متى يشتعل الندم في قلب الفنان وعقله؟

نشر في 29-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 29-11-2014 | 00:01
للندم في قاموس الفنانين معانٍ كثيرة، فهو محفز على مزيد من العطاء  والتعمق في الخيارات لعدم تكرار الأخطاء... إلا أنه في الوقت نفسه يترك بصمة في حياتهم، الفنية أو الشخصية، قد  لا تمحى لأن الأضواء تركّز عليها، ويعرفها القاصي والداني.

ندم على أداء دور معين، ندم على عدم الإنجاب، ندم لعدم المشاركة في عمل ما، ندم للتعامل مع هذا الفنان الفنان أو ذاك لأن إساءة كبيرة صدرت منه... كلها أمور تواجه الفنانين، الشباب أو الكبار، وتجعلهم يعون خطواتهم المستقبلية، باعتبار أن الغد بالنسبة إليهم يحمل الأفضل دائماً.

ما الذي يشعل الندم في قلب الفنان وعقله؟ سؤال طرحته «الجريدة» على مجموعة من النجوم وحصدت الأجوبة التالية.

خطوات مدروسة

أحمد عبدالمحسن

عبدالسلام محمد

«إذا عرف الفنان كيف يوازن بين الأمور في الوسط الفني وخارجه فلن يتعرض للمشاكل» يوضح الفنان عبدالسلام محمد، لافتاً إلى أنه لم يشعر بالندم يوماً، خصوصاً عندما قرر الالتحاق بالوسط الفني، فهو لم يجد سوى كلمات الدعم من حوله، سواء في وسائل الإعلام أو من الأصدقاء والأهل.

يضيف: «قد يفعل الإنسان أموراً خارجة عن السيطرة فيندم ويندب حظه أو يشعر أنه كان يفترض أن يفعل أكثر من ذلك. ربما شعرت أحياناً بشيء من الندم على بعض الأعمال الفنية، لكنه ليس ندماً بمعنى الكلمة بل ندم خفيف، أو بالأحرى تحسَّرت قليلاً على ضياع الوقت والتأخر في إصدار أحد الأعمال}.

يعتقد محمد أن المشاكل الشخصية التي يواجهها الفنان لا تؤثر بشكل كبير على مسيرته في الوسط الفني، ولا تؤثر على جودة أعماله، ويتابع: «سبق أن ندمت على التعامل مع بعض الأشخاص ولكن عرفت بعد ذلك كيف أسيّر الأمور لصالحي حتى لا أشعر بالندم مجدداً. عموماً، كلها أمور شخصية لا أحب كشف الستار عنها، ولكني أستطيع القول إنني لم أندم في حياتي على شيء إلا وقد أزلته وجعلته دافعاً لي لتقديم المزيد سواء خارج الوسط الفني أو داخله».

 ابراهيم بوطيبان

«لم أندم على أمر ما، فكل الخطوات التي أقدم عليها مدروسة»، يؤكد الفنان ابراهيم بوطيبان، مشيراً إلى أن معظم الفنانين المجتهدين لا يندمون على أي خطوة تتعلق بتقديم أعمال في الوسط الفني، وأن بعض الفنانين يجري دراسة كاملة قبل التوقيع على العقد في أي عمل مهما كان.

يضيف أن ثمة فنانين يندمون، لكنه ندم من نوع آخر، ندم التعرف إلى أشخاص يعاملونهم بطريقة سيئة، «لم يسبق لي أن ندمت على التعامل مع أي شخص كما يفعل الفنانون حالياً، فعلاقتي بزملائي الفنانين قوية ووطيدة منذ دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية».

يتابع أن الندم وارد في الأعمال الفنية، وأن تكرار الأعمال السيئة قد يدخل الفنان في دائرة الندم ولوم الذات، يقول: «لم يسبق لي أن ندمت على دخولي في الوسط الفني، فنانون كثر تعرضوا لضغوط هائلة خصوصاً من المقربين، لذلك يعانون كثيراً داخل الوسط وخارجه، وربما الشيء الوحيد الذي ندمت عليه كان في عمل لا أحب أن أذكر اسمه، ورغم إشادة الجميع بما قدمته، فإنني نادم على عدم إعطاء الدور حقه الكامل ولم أتعامل معه كما يجب، أما أي ندم آخر فلله الحمد لا مكان له».

محمد رمضان

«ندم الفنان على شيء معين يعني تغييره، وتكراره يعني أن الندم سيتضاعف مع مرور الأيام وقد يسبب إحباطاً وقلقاً دائمين»، يؤكد الفنان محمد رمضان موضحاً أنه لم يسبق وأن ندم على أي مشاركة في الوسط الفني أو ندم على التعامل مع أشخاص معينين لأنه يدرس كل شيء من حوله دراسة تامة قبل الإقدام على أي خطوة.

