التكنولوجيا... تقيّد الأهل؟

نشر في 29-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 29-11-2014 | 00:01
No Image Caption
هل اتصل بك زوجك أو الحاضنة ذات يوم وطلب منك العودة إلى المنزل {لأن الطفل يبكي}؟
في زمن ما قبل الهاتف الخلوي، ما كانت الحاضنة تستطيع أن تقوم بأي أمر للطفل الذي يبدأ بالبكاء بعد مغادرة والديه المنزل. فبخلاف الاتصال بالمطعم، المتجر، دار السينما، أو صالة رقص والطلب من أحد أن ينادي الأهل، كان على الحاضنة أن تتدبر أمرها.

ولكن مع انتشار الهواتف الخلوية بكثرة اليوم، بات يكفي أن تقوم الحاضنة باتصال واحد لتستدعي الأهل لنجدة ولدهم. لكن هذا الوضع يولد معضلة جيدة/ سيئة: جيدة لأن الأهل يشعرون بقلق أقل عند تركهم ولدهم مع حاضنة يعلمون أنها تستطيع الاتصال بهم إن وقع أي طارئ. لكن السيئ مسألة ما إذا كان بكاء الولد أو الطفل لسبب تافه من دون أن يعاني أي خطب يُعتبر حالة طارئة. يعتمد ذلك على نظرة كل أم إلى هذه المسألة.

أطرح هذه المسألة لأن الأهل الصغار السن، وخصوصاً الأمهات، يخبرونني دوماً خلال الأشهر الأولى من حياة طفلهم أنهم لا يستطيعون مغادرة البيت لأكثر من خمس دقائق من دون أن يتلقوا اتصالاً لأن الطفل يبكي. ويدعي بعض هذه الأمهات أنهن {يصبن بالإجهاد والتعب}، ويحتجن إلى منفس {ليستعدن نشاطهن}.

لا تحتاج الأم في هذه الحالة إلا إلى ساعة أو اثنتين لتتبضع، تلتقي صديقة على الغداء، أو تجلس بمفردها وتطالع كتاباً. ومَن لا يشعر بالحاجة إلى فترة هدوء بعد أن يكون قد أمضى الليلة والنهار مع طفل في المنزل خلال شهره الأول؟ وإذا كنت قد مررت في هذه الحالة، لا شك في أنك تفهمين قصدي.

يؤكد زوجي لكل مَن يلتقيهم أنه بدأ يؤدي دور الأب ببراعة عندما تركته للمرة الأولى وحده مع ابننا البكر وأمضيت نهاية الأسبوع بعيداً عن المنزل. ما كنا نملك هواتف خلوية آنذاك. واللافت أنه أدى هذه المهمة بنجاح. فبعد الأربع والعشرين ساعة الأولى، صار يدرك أنه ليس مضطراً إلى اصطحاب الطفل معه إلى الحمام ليستحم. يقر زوجي أنه خلال حمامه الأول في نهاية الأسبوع تلك، أدخل الطفل معه إلى الحمام ووضعه في كرسيه الهزاز. كذلك أبقى باب حوض الاستحمام مفتوحاً كي لا يحجب البخار نظره ويمنعه من رؤية الطفل.

إذاً، قد تكون التكنولوجيا مفيدة، إلا أنها تتيح لنا أيضاً {الاستسلام} عندما تزداد الأمور صعوبة. وينطبق هذا الأمر أيضاً على تربية الأولاد. لذلك لا تترددي في إطفاء هاتفك من حين إلى آخر وترك زوجك أو الحاضنة تتولى معالجة الأمور بمفردها. وهكذا لا يُعتبر انقطاع وسائل التواصل هذه سيئاً دوماً.

back to top