محمد حفظي: «وردة» فيلم رعب إنساني يجمع بين الواقع والخيال

نشر في 28-11-2014 | 12:02
آخر تحديث 28-11-2014 | 12:02
أجندة المنتج والسيناريست محمد حفظي حافلة بالنشاطات هذه الأيام، فقد كتب سيناريو فيلم الرعب المصري {وردة} وشارك في إنتاجه، كذلك شارك جهات إنتاج إماراتية في إنتاج فيلم {من الألف إلى الباء} الذي عرض في {مهرجان القاهرة السينمائي الدولي} في دورته الأخيرة، ويعمل مع المخرج محمد خان في فيلم {قبل زحمة الصيف}. حول هذه الأعمال، وردود الفعل عليها كان اللقاء التالي معه.
حدثنا عن فيلم {وردة}.

الفكرة لمخرجه هادي الباجوري، وعندما عرضها عليّ قبلتها لأنها تتفق مع الأبحاث  التي أجريتها، منذ فترة، حول قضايا مشابهة لموضوع {وردة}، لذا اجتمعت الرغبة بيني وبين الباجوري في تقديم هذا العمل، وقررنا جمع مادة بحثية لتنفيذ فيلم يليق بالمشاهد العربي، كذلك قررت المشاركة في الإنتاج إلى جانب المنتج هاني أسامة.

هل القصة مستوحاة بالكامل من الحقيقة؟

الخطوط الرئيسة في الفيلم من تأليفي وخيالي وخيال المخرج أيضاً، وتتعلق بعودة الشقيق الأكبر من السفر ليتعرف على ما تعاني منه شقيقته، وبرفقته صديقته، والخلاف مع عمهما بسبب الإرث والأرض بعد وفاة الأب، لكن الأجزاء المتعلقة بأعراض المس الشيطاني لـ{وردة}، الشخصية الرئيسة في الفيلم، كذلك الشيخ الذي يقرأ لها القرآن في محاولة منه لإخراج هذا المس منها... هي من الواقع.

لماذا لم تعتمدا على خيالكما فيها؟

رغبة منا في أن يتفاعل الجمهور مع القصة ويصدقها، ولا يتعامل معها بسخرية واستهتار فلا يدخل، بالتالي،  في أجواء العمل السينمائي.

ما الفترة التي استغرقتها كتابة السيناريو؟

حوالى سنة، توقفنا في منتصفها لانشغالي والقيّمين على الفيلم  بأعمال أخرى، وهي مدة ليست قصيرة ولا طويلة مقارنة بموضوع هذا الفيلم، وكانت النتيجة خروجه بشكل جيد مزود بجرعة مكثفة من التوتر والرعب  على مدى 75 دقيقة.

ماذا عن الإيرادات التي حققها الفيلم؟

 سعيد بها بالطبع وتؤشر لمدى إعجاب الناس به، وهي  جيدة مقارنة بتوقيت الطرح خصوصاً أنه ليس موسماً سينمائياً، بالتالي الإيرادات التي حققها هي  الأعلى لفيلم يعرض خارج المواسم.

لماذا لم يُطرح في موسم عيد الأضحى؟

لو حصل ذلك لكان تعرض للظلم وسط الزحمة مع الأفلام الكبيرة، ولن يحصل على فرصته الكاملة، أو المساحة التي تدفع الجمهور لمتابعته.

ماذا عن أصدائه؟

 تنوعت بين إيجابية وأخرى سلبية، لكنها تنمّ،  في مجملها، عن احترام تجربة تقديم فيلم بهذا الجنون وهذا التكنيك الغريب، شخصياً أصنفه بأنه فيلم رعب نفسي أكثر من كونه رعب مناظر دم وأشباح.

ما الذي دفعك للمشاركة في إنتاج فيلم {من الألف إلى الباء}؟

يتمتع بروح مصرية من خلال الممثلين وطريقة استخراج الضحكة من المشاهد، رغم أنه فيلم إماراتي، ويستعرض مشاكل مختلفة في العالم العربي الذي بدأ يتغير مع قيام الثورات، وذلك في إطار كوميدي.

كيف تقيّم مشاركته في {مهرجان القاهرة السينمائي الدولي}؟

مهمة بالطبع، وأرى أن الإقبال عليه وردة الفعل في القاعة يشكلان إنجازا عظيماً لفيلم إماراتي خليجي، إذ من النادر أن يستقطب فيلم غير مصري أو هوليوودي المشاهدين في المهرجان.

هل توقعت هذه النتيجة؟

ليس إلى هذا الحد؛ توقعنا استقطاب ضحك الجمهور، لكنه ضحك مع تصفيق واندماج لم أتوقعهما، وهو أمر أسعدني كأحد صناع الفيلم، عموماً الاختبار الحقيقي لدى الجمهور الذي سيشتري التذاكر لمتابعة العمل في  الصالات التجارية.

