معركة رابحة أم حرب خاسرة؟

نشر في 26-11-2014
آخر تحديث 26-11-2014 | 00:01
 د. ندى سليمان المطوع عادت البيروقراطية وبقوة لحياتنا اليومية، فطغت على جهودنا المبذولة لتحفيز الفكر الاستراتيجي والتنموي، وأعادتنا كما تفعل دائما إلى المربع الأول، أقول ذلك بعد ردود الفعل الناتجة عن أداء المنتخب الكويتي الذي ما إن ربح المعركة الأولى حتى خسر الحرب الرياضية الإقليمية الخليجية، الأمر الذي أعادنا إلى استكمال الأفكار التي طرحت قبل عدة أيام في شأن الاختناق البيروقراطي الذي التهم النجاح والإبداع، وحوّله إلى تصريحات معلبة لا أكثر، فدعونا في هذا الشأن نستكمل التفكير بصوت مسموع.

• أولاً: لم تنجح الجهود التربوية في تجديد البيئة التعليمية وتطويرها حتى الآن رغم المؤتمرات التي عقدت، فهل عجزت الكوادر التعليمية عن تقديم مناهج متجددة أو القيام بدراسة نقدية لاختبار مفاصل الضعف لدى المدارس الحكومية؟ فمازلنا نفاجأ برسوب خريجي المرحلة الثانوية "الحكومية" بامتحانات اللغة الإنكليزية والرياضيات التي تطرحها الجامعات الخاصة والأجنبية، وما إن كتبنا التوصيات للتربية ولجانها وطلبنا الفزعة لإنقاذ أبنائنا من التدهور بالرياضيات حتى وجدناها فزعة رياضية من نوع آخر، فزعة لا تنتفض إلا لرياضة كرة القدم.

• ثانيا: ابتعدت بعض المؤسسات الإعلامية ضمن القطاع الخاص رغم مغريات التوطين والتمكين عن التكدس الإداري، واستطاعت أن تكرس نجاحاً في البرامج النسائية والشبابية بشكل جاذب، متضمناً رسالة إعلامية سليمة وواقعية، بل نجحت في بناء كوادر تدريبية في حدود ميزانيتها أيضا، فماذا ينتظر الإعلام الرسمي؟ ولماذا تلتهم ميزانيته المصروفات الضخمة رغم الإنتاجية الضعيفة؟ مجرد سؤال!

• ثالثا: هل فقدت الساحة السياسية المساءلة البرلمانية الموضوعية؟ وهل لغياب لجان التحقيق "الفعالة "أثر في العلاقة بين السلطتين؟ تلك العلاقة مرت في السنوات الأخيرة بمراحل متباينة متأرجحة مرارا وتكرارا، فانتقلت من حقبة الهيمنة التي تمت بترك الساحة لكتلة برلمانية واحدة استهدفت الحكومة بوزرائها موجهة سهامها للضعفاء من الوزراء أولا، ثم انتقلت العلاقة إلى الموازنة مع الكتل البيروقراطية التي أولويتها إتمام المجلس سنواته الأربع وإبعاد شبح الحل، "فلا طبنا ولا غدا الشر".

• رابعاً: في الوقت الذي يسعى السفراء من الدول الآسيوية إلى الترويج للمشاريع الشبابية الناجحة وانتهاز الفرص للحديث عن دراسات الجدوى الاقتصادية الإيجابية، وتفعيل دور الملاحق التجارية والاقتصادية... نتأمل من سفرائنا "المبادرة" والفكر الابتكاري لإيجاد الطريقة المثلى لتحفيز أصحاب الأعمال المتوسطة من الشباب على فتح القنوات التجارية بالخارج، وحرص السفراء أثناء الاحتفال بالأعياد الوطنية على الترويج للشركات الكويتية "الصغيرة والمتوسطة" ومنتجاتها.

 • خامساً: حذرت منظمة الصحة العالمة ومن بعدها وزارة الصحة الكويتية من ارتفاع معدل الكوليسترول لدى الشباب وارتفاع عدد المدخنين بشكل لافت بسبب انتشار أدوات أخرى كالشيشة وغيرها، فكان من المتوقع اتخاذ قرارات لحماية الشباب من السمنة وأمراض الرئة، كإجبار الجمعيات التعاونية على طرح دعوة مطاعم المأكولات الصحية بدلا من مطاعم الوجبات الدهنية السريعة، ومنع التدخين بتاتا في المؤسسات التعليمية والأسواق التجارية، وما حدث هو العكس تماما فمن المسؤول؟

• كلمة أخيرة: تابعت عبر اليوتيوب محاضرة بمركز الدراسات بجامعة هارفارد لسمو الأمير تركي الفيصل ومختصين بالعلاقات الدولية، وقد ظهر شاب أسمر ذو قوام نحيل يجلس في الصفوف الخلفية، ووجه سؤالا لسمو الأمير تركي الفيصل وضيوفه حول الشبكات الإرهابية في المنطقة، فابتسم الأمير تركي ناظرا إليه، فأصبح محط أنظار الحضور من الطلبة، ولم يكن ذلك الشاب إلا الطالب ببرنامج الماجستير صباح محمد الصباح وفقه الله.

• وكلمة أخرى: تابعت أيضا لقاء للمهندسة سمر المسلم بتلفزيون الكويت والتي عرضت برنامجا للتحفيز الذهني عبر الحساب أو الرياضيات البسيطة تستعين به الدول الآسيوية؛ لتحفز الطلبة على إزالة الرهبة من الرياضيات بالإضافة إلى التمرين العقلي، فأتمنى من وزارة التربية استضافتها كمدربة للطلبة والطالبات في المراحل الدراسية المبكرة.

back to top