الولايات المتحدة: شغب وتظاهرات... وشبح العنصرية يعود

نشر في 26-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 26-11-2014 | 00:01
• غضب بعد قرار المحلفين عدم ملاحقة ويلسون • إطلاق نار وحرق مبانٍ في فيرغسون
عاد شبح العنصرية ليظهر مجدداً في الولايات المتحدة، حيث اندلعت أعمال شغب في مدينة فيرغسون بعد قرار القضاء إخلاء سبيل شرطي أبيض قتل شاباً أسود في أغسطس الماضي. 

نزل آلاف الأميركيين الى الشوارع في جميع انحاء الولايات المتحدة من فيرغسون وسياتل الى نيويورك مرورا بشيكاغو ولوس انجلس ليل الاثنين ـ الثلاثاء إثر قرار القضاء عدم ملاحقة الشرطي الأبيض دراين ويلسون الذي قتل الشاب الأسود مايكل براون (18 عاما) بالرصاص في فيرغسون في ستنت لويس بولاية ميزوري في اغسطس الماضي، في حادثة اتخذت ابعاداً عنصرية.

وأثار مقتل براون الجدل مجددا حول موقف قوات الامن والعلاقات العرقية في الولايات المتحدة بعد 22 عاما على قضية رودني كينغ والاضطرابات التي وقعت في لوس انجلس بعد تبرئة اربعة شرطيين بيض صُوروا وهم ينهالون بالضرب على الرجل الاسود.

عدم كفاية السبب

وبعد ثلاثة أشهر من المداولات، أعلن مدعي دائرة سانت لويس أمس الأول أن الشرطي ويلسون لن توجه اليه التهم بعدما خلصت هيئة المحلفين الى أنه تصرف بموجب الدفاع المشروع عن النفس بعد حصول مشادة بينه وبين براون.

وقال المدعي روبرت ماكولوخ إن أعضاء هيئة المحلفين الـ12 (تسعة بيض وثلاثة سود) أجروا تحقيقا كاملا ومعمقا، مضيفا أنه "لا يوجد سبب كاف لإطلاق ملاحقة قضائية ضد ويلسون".

وشدد على أن "واجب هيئة المحلفين هو الفصل بين الوقائع والخيال" مذكرا بانهم استمعوا الى 60 شاهدا وتفحصوا مئات الصور واستمعوا الى افادات ثلاثة اطباء شرعيين.

عائلة براون

من ناحيتها، اعربت عائلة الضحية براون عن شعورها بـ "الإحباط العميق لأن قاتل ابننا لن يواجه عواقب أعماله "، الا انها ناشدت المتعاطفين معها "الاحتفاظ بالطابع السلمي للاحتجاجات"، مشيرة الى أن "الرد على العنف بالعنف ليس هو رد الفعل المناسب". وقال احد محامي العائلة تعليقا على القرار القضائي إن هنالك خللا ما في النظام يجب اصلاحه.

أوباما

ووجه الرئيس باراك اوباما من البيت الابيض نداء دعا فيه الى الهدوء، وقال: "نحن امة تقوم على احترام القانون"، داعيا جميع الذين يعارضون قرار القضاء الى التعبير عن معارضتهم بطريقة سلمية.

وقال أوباما وهو أول رئيس أميركي ينحدر من أصول إفريقية: "ثمة حاجة لنقبل أن هذا القرار هو من صميم عمل هيئة المحلفين الكبرى". وإذ أقر بـ"وجود مشاعر عميقة من عدم الثقة بين كثير من الأقليات والشرطة المحلية"، دعا الرئيس الأميركي المسؤولين إلى "المساعدة على بناء علاقات أفضل مع التجمعات السكانية التابعة لهم"، كما حث قوات الأمن على ضبط النفس، محذراً من محاولة إخفاء المشاكل المرتبطة بالعنصرية في الولايات المتحدة، داعيا الى معالجتها.

وذكر وزير العدل الأميركي اريك هولدر أن التحقيق الفدرالي مستمر، وقال في هذا السياق: "التحقيق مستقل عن التحقيق المحلي منذ البداية وسيبقى كذلك"، مؤكدا ان السلطات الفدرالية تمتنع عن استخلاص "نتائج متسرعة".

شغب في فيرغسون

واشتعلت اعمال العنف والشغب في فيرغسون فور اعلان القرار، وتعرضت عناصر الشرطة لحوادث اطلاق نار ورشق بالحجارة وغيرها من المقذوفات، واضرم المتظاهرون النيران في 12 مبنى، وفق ما اعلن قائد شرطة مقاطعة سانت لويس جون بلمار في مؤتمر صحافي. وقال بلمار انه احصى 150 طلقة نارية لكن الشرطة لم ترد ولم يسقط اي قتيل. وطلب حاكم ميزوري جاي نيكسون تعزيزات اضافية من الحرس الوطني لمساعدة الشرطة.

احتجاجات متفرقة

وفي نيويورك، توجه مئات المتظاهرين الى ساحة "تايمز سكوير"، حاملين لافتات سوداء كتب عليها "العنصرية تقتل" و"لن نبقى صامتين". وتجمع المتظاهرون أيضاً في ساحة "يونيون سكوير" جنوب مانهاتن، بينما قررت مجموعة ثالثة من المحتجين التوجه الى منطقة هارلم التي يسكنها تاريخياً المتحدرون من أصول إفريقية سيراً على الاقدام.

وفي واشنطن، تجمع بضع مئات من المحتجين أمام البيت الابيض هاتفين "ارفعوا ايديكم لا تطلقوا النار". كذلك جرت تظاهرات في بوسطن وفيلادلفيا ودنفر وسياتل وشيكاغو وسولت ليك سيتي واوكلاند ولوس انجلس.

(واشنطن، فيرغسون ــ

أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top