دور زحل في الحياة على الأرض

نشر في 28-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 28-11-2014 | 00:01
No Image Caption
قد تعود درجات الحرارة المناسبة على الأرض إلى سلوك زحل الإيجابي. فلو كان مدار هذا العملاق المحاط بدوائر مختلفاً قليلاً، لكان مدار الأرض بيضاوياً جداً على غرار مذنب بمدار طويل جداً.
يبدو نظامنا الشمسي بالغ التنظيم: تتخذ مدارات الكواكب شكلاً دائرياً عموماً وتقع في المكان عينه، بخلاف المدارات الغريبة جداً خارج نظامنا الشمسي. انشغلت إلكي بيلات- لوهينغر من جامعة فيينا في النمسا بفكرة أن تأثير المشتري وزحل المشترك (ثقلَي النظام الشمسي) قد حدد مدارات كواكب أخرى. فاستخدمت نماذج إلكترونية كي تدرس تأثيرات أي تغييرات في مدار هذين الكوكبين العملاقين في الأرض.

يبدو مدار الأرض شبه دائري إلى حد أن بعده عن الشمس يتراوح بين 147 و152 كيلومتراً فقط، أي نحو 2% كمعدل. ولكن لو قرّبنا مدار زحل بنحو 10% فقط لأحدث خللاً في مدار الأرض، مسبباً رنيناً (سحباً دورياً عموماً) يطيل مدار الأرض بنحو 10 ملايين كيلومتر. نتيجة لذلك، تبقى الأرض خلال جزء من السنة خارج المنطقة المأهولة، أي الحلقة حول الشمس حيث تكون الحرارة على الأرض ملائمة للماء السائل.

على نحو مماثل، تؤدي إمالة مدار زحل إلى إطالة مدار الأرض. ويُظهر نموذج بسيط لم يشمل الكواكب الأخرى داخل النظام الشمسي أن الإطالة تزداد كلما كانت الإمالة أكبر. صحيح أن إضافة الزهرة والمريخ إلى النموذج يثبت مدارات الكواكب الثلاثة، إلا أن الإطالة ازدادت مع مواصلة إمالة مدار زحل. تقول بيلات- لوهينغر إن إمالة بمقدار 20 درجة تجعل الجزء الأقرب إلى الأرض في مدار هذا الكوكب أقرب إلى الشمس منه إلى الزهرة.

خروج عن المدار

بعيداً عن نماذج مماثلة، يختلف شكل مدار كل كوكب قليلاً بمرور الوقت. وإذا كان المدار بيضاوياً كثيراً أساساً، فمن الممكن لهذه التقلبات أن تسمح للكواكب بالتفلت من جاذبية الشمس. على سبيل المثال، من الممكن لإمالة قدرها 20 درجة في مدار كوكب زحل أن تخرج المريخ من مداره، في حين أن الأرض تحتاج إلى إمالة بمقدار 30 درجة.

يؤكد روفر بارنز من جامعة واشنطن بسياتل أن أساليب بيلات- لوهينغر سليمة وخلاصاتها مثبتة. لكنه يضيف أن تداعيات ذلك على الحياة في الكون لا تزال غير واضحة. فنحن نعلم ميلان مدار كوكبين فقط خارج النظام الشمسي: يدور كلاهما حول النجم أبسيلون أندروميدا مع بلوغ ميلان مدارهما 30 درجة مقارنة بخط استواء النجم.

بالإضافة إلى ذلك، لا نعلم مدى تأثير إطالة مدار في الحياة. يذكر بارنز: {تؤثر غرابة كوكب ما في مرحلة معينة في احتمال دعمه الحياة، ولكن من الصعب معرفة حدود ذلك}. ويتابع موضحاً أن كوكباً يتأرجح مداره بين المسافة التي تفصل الأرض عن الشمس وتلك التي تفصل عطارد يختلف كل الاختلاف عن الأرض. ويختم: {لكنني لا أعتفد أن هذا قد يمنع الحياة من الظهور}.

back to top