يضيف: «شعرت في بعض الأحيان بألم وندم على عدم تقديمي المطلوب في أحد الأعمال الكوميدية رغم كلمات الإشادة من حولي، وكان يفترض أن أعطي الدور حقه الكامل، إلا أن هذه الأمور تشكل دافعاً بالنسبة إلي وتطور أدائي وتقديمي للشخصيات الفنية الكوميدية أو التراجيدية».

لم يندم يوماً على دخوله إلى الوسط الفني، ويؤكد أن الأجواء من حوله كانت ايجابية من أول يوم اقتحم فيه هذا المجال، ويتابع: «جميل أن تجد مساندة من الأقارب الأصدقاء وحتى الجماهير، وأعتقد أن تعامل الفنان مع هذه الأمور يختلف من شخص إلى آخر، فالتعامل يجب أن يكون مخططاً له ومتقناً، خصوصاً من الفنانين الشباب المعرضين للإحباط والفشل، لذلك على الفنانين الشباب الحذر من الندم والإحباط، حتى وإن كانت الظروف من حولهم سيئة، بل يجب أن يتعلم الشباب كيفية قلب الندم والإخفاق إلى حافز.

تجارب مختلفة

بيروت  -   ربيع عواد

مادونا

{لو عادت بي الأيام إلى الوراء لعشت حياتي كما هي ولم أغيّر فيها شيئاً} توضح مادونا، لافتة إلى أنها، رغم عدم الوفاء الذي بادلها به كثر، لا تندم على أي شيء قامت به، وتضيف: «طيلة مسيرتي الفنية دعمت فنانين يحتلون اليوم الصف الأول، لم أكتفِ بهؤلاء إنما ساندت المواهب أينما وجدت، لا سيما مصممي الأزياء وخبراء التجميل وملحنين وشعراء... لست نادمة على ما فعلت لأن أرشيفي الفني والشخصي بات أغنى وأكبر».

تضيف أن ما يفرحها في حياتها وتعتبره نعمة كونها صادقة وبعيدة عن المصلحة وتتابع: «لم أمدّ يدي إلى أحد لغاية معينة ولا أنتظر أن يردّ لي الجميل، مكافأتي هي محبة الناس والنجاح الذي يحققه الفنان الذي أدعمه. أفرح حين اسمع عبارة «مبروك الأغنية، حلوة كتير»، المهم بالنسبة إلي استمرار النجاح وتقديم مزيد من الدعم للمواهب الجديدة الحقيقية».

 وعن الدرس الذي تعلمته في الحياة توضح: «يأتي المال ويذهب إنما لا يمكن شراء الكرامة بكنوز الدنيا». لا بد من أن يأخذ كل شخص حقّه يوماً ما لأن الحق لا يموت». لا تخاف مادونا من الغد بل هي مؤمنة، تقول: «قبل أن أنام وعندما أستيقظ في الصباح أردد جملة واحدة: «توكلت عليك يا الله» ومن يتكّل على الله لا تقوى عليه الصعاب».

ريتا حايك

«لم يقدم لي شيء على طبق من فضّة وأنا سعيدة بالتجارب التي خضتها في حياتي» تؤكد ريتا حايك، مبدية حماستها لخوض مزيد من التجارب بعيداً من التقليدي، رافضة أن يتم وضعها في علبة أو يتم تصنيفها كممثلة مثلاً أو مقدمة برامج.

تعرب عن سعادتها بخوض تجربة مسرحية بجرأة وتواصل مع الجمهور في «كعب عالي»، فلاقت استحسان الصحافة وتفهما للدور الذي أدته، كذلك تعرب عن ارتياحها لدور تيريز الذي أدته في مسلسل «كفى»، وجسدت فيه شخصية أمرأة عاشت حياة صعبة، عنفت وعذبت وصولاً إلى الموت، واصفة إياه بأنه قوي، واستخدمت فيه طاقاتها التمثيلية وعرضت «عضلاتها»، رغم الحزن الذي أثارته هذه القصة في داخلها.

ترغب ريتا حايك في خوض تجربة سينمائية، وهي تدرس عروضاً في هذا السياق تحضيراً لاختيار ما يناسبها. حول مشاركتها في برنامج Splash الذي عرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال وما إذا ندمت عليها، تؤكد أنها أكثر من جميلة ولم تشعر يوماً بالضعف إزاء منافسيها، كونهم من الرياضيين الرجال، بل أرادت تحدي نفسها ورفع مستوى أدائها، مضيفة أن هذه التجربة علمتها التركيز بدقة فائقة على هدفها، وزادت من إصرارها ومن القوة في داخلها.

فادي إندراوس

«سعيد بالتجارب التي خضتها في حياتي ولا أندم على أي منها» يؤكد فادي أندراوس، مشيراً إلى أنه كان يتمنى أن تكون الأحوال الأمنية والسياسية مختلفة ويستطيع تحقيق طموحات أكبر وأعمال أكثر.

يضيف أن الإنسان يمرّ بتجارب سيئة وجيدة ويجب ألا ينظر بتشاؤم إلى الأمور السلبية، بل ثمة ضرورة للتعلم منها والاستفادة في المستقبل.

