الموت يُغيّب رضا الفيلي

نشر في 24-11-2014 | 13:41
آخر تحديث 24-11-2014 | 13:41
No Image Caption
فقدت الكويت اليوم ابنها البار رضا يوسف الفيلي أحد رواد الاعلام في الكويت تاركاً خلفه سجلاً حافلاً بالانجاز والعطاء متنقلاً بين وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة.

وعرف الإعلامي الكبير الفيلي وهو عضو سابق في مجلس إدارة وكالة الأنباء الكويتية بشغفه وحبه الكبيرين للإعلام منذ نعومة أظفاره ورأى في الإعلام المدرسي والمخيمات الكشفية ملاذاً له حتى حظي بفرصته للتحليق في سماء الإعلام عبر أثير إذاعة الكويت عام 1959 وحينها لم يكن قد تجاوز ربيعه الثامن عشر.

وعمل الفيلي على صقل موهبته وملكته الإعلامية من خلال العمل الإذاعي ليلاً وهو لا يزال طالباً على مقاعد الدراسة ووجد في شخصية الراحل حمد المؤمن الأب الروحي الذي شد من أزره وشجعه على المضي قدماً نحو تحقيق هدفه.

وكان طموح الفيلي يكبر يوماً بعد يوم ليدخل بعدها في مجال العمل التلفزيوني عام 1961 فاستهل مشواره المرئي مذيعاً في تلفزيون الكويت ليصبح بعدها رئيساً لقسم الأخبار من ثم مراقباً للأخبار في عام 1966 وبعدها مديراً لها عام 1986.

وسعى الإعلامي الفيلي رحمه الله إلى إثراء مسيرته الأكاديمية حيث حصل على بكالوريوس في الإذاعة والتلفزيون من كلية كولومبيا بمدينة لوس انجلوس الأمريكية وأكمل دراسته العليا بجامعة كاليفورنيا بين عامي 1969-1975 ليحصل على درجة الماجستير في الإعلام التنموي من كلية التربية.

وعقب عودته من رحلة الدراسة الأكاديمية تقلد منصب مراقب عام في التلفزيون عام 1975 ثم عين مديراً لإدارة البرامج في التلفزيون عام 1977 وبعد ذلك مديراً لإدارة العلاقات الخارجية في وزارة الإعلام.

وشغل الفيلي في الفترة بين العامين 1981-1985 منصب مدير إدارة المكتب الفني لوكيل وزارة الإعلام وعين وكيلاً مساعداً للإعلام الخارجي في الوزارة عام 1988 وكان آخر منصب تقلده الراحل هو وكيل مساعد لشؤون التلفزيون عام 1990 ليتفرغ بعدها إلى عمله الخاص في مجال البرامج التوثيقية علاوة على إشرافه على تنفيذ العديد من البرامج الناجحة التي قدمت عبر تلفزيون الكويت كما شغل منصب نائب رئيس تحرير جريدة "النهار" المحلية.

وكان الفيلي متزوجاً من الإعلامية الراحلة أمل جعفر إحدى رائدات الإعلام الكويتي وتم عقد قرانهما عام 1964 في منزل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حين كان يشغل منصب وزير الخارجية وكان سموه الشاهد الأول على عقد الزواج.

وشجع الراحل زوجته حين كانت في الـ 18 من العمر على العمل الإعلامي لتكون أول مذيعة في التلفزيون وساندها في مسيرتها قبل أن تبتعد عن العمل الإعلامي وهي في أوج عطائها عام 1993.

تواضع

من جانبه، نعى وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح أحد رواد العمل الإعلامي الكويتي المغفور له بإذن الله تعالى الإعلامي رضا الفيلي.

وقال الشيخ سلمان الحمود لوكالة الأنباء الكويتية اليوم إن الفقيد الفيلي قدم الكثير للإعلام الكويتي وكان منارة في الإذاعة والتلفزيون بما حمله من اخلاص وتفان في العمل من أجل رفعة اسم الكويت.

وأضاف أن للفقيد العديد من الأعمال الخالدة منها برنامج "عالماشي" وبرنامج "من النافذة" وغيرها العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي استطاع من خلالها أن يحفظ جزءاً مهماً من تاريخ الكويت وملامح الدولة قبل النهضة العمرانية.

وأكد الحمود على أن الفقيد الفيلي رحمه الله كان قريباً من الجميع بأدبه الجم وتواضعه منذ انضمامه إلى إذاعة الكويت في شبابه عام 1959 بعمر الثامنة عشرة حتى تقلده عدداً من المناصب القيادية منها رئيس قطاع الأخبار بتلفزيون الكويت ومدير المكتب الفني بوزارة الإعلام وتوليه منصب وكيل مساعد لشؤون التلفزيون.

وذكر الشيخ سلمان الحمود أن الفقيد الراحل الفيلي ظل مخلصاً لعمله ووطنه حتى بعد انتقاله إلى عالم الصحافة من خلال عمله كنائب لرئيس التحرير في جريدة "النهار" الكويتية.

وأعرب باسمه ونيابة عن منتسبي وزارة الإعلام عن خالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد وأعضاء الأسرة الإعلامية الكويتية كافة سائلاً المولى تعالى أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.

خسارة

بدوره، قال رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لوكالة الأنباء الكويتية الشيخ مبارك الدعيج الابراهيم الصباح إن رحيل المغفور له بإذن الله تعالى رضا الفيلي يعد خسارة كبيرة للإعلام الكويتي الذي كان أحد دعائمه وأركانه الثابتة.

وأضاف الشيخ مبارك الدعيج في تصريح لوكالة الانباء الكويتية أن المرحوم رضا الفيلي تغمده الله بواسع رحمته كان قامة إعلامية كبيرة ساهم مع رفاق دربه من أبناء الكويت المخلصين في إرساء القواعد الأساسية للإذاعة والتلفزيون كما امتد عطاؤه إلى عالم الصحافة التي اختتم فيها مشواره الإعلامي.

وأكد على أن فقيد الكويت سيظل علامة واضحة في تاريخ الكويت من خلال بصماته التي تركها في كل موقع إعلامي عمل به أو منصب تقلده وكان مثالاً للإنسان المحب لوطنه المخلص لعمله فنال محبة الجميع واحترامهم وتقديرهم.

وذكر أن أبناء الكويت تعرفوا على المرحوم رضا الفيلي من خلال برامجه الإذاعية الهادفة واطلالته التلفزيونية المتميزة حيث كان من أوائل المذيعين الذين تبوأوا مكانة كبيرة في الإعلام الكويتي وفي قلوب المشاهدين.

وقال الشيخ مبارك الدعيج "عندما توليت مسؤولية الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام مطلع الألفية الجديدة كان الفقيد الراحل يشغل منصب مستشار وزير الإعلام فلمست فيه هدوء الطبع ودماثة الخلق ووضوح الفكر وصواب الرؤية والحرص على مساعدة الآخرين مهما كانت صعوبة الأمر".

وأكد على أن المدرسة الإعلامية التي أسسها المرحوم الفيلي وأبناء جيله من رواد الإعلام الكويتي الأوائل الذين وهبوا كل جهدهم ووقتهم وفكرهم لخلق إعلام كويتي ستظل باقية من خلال تلاميذهم ومحبيهم الذين حملوا المشعل من بعدهم لينيروا طريق المستقبل لأبناء الكويت.

وتوجه الشيخ مبارك الدعيج بخالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد الفيلي وأهله وذويه وزملائه وأبنائه من الأسرة الإعلامية سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد الراحل بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

back to top