170 قتيلاً في الرقة... وبوتين يلتقي المعلم لأول مرة

نشر في 27-11-2014 | 00:09
آخر تحديث 27-11-2014 | 00:09
No Image Caption
● لافروف: سنواصل دعم الأسد    

● أردوغان يندد بـ «وقاحة» واشنطن     

● المعارضة تعيد المياه إلى دمشق

تلقت المبادرة الروسية الهادفة إلى إعادة إحياء الحل السلمي في سورية ضربة شديدة القوة مع إقدام نظام الرئيس بشار الأسد على تنفيذ مجزرة مروعة في الرقة راح ضحيتها أكثر من 170 قتيلاً أغلبهم من المدنيين.

وسط حالة من الصدمة والذعر، ارتفع عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ "داعش" إلى 170 قتيلاً معظمهم من المدنيين.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إصابة أكثر من مئة جريح حالة العديد منهم حرجة في الهجوم الذي استخدمت فيه مقاتلات النظام الصواريخ الفراغية، موضحاً أن أكثر من 10 غارات استهدفت المستودع الأصفر شمال الرقة والمنطقة الصناعية (حارة الصواحين) في الجهة الشمالية الشرقية وحي اﻟﻤﺸلب. وأضاف المرصد أن الهجوم الدامي شمل منطقة جامع الحني المكتظ بالسكان وسط المدينة ما أدى إلى سقوط مئذنة الجامع، إضافة إلى هدم أكثر من عشرات المنازل منطقة نزلة المتحف وغيرها.

مساع روسية

وفي ظل تصاعد التوتر على الأرض والذي فاقمته هذه المجزرة، لن تحقق على الأرجح الجهود الروسية الجديدة لإجراء محادثات سلام بشأن سورية تقدما لأن موسكو ترفض المعارضة والغرب يدعو إلى خروج الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة بسرعة. ومع تراجع نفوذها في الشرق الأوسط وتأزم علاقتها بالغرب على نحو متزايد بسبب الصراع في أوكرانيا، تحاول موسكو إعادة اطلاق المحادثات السورية بعد انهيارها في جنيف في فبراير. ووصل الى موسكو أمس وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعدما زارها الشيخ معاذ الخطيب الزعيم السابق للمعارضة السورية في وقت سابق هذا الشهر.

زيارة المعلم

واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الأولى وزير الخارجية السوري، في لقاء مخصص لبحث سبل تحريك عملية السلام في روسيا، واكتفى الكرملين بالقول إن اللقاء تم في المقر الرئاسي في سوتشي، على ضفاف البحر الأسود، "وتناول العلاقات الروسية السورية".

وعقب اجتماعه مع المعلم، قال وزير الخارجية الروسي إن موسكو ودمشق تتفقان على أن "الإرهاب" هو التهديد الرئيسي للاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدا أن روسيا "ستواصل دعم سورية في مواجهة هذا التهديد".

وأوضحت الخارجية الروسية أن مباحثات لافروف والمعلم تركزت على ضرورة العودة إلى أطر مجلس الامن لمعالجة الأزمة، على أساس احترام مبدأ سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مشددة على أهمية أفكار طرحها المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي مستورا بشأن تحقيق مصالحات محلية والتحرك قدما لتحقيق تسوية شاملة.

في المقابل، ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس بـ"وقاحة" الولايات المتحدة في الأزمة السورية، قائلا خلال تطرقه إلى مطالب واشنطن من تركيا في مجال محاربة "داعش"، أمام مجموعة من رجال الأعمال في أنقرة، "أود أن تعلموا اننا ضد الوقاحة والمطالب اللامتناهية".

وفي مؤشر على عمق الخلافات بين الحلفين، بعد زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تركيا، تساءل أردوغان: "لماذا يقطع شخص ما مسافة 12 الف كلم ليأتي ويبدي اهتمامه بهذه المنطقة؟".

الخطيب في موسكو

وزار الرئيس السابق لائتلاف المعارضة معاذ الخطيب موسكو لإجراء محادثات في وقت سابق هذا الشهر، كشف بعدها عن اقتراح موسكو استضافة مؤتمر لدفع المحادثات، مبيناً أنه حضر الاجتماع مع ضابطين كبيرين سابقين في الجيش السوري انشقا في وقت سابق من الحرب إلى جانب دبلوماسي سوري سابق ومبعوث ائتلاف المعارضة في الدوحة.

