الشغب يتراجع في فيرغسون... ويوم غضب ثانٍ في عدة مدن

نشر في 27-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 27-11-2014 | 00:01
سرقة متاجر في أوكلاند وتظاهرات في كليفلاند احتجاجاً على مقتل «فتى السلاح الزائف»
تواصلت التظاهرات في الولايات المتحدة في قضية الشاب الأسود مايكل براون، وتراجع الشغب في ضاحية فيرغسون بمدينة سانت لويس التي شهدت حادثة قتل براون على يد الشرطي دارين ويلسون.

تواصلت التظاهرات لليوم الثاني على التوالي في مناطق عدة من الولايات المتحدة، تنديدا بقرار هيئة المحلفين الذي صدر مساء الاثنين الماضي بعدم ملاحقة الشرطي الأبيض دارين ويلسون الذي قتل في 9 أغسطس في مدينة فيرغسون في مقاطعة سانت لويس بولاية ميزوري، الشاب الأسود مايكل براون (18 عاماً).

الشغب يتراجع

وشهدت فيرغسون تظاهرات ليل الثلاثاء- الأربعاء لليوم الثاني على التوالي، وقال قائد شرطة مقاطعة سانت لويس، جون بلمار، أمس: «بشكل عام كانت الليلة أفضل كثيراً» من سابقتها، وذكر أن عمليات الإحراق العمد وإطلاق النار كانت محدودة للغاية، وأن الأعمال الخارجة عن القانون اقتصرت على جماعة صغيرة نسبياً.

ورغم الوجود العسكري المكثف في فيرغسون، فقد أحرقت سيارة شرطة قرب مجلس البلدية مع حلول الظلام، واستخدمت الشرطة قنابل الدخان والمسيلة للدموع لتفريق المحتجين.

وتجمّع في وقت لاحق متظاهرون قرب مركز الشرطة واشتبكوا مع الضباط الذين استخدموا ضدهم رذاذ الفلفل، وقام المتظاهرون بتحطيم واجهات المتاجر الزجاجية أثناء فرارهم، بعد أن صدرت لهم أوامر بالتفرق.

لكن أعداد الحشود كانت أقل كثيرا من يوم الاثنين حين أضرم المحتجون النار في أكثر من متجر وشركة، وتعرضت متاجر أخرى للنهب، بينما أخذ المتظاهرون يلقون الحجارة ويطلقون أعيرة نارية من حين لآخر على الشرطة التي ردت باستخدام كثيف للقنابل المسيلة للدموع.

2200 عنصر

وانتشر مساء أمس الأول 2200 من الحرس الوطني الأميركي في فيرغسون لمساعدة الشرطة في السيطرة على الاحتجاجات التي اتخذت منحى عنيفا ليل الاثنين ـ الثلاثاء، حيث تعرضت الشرطة لإطلاق نار، وأحرق 12 مبنى وعشرات السيارت.

وكان حاكم ميزوري، جاي نكسون، كشف أمس الأول أن عدد عناصر الحرس الوطني سيتضاعف ثلاث مرات في فيرغسون موضحاً: «سوف ينتشر بالإجمال 2200 من الحرس الوطني في المنطقة. تجب حماية الأرواح والممتلكات».

وانتشر العسكريون خصوصا في أماكن رئيسية مثل مركز شرطة المدينة التي يبلغ عدد سكانها 21 الف نسمة.

كليفلاند

وفي كليفلاند (أوهايو، شمال) سار متظاهرون أمس الأول احتجاجا على مقتل فتى في الثانية عشرة في نهاية الأسبوع على يد شرطي بينما كان يحمل سلاحا زائفا.

كذلك نزل مئات المتظاهرين الى شوارع بوسطن وفيلادلفيا (شرق) أو ناشفيل (جنوب). وأحصت شبكة التلفزة «سي إن إن» تجمعات في 170 مدينة أميركية.

ومعظم هذه التجمعات سلمية، لكن تخلل بعضها قطع طرق سريعة مثلما حصل في لوس انجليس أو أوكلاند على الساحل الغربي.

واستخدمت الشرطة في بعض الأحيان الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، مثلما حدث في دنفر أو بورتلاند.