كيف شاركت في الكتابة؟

في البداية طلب مني المخرج تولي مهمة كتابته، لكنني لم أكن متفرغاً، فرشحت أشرف حمدي ورضوان خليل، وبعد انتهائهما من النسخة الثالثة طلب مني المشاركة في الكتابة لأن العمل بحاجة إلى تطوير، وكان الوقت يسمح لي فوافقت، وكتبت سبع نسخ من الفيلم.

لم تتعرضوا للأحداث السياسية في سورية عند مرور الأبطال فيها ضمن جولتهم من أبو ظبي إلى بيروت لماذا؟

لأنها ليست موضوع الفيلم وليست هدفاً لدينا، ولم نرغب في وجود جرعة سياسية، بل عرض ما يحدث في هذا البلد  من جانب إنساني بسيط ومختصر، على مدى 12 دقيقة، ثم لا يحتمل الفيلم جزءاً سياسياً.

ماذا عن مشاركتك في الإنتاج مع الإماراتيين؟

عرض عليّ المخرج علي مصطفى المشاركة في الإنتاج، من خلال التمويل الذي حصلنا عليه من الإمارات؛ إذ لا يشترط أن يكون المنتج هو نفسه المموّل.

كيف تقيّم  مشاركة جهات إنتاجية متعددة الجنسية في عمل سينمائي واحد؟

هذه الطريقة معمول بها في الخارج و80% من الإنتاج العالمي مشترك، ويتعاون العالم العربي إنتاجياً على هذا النحو، لكننا كمنتجين مصريين ننغلق على أنفسنا قليلاً، عموماً يتوقف هذا التعاون على القصة ومدى ملاءمتها لتكون إنتاجا مشتركاً أو إنتاجاً محلياً فحسب.

هل إنتاجك لفيلم من بطولة مجموعة من الشباب الجدد مغامرة؟

مغامرة كبيرة بالطبع، لذا استعنّا بنجوم كضيوف شرف، لكنني مقتنع بأن الفيلم الجيد، إذا أجيدت كتابته وقدّم بشكل مناسب، مع دعاية جيدة له، سينجح في الوصول إلى الجمهور، وقد يكون لهؤلاء النجوم دور مساعد في الترويج له.

لماذا لم تستعينوا بهم في البطولة ؟

لأن الأدوار الرئيسية مكتوبة لثلاثة شباب في منتصف العشرينيات، وبالطبع كان من الصعب إيجاد نجوم بهذه المواصفات، لذا استعانتنا بنجوم شباك التذاكر كانت ستأتي على حساب التضحية بالقصة وفكرة العمل.

ألا ترى أن استغراق الكتابة مدّة سنتين والتنفيذ سنتين أخريين طويلة؟

طويلة بالنسبة إلينا لأننا كنّا نعمل بشكل يومي، لكننا كنّا نبحث، في الوقت نفسه، عن مواقع مناسبة للتصوير، برأيي أربع سنوات في عُمر فيلم ليست طويلة، صحيح أن ثمة أعمالا  تنجز في ستة أشهر، لكن معروف أن ثلاث  سنوات، متوسط الزمن المناسب لتقديم فيلم، بالتالي إن زاد عاماً آخر فهذا ليس مبالغاً فيه.

بين الإنتاج وكتابة الأفلام كيف تنسق مواعيدك؟

ليس الأمر صعباً، عادة لا تكون لدي رغبة في الكتابة والإنتاج للعمل نفسه، ولا أقوم بذلك إلا إذا شعرت بأن لدي ما يمكن إضافته للفيلم، فمثلاً ظروف {من الألف إلى الباء} دفعتني لأصبح كاتباً ومنتجاً له.

من خلال متابعتك للمواسم السينمائية كيف تقيّم حال السوق السينمائي؟

 الإيرادات مبشرة ومطمئنة، إنما لا أريد أن يطمئن الناس بدرجة كبيرة، لأن أي فيلم لن يحقق ما حققت أفلام مثل {الجزيرة2}، {الفيل الأزرق}، و{الحرب العالمية الثالثة}، فالثلاثة حالات نادرة، ولكل واحد ظروف استثنائية وخريطة توزيع بشكل معين.

ما العوامل التي ساهمت في نجاحها؟

الإنفاق الإنتاجي الضخم عليها، إلى جانب قصتها الممتعة والمسلية والمشوقة، والمزودة بإبهار عظيم، فضلاً عن أبطالها، علماً بأن هؤلاء في حال قدموا أفلاماً أخرى قد لا تجد النجاح نفسه، فيما قد ينجح ممثل شاب، لأن الجمهور يقبل على الفيلم وفقاً لفكرة المتعة وإنتاجه الذي لا يستخف بعقل المتفرج؛ فالأبطال عامل مهم لكنه ليس الوحيد.

ما جديدك؟

 نصور فيلم {قبل زحمة الصيف} للمخرج محمد خان مع شركتي إنتاج أخريين، وسيُعرض العام المقبل، إلا أننا لم نحدد إذا كان سيُعرض جماهيرياً أم تجارياً أولاً، وهو من بطولة هنا شيحة وأحمد داود.

back to top