جرائم «شرف» مُخلة... بالأخلاق والقانون

نشر في 24-11-2014 | 00:03
آخر تحديث 24-11-2014 | 00:03
No Image Caption
ترفع السيدة الباكستانية راضية بصرها إلى السماء، وهي تحمل مصحفا بيدها، والدموع تملأ عينيها، وتبدأ بالدعاء، فقد فقدت واحدة من بناتها وقتلت الثانية في جريمة ثأر عائلية، لكن كما جرت العادة في باكستان، لا أحد يعاقب مرتكبي «جرائم الشرف».

وراضية، الأرملة ذات الخمسين عاماً، واحدة من عدد لا يحصى ولا يعد من أمهات منسيات فقدن بناتهن بسبب «جرائم الشرف»، في هذا المجتمع الريفي المحافظ والمتشدد اجتماعياً.

ومنذ عام 2008، راحت أكثر من ثلاثة آلاف امرأة ضحية لهذه الجرائم التي يطلق عليها محلياً اسم «كارو كاري»، وفقاً لمنظمة أورات غير الحكومية المعنية بالدفاع عن حقوق المرأة.

تجلس راضية على سرير وضعته قبالة منزلها في قرية ساشال شاه مياني في إقليم السند جنوب باكستان، على مقربة من النهر، وتروي مأساتها.

بدأت القصة في عام 2010، حين انتقلت ابنتها خالدة مع عائلة زوجها إلى كراتشي، على بعد 450 كيلومتراً، إذ فقد أثرها في ظروف غامضة.

أصابت هذه الحادثة الأم بأسى بالغ، لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل إن عائلة زوج ابنتها أتت غاضبة لمطالبتها بالتعويض عن اختفائها، وحدد التعويض بان تزوج ابنتها الثانية شادية شاباً من العائلة.

رفضت راضية ذلك، ودفعت ثمن رفضها بأن دخل ثلاثة رجال إلى منزلها، وقتلوا ابنتها برصاصة في الظهر، ثم لاذوا بالفرار ولم يسعَ أحد للبحث عنهم وتوقيفهم.

ومنذ ذلك الحين تعيش راضية مع دموعها على ابنتها، طالبة عدالة لم تتحقق.

وينتشر هذا النوع من الجرائم في الأرياف في باكستان، ويرتكب بذريعة ان المرأة المقتولة أقامت علاقة غير شرعية تستوجب التخلص منها ومسح «العار» عن العائلة.

لكن هذه الجرائم غالباً ما تكون ذات دوافع مختلفة في الحقيقة، وتقول إيروم أوان المسؤولة عن وحدة مكافحة جرائم الشرف في الشرطة في السند: «في معظم الحالات تقتل النساء لأسباب تتعلق بالميراث»، ويقال إنها قتلت بدافع الشرف، وهو ما يؤكده أيضا الصحافي خالد بنبهان الذي يؤكد وقوع جريمتين أو ثلاث من هذا النوع يومياً.

وتستخدم ذرائع «الشرف» كذلك للمحافظة على سلطة الإقطاع التي تضاهي قوة الدولة في أرياف السند.

(أ ف ب)

back to top