وتمدد كثيرون ارضا لقطع مفارق طرق وخاصة في لوس انجليس، حيث تذكر قضية مايكل براون بقضية رودني كينغ الذي تعرض للضرب المبرح على يد اربعة شرطيين تمت تبرئتهم، ما أثار اضطرابات في العام 1992.

وقال سيماجي يونغ اثناء مسيرة نحو مقر الشرطة في لوس انجليس، حيث تجمع حشد متعدد الأجيال والأعراق من أربعمائة شخص تقريبا، «سئمت من رؤية الأقليات تواجه ظلم الشرطة».

أوكلاند ونيويورك

ونهب محتجون في مدينة أوكلاند بكاليفورنيا متاجر وعرقلوا حركة السيارات أمس أثناء تظاهرة احتجاجية.  

واعتقل عدة أشخاص مساء أمس الأول في نيويورك خلال اليوم الثاني من التظاهرات المنددة بالقرار. وسار مئات من المتظاهرين في شوارع نيويورك في تجمعات مختلفة.

وبالرغم من أن المتظاهرين كانوا هادئين ولم يقوموا بأعمال عنف، فإن اثنين من قادة التجمعات اعتقلا لقيامهما بعرقلة حركة المرور في حي «تايمز سكوير» وحي «لينكولن تانيل» الذي يصل مانهاتن بـ «نيو جيرسي».

وقال متحدث باسم شرطة نيويورك إن «عددا من الاشخاص اعتقلوا. ليس لدينا بعد الأرقام الصحيحة»، ولم يعط مزيدا من التفاصيل.

وسارت مجموعة أخرى من المتظاهرين في شارع «يونيون سكوير» بجنوب مانهاتن قبل أن تسلك عدة شوارع هربا من الشرطة.

وكان بين المتظاهرين طلاب من جامعة نيويورك وأعضاء من حزب البيئة في بروكلين، وكذلك من جمعيات يسارية وفوضوية.

أوباما

وندد الرئيس الأميركي باراك اوباما بشدة، أمس الأول، بأعمال العنف التي وقعت في فيرغسون.

وقال في خطاب القاه في شيكاغو هو الثاني الذي يتطرق فيه الى قضية براون «حرق المباني وإضرام النار في السيارات وتدمير الممتلكات وتعريض الناس للخطر، لا يوجد أي مبرر لذلك، إنها أعمال إجرامية»، مضيفا أنه لا يتعاطف أبدا مع الذين يدمرون مناطقهم.

وأوضح «هناك وسائل بناءة للتعبير عن الإحباط»، مقرا بوجود شعور قوي لدى العديد من الفئات بأن القوانين لا تطبق دائما بنفس الطريقة وبشكل عادل.

وقال أوباما ايضا «لم أر أبدا أي نتيجة لمشروع قانون حول الحقوق المدنية او الصحة او الهجرة، لأن سيارة قد أحرقت». وأضاف «هذا الأمر حصل لأن الناس صوتت وحشدت صفوفها وتنظمت وبحثت عن أفضل الردود السياسية لحل المشكلات».

(واشنطن ـ أ ف ب،

روتيزر، د ب أ)

الشرطي ويلسون: ضميري مرتاح

أعلن الشرطي الأميركي الأبيض دارين ويلسون، الذي قتل مطلع أغسطس الشاب الأسود مايكل براون في فيرغسون، أمس الأول، أن ضميره مرتاح، وأنه كان ليتصرف بنفس الطريقة مع شاب أبيض.

وقال ويلسون الذي تحدث لأول مرة للإعلام منذ حصول المأساة، إنه في التاسع من أغسطس خاف أن يقتل قبل أن يستعمل للمرة الأولى سلاحه ويطلق 12 رصاصة باتجاه براون البالغ من العمر 18 عاما. وأضاف «السبب بأن ضميري مرتاح هو أنني قمت بعملي بشكل جيد». وأوضح «لا أعتقد أن هذا الأمر سوف يقلقني. سيبقى شيئا حصل معي».

وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان قد تصرف بنفس الشيء مع شاب أبيض، أجاب الشرطي «نعم من دون شك». ووصف براون بأنه رجل قوي يشبه المصارع هوغ هوغن، مشددا على أنه هجم عليه وكان يريد قتله.

(فيرغسون- أ ف ب)

back to top