آلاف التونسيين يقترعون بهدوء لاختيار أول رئيس بعد الثورة

نشر في 24-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 24-11-2014 | 00:01
● السبسي واثق بالفوز ويراهن على إقبال كبير... والغنوشي «فخور» ● المشاركة بالخارج 18.61%
توافد الناخبون التونسيون على مراكز الاقتراع أمس للتصويت في الانتخابات الرئاسية لاختيار أول رئيس للبلاد بعد الثورة التي أطاحت بزين العابدين بن علي، وذلك في أجواء من الهدوء الأمني ووسط إقبال متفاوت بين منطقة وأخرى.

وسط أجواء هادئة وإجراءات أمنية مشددة وبعيداً عن أجواء ما أطلق عليه «الربيع العربي»، أدلى الناخبون التونسيون بأصواتهم أمس في أول انتخابات رئاسية حرة مباشرة هي آخر خطوات الانتقال إلى «الديمقراطية الكاملة» بعد انتفاضة 2011 التي أنهت حكم زين العابدين بن علي، ووسط إقبال وصفه البعض بـ»الفاتر» في ظل الاعتقاد بعدم قدرة الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي أو رئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي أبرز المتنافسين على حسم المعركة الانتخابية من الجولة الأولى.

وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها أمام 5.2 ملايين ناخب في مستهل عملية التصويت بالانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها 27 مرشحا يخوضون السباق نحو قصر قرطاج، لكن السباق محتدم بين السبسي (87 عاما) المسؤول السابق في عهد بن علي والرئيس المرزوقي الذي حذر من صعود شخصيات من عهد نظام الحزب الواحد مثل السبسي.

وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تأخير توقيت فتح مكاتب الاقتراع إلى الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي بدلا من السابعة مثلما حدث في الانتخابات التشريعية على أن تغلق في السادسة مساء، باستثناء نحو 50 مركزا سيتم فيها فتح مراكز ومكاتب الاقتراع من العاشرة صباحا إلى الثالثة مساء، لدواعٍ أمنية.

إلى ذلك، قال مسؤول بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات، إن نسبة الإقبال على التصويت في الاستحقاق الرئاسي بلغت نحو 20 في المئة بحلول منتصف نهار اليوم.

ووصف المتحدث باسم الهيئة كمال التوجاني لـ»كونا» نسبة الإقبال في مختلف مراكز الاقتراع بأنها جيدة، مشيدا بجهود مؤسسات المجتمع المدني لحث التونسيين على القيام بواجبهم الانتخابي.

وبدا أن نسبة الإقبال على مراكز الاقتراع في أنحاء تونس في وقت مبكر من صباح أمس كانت أقل منها أثناء الانتخابات التشريعية.

وستعلن النتائج خلال 48 ساعة، لتبدأ البلاد في وضع أسس لـ»الجمهورية الثانية» بعد أن ترأس كل من الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي نظام الحكم طوال نصف قرن، في ما يمكن أن يطلق عليه «الجمهورية الأولى».

السبسي يثق

من جهته، قال السبسي في تصريحات عقب إدلائه بصوته في مكتب اقتراع شمال العاصمة تونس: «لنا ثقة في الشعب، وننتظر قراره، وسأحترم قرار الشعب»، مضيفاً «إن شاء الله الاقبال يكون كبيرا، ستواصل تونس مشوار الانتقال الديمقراطي، وأنا أنتخب كأي مواطن وأدعو ليكون الإقبال كبيرا».

واصطف عشرات التونسيين أمام مركز الاقتراع للتعبير عن مساندتهم قايد السبسي، دون أن يقترعوا، وهتفوا له: «تحيا تونس بالباجي»، وأدلى السبسي بصوته وسط إجراءات أمنية مشددة.

‫الغنوشي فخور

في غضون ذلك، قال رئيس حركة النهضة راشد ‫‏الغنوشي‬ «انه لا خوف من عودة الاستبداد والظلم والعتو والشعب التونسي يصنع مصيره بيده وهو متحضر وينتخب رؤساءه ويراقبهم ويعزلهم متى يشاء»، مضيفاً «ينبغي على كل التونسيين أن يكونوا فخورين ببلادهم وبتجربتهم وبريادتهم في المجال الديمقراطي، وأن يتهيئوا بهذا الانتقال من الثورة إلى ثروة وتنمية وشغل ومزيد من الحرية ومزيد من الديمقراطية».

