محمد رياض: {باب الفتوح} يتحدَّث عن علاقة الحاكم بالشعب

نشر في 26-11-2014 | 00:02
آخر تحديث 26-11-2014 | 00:02
No Image Caption
محمد رياض، أحد الفنانين القلائل الذين يعتبرون أن الفن يعني الالتزام، ورسالة لا بد أن تصل إلى الجمهور، لذا يصرّ على احترام الجمهور وتقديم ما يرضى عنه ويضاف إلى تاريخه الفني.
حول عودته إلى المسرح في مسرحية {باب الفتوح} بعد طول غياب وتقييمه للحركة المسرحية ومشاريعه الجديدة كان اللقاء التالي معه.
حدثنا عن «باب الفتوح»

تتناول علاقة الحاكم بالشعب وضرورة ألا يترك بطانة السوء تفصله عن الناس، كذلك تتطرق إلى المؤامرات التي يتعرَّض لها الوطن العربي وضرورة التصدي لها... ونحن بصدد التحضير لها الآن وإجراء البروفات اللازمة لتعرض قريباً.

المسرحية من تأليف الكاتب محمود دياب، إخراج فهمي الخولي، ألحان الموسيقار منير الوسيمي، يشارك في البطولة: النجم الكبير يوسف شعبان، سامي مغاوري، ومجموعة من النجوم الشباب.

ما دورك فيها؟

أؤدي دور أسامة بن منصور، شاب من عامة الشعب محب لوطنه ومدافع عنه، يحاول نقل مطالب الناس إلى الحاكم، في إشارة إلى أن على الحكم الاقتراب من الناس ليكون ناجحاً، وتوفير الراحة لهم من دون البحث عن مصالحه الشخصية، وفضح المخططات التي يدبرها له الأعداء.

وما الذي دفعك إلى الموافقة عليها؟

قد أتغيب عن التلفزيون أو السينما لكن المسرح لا، لأنه الأساس وهو عشقي الأول، بدليل أنني قدمت ثلاثة أعمال مسرحية خلال العامين الماضيين، أهمها «السلطان الحائر» لـ توفيق الحكيم، لذا عندما عرضت عليّ المسرحية لم أستطع الرفض، لأنها تتحدث عن قضايا تمس الوطن العربي وكأنها تقرأ المستقبل، وتحذر من المؤامرات الداخلية والخارجية، أيضاً الوقوف أمام يوسف شعبان متعة وفرصة لا تعوض، فضلاً عن أنني أتعاون للمرة الأولى مع المخرج الكبير فهمي الخولي.

هل ثمة إسقاط مباشر على الأحداث السياسية الحالية؟

بالطبع، من الأساس تعمدنا تقديم هذه المسرحية بالذات لأنها تمس الواقع العربي الحالي، وثمة تماس أو تشابه بشكل مباشر وغير مباشر مع أحداث وقعت في الفترة الأخيرة، ما يضفي الواقعية على المسرحية.

برأيك، هل يتقبّل الجمهور مسرحية تقدم باللغة العربية؟

في الفترة الحالية، لا بد من أن تسير ضد التيار أو ضد السائد، خصوصاً إذا كان السائد هو فن فاسد وسيئ، نحن مسؤولون تجاه المجتمع والناس، وهذه المسؤولية تجعلنا نقدم فناً جيداً ينهض بالمجتمع والفكر، مع ذلك ليست المسرحية جافة، بل فيها إمتاع بصري وسمعي ووجداني، ثم المسرح في الأساس أحد روافد الثقافة المهمة ومن واجبه تقديم فن راقٍ.

