أميرة فتحي: دوري في {ألوان الطيف} يشبه شخصيتي الحقيقية

نشر في 27-11-2014 | 00:02
آخر تحديث 27-11-2014 | 00:02
No Image Caption
بعد غياب سنتين عن الدراما التلفزيونية، تعود أميرة فتحي إلى الشاشة من خلال بطولة مسلسل «ألوان الطيف» الذي ينتمي إلى الأعمال الدرامية الطويلة، ومن المقرر عرضه في يناير المقبل.
حول كيفية اختيارها أدوارها، وأسباب غيابها ودورها في المسلسل الجديد، ورأيها في الدراما الطويلة كان الحوار التالي معها.
ما سبب غيابك عن الدراما التلفزيونية؟

رغبة مني في أن يكون لحضوري هدف ومعنى ضمن أعمال درامية مهمة وليس لمجرد إثبات الحضور، فقد تجاوزت هذه المرحلة منذ زمن. راهناً أختار أدواري بحرص حتى لا أضيع المجهود الذي بذلته لتحقيق اسم ومكانة، وفي الوقت نفسه لا أعتبر أنني تغيبت كثيراً، فآخر أعمالي كان مسلسل «ابن النظام» مع هاني رمزي، عموماً أنا سعيدة بأن الجمهور يرغب في مشاهدتي على الشاشة باستمرار.

لماذا اخترت «ألوان الطيف» للعودة من خلاله؟

جذبني بشكل غير طبيعي، في ظل الإحباط الذي أصابني في الفترة الماضية لعدم إعجابي بأي عمل عرض علي، وعندما تلقيت حلقاته في الصباح باشرت مطالعته على الفور، ومع المساء وصلت إلى الحلقة 17 منه، نظراً إلى أحداثه الشيقة المتتابعة.

حدثينا عن دورك فيه.

أجسد شخصية «عالية» فتاة تسكن في منطقة شعبية، وهي كادحة في الحياة وتعمل لتبني مستقبلها، وتغير وضعها المادي.

كيف تقيّمينها؟

لفتتني هذه الشخصية  لأنها جديدة ولم يسبق لي تقديمها في الدراما، ثم لديها مبادئ وأخلاق عالية وانتماء للحارة، رغم تحسن مستواها في الجزء الثاني من الحلقات، فضلا عن أنها ليست طيبة تماماً؛ فأنا لا أحب الشخصيات الطيبة في المطلق أو المثالية من دون حساب، وهذه من الأمور التي آخذها على بعض كتاب الدراما، فهم إما يكتبون شخصيات شريرة للغاية أو طيبة بشكل مبالغ فيه. أما  «عالية» فتتعرض لمواقف عدة تجعلها شريرة ولكن تجاه نفسها وليس تجاه المحيطين بها، فهي أكثر بطلات «ألوان الطيف» طيبة.

هل اخترت بنفسك هذه الشخصية أم رشحك المنتج لها؟

كلاهما معاً؛ الطريف أن المنتج ممدوح شاهين أعطاني السيناريو وغادر من دون أن يعلمني بالشخصيات التي رشحني لتجسيدها، وبعدما انتهيت من القراءة تحدثت إليه وإلى المخرج لأعرف الدور الذي أسنداه إلي،  فأخبراني أنني سأجسد شخصية  «عالية»، استغربت لأنني في داخلي تمنيت ذلك، فهي اخترقت قلبي منذ قراءة تفاصيلها في المرة الأولى، حتى أنني لم أقارن بينها وبين باقي الشخصيات، لكنها جذبتني لأنها تشبه شخصيتي الحقيقية.

ما الرسالة التي يقدمها المسلسل  للجمهور؟

يقدّم نموذجاً حقيقياً وواقعياً للفتاة الشعبية في هذا الزمن؛ منذ فترة تقدّم الدراما السلبيات في المجتمع وتبتعد عن تصوير القيم والمبادئ والأخلاق، فيما في  المسلسل نقدم أموراً إيجابية عن الحارة وأهلها، وهو بمثابة رسالة للجمهور وللعقل الباطن لديه بأن يعود مثلما كان  في الماضي، أتمنى أن  يحدث المسلسل فرقاً إيجابياً في المجتمع.

هل يتوجب على الدراما تقديم حل للمشكلات التي تناقشها؟

ليس حلاً، لكن مثلما تقدم نموذجاً سلبياً عليها تقديم نموذج آخر إيجابي، لا يجوز تناول السلبي طوال الوقت، لأن من شأن ذلك السيطرة على العقل الباطن للمشاهد، على سبيل المثال كثرة الأصدقاء الذين يبثون طاقة سلبية للفرد تجعله مثلهم، لذا يجب أن تصدّر الدراما للمجتمع طاقة إيجابية، صحيح أن ثمة أموراً سلبية، لكن ليست هي الغالبة، وأنا ضد سيطرتها على الدراما.