وقال الخطيب، لوكالة رويترز، إن روسيا لم تقدم أي شيء لكنها "استمعت إلينا واستمعنا إليها"، داعياً الأسد مجددا إلى التنحي عن السلطة لأن "سورية لا يمكنها الوقوف على قدميها مجدداً في ظل وجوده". وذكر مصدر سياسي لبناني مقرب من دمشق أن "المعلم سيستمع لما يريد الروس قوله ثم ستكون لدينا فكرة أوضح عنه"، مشدداً على أنه "لا أحد مستعدا للحديث عن رحيل الأسد وأسرته ونظامه لا يشعر بضغوط لتقديم تنازلات".

تمديد المساعدات

من جهة أخرى، طلبت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس من مجلس الأمن أمس الأول تمديد قرار السماح بعبور قوافل المساعدات حدود سورية انطلاقاً من تركيا والأردن والعراق والذي سينتهي في يناير.

إقرار الميزانية

إلى ذلك، أقر مجلس الشعب السوري أمس الأول قانون الموازنة العامة للدولة لعام 2015 بنحو 1554 مليار ليرة سورية (7.7 مليارات دولار)، بحسب وكالة الانباء الرسمية (سانا).

وبلغت اعتمادات العمليات الجارية 1144 مليار ليرة (5.7 مليارات دولار) بزيادة قدرها 134 مليار ليرة عن العام الماضي.

وخصص نحو 63 في المئة من الميزانية اي ما يقارب 983.5 مليار ليرة سورية (4.9 مليارات دولار) للدعم الاجتماعي مقابل 615 مليار ليرة (3.07 مليارات دولار) الموافقة لـ 45 في المئة من ميزانية عام 2014.

إعادة المياه

في غضون ذلك، توصل مقاتلو المعارضة إلى اتفاق مع النظام في منطقة عين الفيجة وبعض مناطق وادي بردى التي تزود العاصمة دمشق بمياه الشرب، وذلك بإعادة فتح المياه لتصل إلى دمشق بعدما قام الثوار بقطعها في وقت سابق، رداً على تعرض منطقة الفيجة ووادي بردى لقصف عنيف من قبل النظام خلال الأيام الماضية، في محاولة جديدة منه لاقتحامها.

وبحسب ما نقله موقع "كلنا شركاء"، اشترط الأهالي على النظام وقف القصف والقنص والحملة الشرسة على وادي بردى، وانسحاب جيش النظام من مواقعه داخل المدينة، إضافة إلى الإفراج عن المعتقلات في سجون النظام، وفك الحصار عن قرى وادي بردى.

مواجهات جوبر

في المقابل، قالت "شبكة سورية مباشر" إن قوات الأسد خاضت أمس مواجهات ضارية مع كتائب المعارضة في محيط حي جوبر بدمشق حيث عمدت الأخيرة إلى تفجير نفق جديد للنظام على جبهة النشار.

وامتدت المواجهات إلى عدة مناطق في ريف العاصمة، بحسب الشبكة، التي أشارت إلى أن النظام قصف بصواريخ أرض- أرض زبدين في الغوطة الشرقية بالتزامن مع محاولة للتقدم إلى داخل البلدة.

كوباني وحمص

وفي كوباني، نفّذ "داعش" هجوماً ليلياً على "وحدات حماية الشعب" الكردية في المنطقة الواقعة بين مبنى البلدية وساحة آزادي، تلته اشتباكات دامية استمرت لما بعد منتصف ليل الثلاثاء– الأربعاء، أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 5 عناصر من التنظيم. ووفق المرصد، فإن "وحدات الحماية" ردت بهجوم مماثل على مواقع "داعش" في الجبهة الجنوبية لكوباني سبقته غارات نفذتها طائرات الائتلاف على الأحياء الشرقية قابلها التنظيم بما لا يقل عن 12 قذيفة.

وفي حمص، أعلن "داعش" مساء أمس الأول أحد أبناء الأقلية الإسماعيلية بتهمة الردة. وقال التنظيم المتطرف، في بيان بثته مواقع الكترونية جهادية، إن "شرطة ولاية حمص أقامت حد الردة بحق إسماعيلي مرتد" مشيراً إلى أن عملية تنفيذ الحد تمت أمام "جمع من المسلمين".

وفي مدينة عربين قرب دمشق قامت "جبهة النصرة" بإعدام شاب رمياً بالرصاص بتهمة سب الرسول صلى الله عليه وسلم.

(دمشق، موسكو، نيويورك- أ ف ب، د ب أ، رويترز)

back to top