لا يندم على خوضه مجال الفن رغم الصعوبات التي يواجهها ويقول: «طموحي كبير وغايتي تحقيق أحلامي الفنية. التحدي موجود في أي مجال في الحياة، ومن لا يملك روح التحدي والمثابرة لا يحقق طموحه. لست من الذين يجلسون مكانهم وينتظرون أن يقدم لهم كل شيء على طبق من فضّة، بل أسعى بكل ما لدي من قوة وطاقة ونشاط إلى بلوغ ما أريد، وفي كل مرة أنجح في خطوة أقوم بها أشعر بأن اندفاعي يزيد والتحدي يكبر. أتمنى أن يمدني الله بقوة ومعنويات علني أحقق ما أفكر فيه».

أما حول تجربة التمثيل وإذا كان يندم على خوضها يوضح: {أعشق التمثيل وتجربتي فيه ناجحة. ثمة عروض كثيرة، لكن انتظر العرض الذي يناسبني شكلا ومضموناً}.

بين الفن والحياة الشخصية

القاهرة –  هيثم عسران

حورية فرغلي نادمة على مشهد مثير في فيلم «كلمني شكراً»، الذي شهد أول ظهور لها مع المخرج السينمائي خالد يوسف، إذ اعتبرت ممثلة إثارة وحاصرها المخرجون لاحقاً في هذه المشاهد، من خلال السيناريوهات التي قدمت لها، مؤكدة أنها اعتذرت عن أدوار عدة لاحقاً لتتمكن من العثور على سيناريوهات تظهر من خلالها قدراتها التمثيلية.

بدورها ندمت فردوس عبد الحميد لأنها لم تستكمل دورها في الأجزاء التالية  من مسلسل «ليالي الحلمية» لخلافات بسيطة مع فريق العمل، مبررة ندمها بالنجاح الذي حققه المسلسل وإعجابها بالدور.

دافع إلى الأفضل

لا وجود للندم في قاموس غادة عبد الرازق، رغم تقديمها أدواراً لم تفدها، بل أثرت عليها سلباً، لافتة إلى أنها عندما تخطئ في اختيار ما، يكون ذلك دافعاً لها لتقديم عمل أفضل في المستقبل.

تسقط عبد الرازق من حساباتها سريعاً الأعمال التي تندم عليها، كي لا تظل أسيرة الماضي لا سيما أن كلمة «لو» لا تصلح الأمور، وقد يسبب الندم طاقة سلبية، لذلك لا تعطي لنفسها فرصة للندم، وتؤدي عملها بجدية، خصوصاً أن حياتها مليئة بلحظات حلوة تريد تذكرها.

تندم نيللي كريم على تقديم بعض الأدوار، إلا أن ذلك حفزها إلى التميّز، وتتذكر دوماً أخطاءها كي لا تكررها، ولتستفيد منها وتتعلم درساً تطبقه في خياراتها اللاحقة، فضلاً عن استفادتها من تجارب الآخرين، وكان لذلك كله أثر إيجابي على قراراتها لاحقاً.

عدم الإنجاب

تندم نبيلة عبيد لأنها قررت عدم الإنجاب بسبب انشغالها بالتمثيل، ولأنها سافرت إلى الخارج فترة وابتعدت عن التمثيل في مصر، مشيرة إلى أنها، رغم ندمها تقول «الحمدلله»، لأنها في المقابل حصدت نجاحات في مجالات أخرى.

على مستوى التمثيل، ثمة فيلمان ندمت على تقديمهما، ولا تريد الحديث عنهما بعدما أسقطتهما من حسابها بشكل نهائي، لعدم تنفيذهما بالصورة التي كان متفقاً عليها والمشاكل التي حاصرتهما، ما جعلها تعتمد في خياراتها الفنية على شركات ومنتجين محترفين، لتضمن خروج العمل بشكل جيد.

تشير إلى أن ندمها لعدم الإنجاب ارتبط بشعورها بالوحدة بعد وفاة والدتها، لافتة إلى أن الزمن، لو عاد بها إلى الوراء، لن تتمسك بعدم الإنجاب وستوقف نشاطها الفني لفترة لتحقيق حلم الأمومة.

بدورها تندم مديحة يسري على فيلمين أدت فيهما دور المرأة اللعوب، وقد وافقت عليهما تحت ضغط من أصدقائها، مشيرة إلى أنها استفادت من هاتين التجربتين في رفض أدوار لا تشعر بها.

تضيف أن من حسن حظها عدم عرض هذين الفيلمين كثيراً على الشاشات، وأنها أسقطتهما من حساباتها سريعاً ولم تتوقف عندهما.

يرتبط الندم عند رندا البحيري بتعاونها مع شركات إنتاج وليدة، ما أدى إلى مشاكل في بعض أعمالها الفنية، إلا أنها استفادت من هذه التجارب في خياراتها، لا سيما أن قبولها المشاركة مع هذه الشركات فرضته ظروف صعبة واجهتها شركات الإنتاج في السنوات الماضية.

back to top