ما سبب أزمة المسرح وقلة الأعمال في الفترة الأخيرة؟

يحتاج المسرح إلى مجهود لا يقدر عليه كل فنان، ثم الأجر زهيد مقارنة بالسينما أو الفيديو، لذا لا يعمل في المسرح إلا من يعشقه ويدين له بالفضل، ثم الإدارات التي تعاقبت على المسرح لم تهتم بتقديم أعمال جيدة، فانصرف الجمهور عنه، فضلاً عن أن الأحداث السياسية أثرت سلباً على العروض، لكن الإدارة الحالية أكثر وعياً وأكثر جدية في النهوض بالمسرح، وهو ما انعكس في تقديم أكثر من مسرحية في وقت واحد، وكلها جيدة، ما شجع النجوم على العودة إلى المسرح.

أين أنت من الدراما التلفزيونية؟

في عام 2013 كنت أستعد للمشاركة في عمل تلفزيوني، لكن المنتج تخوَّف من الأحداث السياسية فأجله، وفي العام الماضي حدث الأمر نفسه، لكن انتظروني في رمضان المقبل في عمل جديد جار التحضير له منذ الآن.

كيف تقيّم الدراما التلفزيونية راهناً؟

حدث تغير وتطور في السنوات الأخيرة، سواء في الإخراج أوالكتابة، حتى مستوى التمثيل تطور، وظهرت أعمال أكثر من رائعة، من بينها: «سجن النسا، عد تنازلي، السبع وصايا».

كانت لك تجربة مع أعمال من إنتاج الدولة، برأيك ما سبب فشلها؟

لم يكن الفشل في الإنتاج الحكومي، بل في التسويق والطريقة التي يتمّ بيع الأعمال بها، الأسلوب قديم وعقيم ولا يتناسب مع السوق الدرامي والقنوات الفضائية التي تتحكم فيها قوانين العرض والطلب. ثم تخضع الدراما للوائح وقوانين لم تتغير منذ عشرات السنين، وآن لها أن تتغير الآن، إذا كنا نريد المنافسة مع الإنتاج الخاص ونحقق ربحاً من الأعمال التي ننتجها.

وماذا عن السينما؟

لم أجد عملاً جيداً يحمسني لتقديمه، فأنا أرفض تقديم عمل غير جيد لا سيما في السينما التي يرتادها الجمهور باختياره، ثم يجب أن يكون العمل مميزاً سينمائياً ويضيف إلي جديداً، أنا في انتظاره لأن السينما تاريخ ستبقى وتحفظ ويشاهدها الناس على مدى سنوات، لذا لا أشارك إلا في أعمال مناسبة.

هل ستكرر تجربة الإنتاج التي خضتها في فيلم «حفل زفاف»؟

في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد لا أفكر في ذلك، لكن عندما نتجاوز هذه الفتره قد أكرر التجربة.

ما رأيك بالهجمة التي يتعرَّض لها بعض الأعمال واتهامها بالإساءة إلى الوطن؟

ثمة أعمال تشوه المجتمع ولا بد من منعها، ولا يمكن الحديث هنا عن حرية إبداع لأن الحرية ليست مطلقة، خصوصاً إذا كان العمل يمس ثوابت المجتمع، ومن شأنه الإضرار بالدولة. أنا مع المنع إن كان في صالح المجتمع، قد نختلف على آلية المنع وطريقته لكنه ضروري أحياناً، فحتى في أميركا وأوروبا مرتع الحرية قد تُمنع أعمال معينة.

كيف تقيّم مستقبل الفن؟

المقبل من الأيام أفضل لأن ثمة فنانين يدركون خطورة المرحلة الحالية والتحديات التي نواجهها، بالتالي علينا التكاتف وتقديم فن جيد لمواجهة خطر الإرهاب والمؤامرات، ثم من الواجب أن تتدخل الدولة في الفن بشكل مباشر، سواء بالعودة إلى الإنتاج أو المنع إن اقتضى الأمر.

هل ثمة شخصية أو عمل محدد تتمنى تقديمه؟

أتمنى تقديم أعمال تتمحور حول أخلاق المجتمع الشرقي التي افتقدناها أخيراً، مثل الشجاعة والكرم والصدق، لكن بشكل درامي.

back to top