وأشاد الغنوشي في تصريحات إعلامية أثناء إدلائه بصوته، قائلا: إن «هذا اليوم تاريخي ستظل الأجيال تفتخر به وبكونها شاركت في أول انتخابات رئاسية تجري في ظل ديمقراطية حقيقية وإعلام حر ونزاهة انتخابية»، وتابع انه فخور بأنه يجري لأول في حياته انتخاب الرئيس وهناك من مات ولم ير هذا اليوم.

من ناحيته، أعرب رئيس الحكومة المؤقتة الحالية المهدي جمعة عن سعادته بالإدلاء بصوته لأول مرة لانتخاب رئيس الجمهورية، داعيا الشباب إلى الإقبال بكثافة على مراكز الاقتراع.

وقال جمعة الذي اصطف في طابور مع الناخبين لدى إدلائه بصوته في أحد مراكز الاقتراع «سعيد بأداء واجبي الانتخابي وممارسة حقي في اختيار رئيس الجمهورية لأول مرة». وأضاف «سعيد كرئيس حكومة لأن هذه الحكومة كان من أولوياتها الوصول إلى مثل هذا اليوم السعيد».

وتابع «عملنا من أجل توفير المناخات السياسية والأمنية»

انتخابات الخارج

في هذه الأثناء، أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بالدوائر الانتخابية بالخارج التي انطلقت أمس الأول ومتواصلة لليوم الثالث بلغت إجمالا 18.61 في المئة.

وقالت عضوة الهيئة فوزية الدريسي، إن نسب المشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بالدوائر الانتخابية بالخارج متقدمة، حيث بلغت في دائرة الدول العربية وباقي دول العالم 28.03 في المئة، وفي دائرة الأميركيتين وباقي الدول الأوروبية 16.60 في المئة ودائرة ألمانيا 17.03 في المئة، وفي دائرة ايطاليا 6.32 في المئة، وفي دائرة فرنسا الشمالية 26.95 في المئة، وفي دائرة فرنسا الجنوبية 17.62 في المئة.

وأشارت الدريسي إلى عزوف الشباب عن المشاركة في عملية التصويت وإقبال كثيف للمسنين والكهول في كل المكاتب.

في السياق، أكدت بعثة «مركز كارتر» الدولية لمراقبة الانتخابات أمس أن انتخابات الرئاسة في تونس تسير بشكل منظم وهادئ في معظم مكاتب الاقتراع، وأنه لم تسجل أي تجاوزات تذكر من شأنها التأثير على سير العملية.

(تونس - أف ب، رويترز،

د ب أ)

100 ألف شرطي وعسكري لتأمين الاقتراع

أفاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية محمد العروي أمس بأن العدد الإجمالي للشرطيين والعسكريين، الذي يقومون بتأمين الانتخابات الرئاسية، ارتفع إلى 100 ألف عنصر.

وصرح العروي بأن عدد الأمنيين المنتشرين في أنحاء البلاد، لضمان السير العادي للانتخابات، بلغ 62 ألفا من مختلف الوحدات، مقابل نحو 50 ألفاً كانوا أمّنوا الانتخابات التشريعية قبل شهر، مضيفاً أن العدد الإجمالي للقوات المسلحة المنتشرة على الأرض، بما في ذلك قوات الجيش، يقارب 100 ألف عنصر.

وأوضح أنه تم نشر قوات خاصة لمكافحة الإرهاب في أنحاء البلاد، تحسباً لأي مخاطر نوعية تستهدف العملية الانتخابية.

ويعد الرقم أعلى من القوات التي تم نشرها في الانتخابات التشريعية والتي فاقت 70 ألف عنصر.

وكانت السلطات التونسية أغلقت حدودها مؤقتاً مع ليبيا منذ الخميس الماضي، لتفادي كل ما يعكر صفو الأمن خلال الانتخابات الرئاسية.

back to top