وقد غادر سورية ليس بسبب الاعتقال والتعذيب الذي تعرض له على أيدي قوات النظام، بل بسبب سيطرة جبهة النصرة على بلدته في محافظة إدلب. ويقول الإدلبي «لو روى لي أحدهم في العام 2011 ما يحدث اليوم، لكنت سخرت منه»، ملقيا اللوم على النظام والمعارضة المسلحة والداعمين الدوليين لها وللحركة الاحتجاجية.

ويرى أيضا هذا الناشط أن المعارضة السورية المسلحة تخوض حاليا حربا للوصول الى السلطة، بينما تشن الدول الداعمة لها، وخصوصا السعودية وقطر عبرها حربا بالوكالة مع دول أخرى، بينها إيران.

ويقول خليل الذي سجن في سورية لمشاركته في تظاهرات قبل أن يحصل على لجوء له ولعائلته في النرويج: «ستكون هناك حياة جديدة. قد لا نعيش لنراها، لكن عندما تبدأ، ستكون حياة جميلة».

(بيروت- أ ف ب)

back to top