هل يعني ذلك أن ثمة أعمالاً درامية أثرت سلباً على المجتمع؟

بالطبع، لكنني لا أقصد تقديم إيجابيات دائماً بل الموازنة في الطرح بين الإيجابي والسلبي، ولا أفهم تركيز صنّاع الدراما على أن العمل الشعبي يجب أن يتمحور حول  العشوائيات، رغم أن مصر فيها مناطق كثيرة متميزة، فمثلاً، في المسلسل التركي «نساء حائرات» قُدمت الحارة الشعبية بشكل أنيق، مع أن تركيا تزخر  بِحَوَارٍ وفقر ومصائب، لكن الأتراك يصدّرون، دائماً، صورة جميلة لبلدهم لتنشيط السياحة وفي الوقت نفسه بث طاقة إيجابية للجمهور.

كيف تقيّمين  فكرة البطولة الجماعية؟

منذ فترة طويلة وأنا مؤمنة بها، لأنها كانت موجودة قديماً، وتابعنا نجوماً كثراً يقدمونها، لكل واحد منهم بريق ويفرح المشاهد بهذا الجمع. كممثلة أحب الأعمال الجماعية لأنها تدفع المشاركين فيها إلى إبراز قدراتهم التمثيلية، وهي في رأيي أفضل من البطولة المطلقة، لأن البطل لا يقدم الحلقات كلها بمفرده، بل بالتعاون مع نجوم آخرين، ومن النماذج الناجحة للبطولة الجماعية فيلم «واحد صفر» الذي أعشقه.

هل تدفع هذه البطولة الفنانة لتصبح في مركز متقدم عن أدوار السنيدة للرجل؟

لا علاقة بين الأمرين، ولم نعد نعاني هذه الأزمة في الدراما، إذ أصبح لدينا بطلات، تفوقن على النجوم الرجال، وأسهمهن مستمرة في الصعود، ولكن أحياناً تقدّم بطولات تلفزيونية جماعية نسائية تتميز فيها ممثلة واحدة تصبح هي البطلة في ما بعد وتتولى  البطولة المطلقة، عكس الحال في السينما، فلا  وجود لنجمة شباك تذاكر، ربما يرجع ذلك إلى وضع السينما غير المستقر حالياً.

لماذا تحقق الدراما النسائية نسبة مشاهدة مرتفعة؟

لأن الجمهور يعيشها ولا يخلو منزل من فتاة تعيش مثل هذه القصص والمشكلات المتناولة في هذه الأعمال، وتجد فيها المرأة  واقعاً لها أو ظروفاً مماثلة لتلك التي واجهتها في حياتها.

ما رأيك في فكرة طرح الأعمال الدرامية خارج موسم رمضان؟

أؤيدها، برأيي لا يمكن لصاحب البضاعة تحقيق مكسب إذا كان المحل المجاور له يقدم البضاعة نفسها، بمعنى أن تقديم المنتجين لأعمالهم في الموسم نفسه قد يتسبب في خسارة وظلم لبعضهم، لذا وجود موسم جديد سيفتح المجال للجميع، وعلينا الخروج من قيود المواسم في السينما أيضاً.

هل المشاركة في الدراما الطويلة مرهقة بالنسبة إليك كممثلة؟

بالطبع، أبذل فيها مجهوداً مضاعفاً، فهو أشبه بتقديم مسلسلين في مسلسل واحد، ثم قد لا تشعرني الكتابة الجيدة بملل خلال فترة تصويري للـ 60 حلقة، لأن أحداثها مثيرة وخالية من الحشو لتحقيق مشاهدة  مستمرة.

اعتذرت منذ فترة عن بطولة مسرحية... هل ترفضين تقديم مسرحيات حالياً؟

أعشق الوقوف على خشبة المسرح، وأول عمل قدمته كان في مسرح الدولة، لكن يمرّ المسرح حالياً بظروف إنتاجية صعبة، شخصياً لا أعترض على تقديم مسرحيات وأتمنى أن يعود المسرح إلى أزهى عصوره من جديد.

ما معايير اختيارك لأدوارك؟

أكثر ما يعنيني أن أشعر بالسيناريو وبتفاصيل الأحداث وليس بدوري فحسب، كما حدث مع سيناريو «ألوان الطيف» الذي طالعته بشكل كامل لمتابعة التطورات في كل شخصية، إذ قد يكون دوري جيداً فيما أحداث المسلسل سيئة.

وما جديدك؟

أطالع مشروعات درامية لم أحدد موقفي منها لغاية الآن، فضلا عن مشروع فيلم لكنه متوقف منذ فترة لأسباب إنتاجية.

back to top