خالد أبو النجا: تعايشت مع أحاسيس المعتقل المتضاربة

نشر في 24-11-2014 | 00:02
آخر تحديث 24-11-2014 | 00:02
No Image Caption
بعد تجسيده شخصية عجوز في فيلم {فيلا 69}، شارك خالد أبو النجا في ثلاثة أفلام لكل واحد منها لهجة مختلفة عن الآخر، وعُرضت في الدورة الـ36 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي التي انتهت أخيراً، وحصد عن {عيون الحرامية} جائزة أحسن ممثل في المهرجان. حول أعماله الثلاثة، والصعوبات التي واجهته فيه، ومشروعاته المقبلة كانت لـ {الجريدة} معه هذه الدردشة.
كيف وجدت جائزة أحسن ممثل التي حصلت عليها من مهرجان القاهرة السنيمائي الدولي؟

 سعدت بها لأنها تقدير من مهرجان بلدي عن دور جسدته في فيلم فلسطيني هو {عيون الحرامية}، حيث بذلت مجهوداً فيه لإتقان اللهجة الفلسطينية وأتمكَّن بالتالي من إقناع الجمهور بالشخصية. عموماً، الجوائز التي أحصل عليها تدفعني إلى الأمام، وتحملني مسؤولية نحو اختياراتي المقبلة.

حدثنا عن شخصية {طارق} التي تجسدها في الفيلم؟

رجل متزوج كان يعمل مهندساً، واعتقل في أحداث الانتفاضة الفلسطينية عام 2002، وخرج بعد 10 سنوات ليبحث عن أسرته، ويفاجأ بأن زوجته توفيت، فيما تبَّنت إحدى العائلات ابنته، ليبدأ رحلة البحث عنها.

ماذا عن اللهجة الفلسطينية؟

استغرقت وقتاً حتى أتمكن من إجادتها، ولكن المشكلة كانت في أن لكل شارع في فلسطين لهجة خاصة به، لذا قررنا أن نستخدم لهجة واحدة هي لهجة نابلس، إلى جانب استعانتي بفتاة مهمتها أن تستمع إلى الجمل الحوارية التي أقولها لتتأكد من مدى صحتها.

ما الصعوبات التي واجهتك في الدور؟

التركيز على الحالة الإنسانية والهمّ الذي خرج به هذا الرجل بعد مرور 10 سنوات عليه في السجن، وحالته النفسية بالتأكيد لن تكون مثل غيره؛ فالمواطنون الذين يخرجون من السجن بعد مدة لا يستطيعون الاندماج مع الناس بدرجة كبيرة، وفي الوقت نفسه يحاول «طارق» الاقتراب منهم ليجد ابنته، ولكنه أيضاً يرغب في العزلة عنهم رغم أنهم قد يكونون أحبوه ويرغبون في ودّه.

كيف أثر ذلك على علاقته بابنته؟

للأسف، بعدما وجدها لم تكن لديه القدرة على التصريح لها بأنه والدها، وكان الألم الذي يعانيه نظراً إلى انعزاله فترة طويلة عن الناس خلال فترة اعتقاله عاملاً رئيساً في ذلك، لكنه حاول تقديم أمور أخرى لها، وهذه الأحاسيس المتضاربة تعايشت معها وحاولت نقلها إلى المشاهد كي  يتفاعل مع الشخصية.

ما الذي يجعل «عيون الحرامية» مختلفاً عن غيره من الأعمال التي ناقشت القضية الفلسطينية؟

اعتماده على استعراض حالة إنسانية أكثر من الكلام في شأن هذه القضية رغم اعترافنا بأهميتها، فقد ناقشناها في إطار أكبر وأعم، أي أنه يمكن وضع هذه القصة في بلد آخر حتى إذا كان بلد المحتل نفسه ليلمسه المشاهد. بمعنى أننا اهتممنا بالجانب الإنساني لمواطن تحت الاحتلال.

كيف وجدت العمل مع المخرجة الفلسطينية نجوى النجار؟

مخرجة متميزة، وهي قامت بتأليف الفيلم، لذا كانت توجهنا وتجعل نصب أعيننا أننا نناقش حالة إنسانية، واستخدمت في ذلك لغة المشاعر التي هي في رأيي لغة السينما الحقيقية لقدرتها على عبور القارات والثقافات.

ما رأيك في تصريح المخرجة بأن مشهد قنص الإسرائيليين الذي قدمته قد يمنع الفيلم من الحصول على «الأوسكار» المرشح له؟

تفهَّم القيمون على المسابقة أن العمل يتناول حالة إنسانية قد تزداد فرصة فوزه فيها، خصوصاً أن البطل يتساءل في النهاية، هل كان علينا أن نأخذ حياة أحد حتى نضمن حياة أفضل لأبنائنا؟ وفي المشهد الذي يجيب فيه عن سؤال ابنته حول مقاومة الإسرائيليين، يقول: «منذ متى كانت مقاومة الاحتلال جريمة؟ وهذا السؤال يطرحه على نفسه لأنه بدأ يشعر أن الإجابة عنه قد تكون  السبب في أن يعيش بعيداً عن ابنته، وهذا ما حدث في النهاية.

كيف كانت الكواليس؟

عظيمة، والمثير أن فريق العمل يتكون من جنسيات متعددة من أيسلندا، وألمانيا، والأردن، وفلسطين، والجزائر، ومصر. أعتقد أن التعدد من ضمن عوامل التحدي التي واجهت المخرجة، خصوصاً أن البطلة جزائرية وهي المطربة سعاد ماسي التي تمثل للمرة الأولى، وأنا ممثل مصري، إضافة إلى أن في الفيلم ممثلي مسرح يقدمون أولى خطواتهم السينمائية.

ما الذي شجعك على قبول في «ديكور»؟

كل مشهد فيه بمثابة فيلم جديد، ذلك نظراً إلى الحالة النفسية التي تعانيها «مها»، حورية فرغلي، ما دفع الأبطال  ليكونوا حريصين على ذلك، كي يتفاعل المشاهد معهم، وذلك من خلال إخفاء تفاصيل وإظهار أخرى، فيدخل الجمهور في القصة ولا يعود بحاجة إلى الإيضاح، ويبدأ في الاختيار بين الحياتين.

ما الهدف من هذه الحيرة؟

الهدف أن علينا تحديد خيار معين بين الخيارات المتاحة للعيش، وذلك في أقرب وقت لأننا إذا لم نختر سندمر حياة المحيطين بنا، ولعل أفضل قرار اتخذته «مها» أنها قررت الابتعاد عن الحياتين اللتين يمثلهما «شريف»، و{مصطفى»، وتفضيلها أن تبدأ حياتها من جديد.

ما الغرض من تقديم أحداث الفيلم بالأبيض والأسود؟

انعكاس لحصر البعض حياته واختياراته بين هذين اللونين، رغم أن بينهما عدداً لانهائياً من النقاط الرمادية، وهو ما يمثل اختياراً ثالثاً. كذلك من حق أي شخص اختيار الجزء الذي يريده بينهما، ومشهد النهاية قدَّم ذلك بوضوح، وهو أيضاً انعكاس لحالة الاستقطاب الراهنة التي يواجهها المواطنون في البلاد العربية، وحركات التخوين بأنك إذا لم تكن تؤيد نظاماً ما فتصبح خائناً، والعكس صحيح.

هل هذا يعني أن «ديكور» فيلم مناسب للمرحلة التي تمر بها بلادنا؟

صحيح، وفي رأيي هذا ذكاء من صانعي  العمل شيرين ومحمد دياب، كذلك المخرج أحمد عبد الله السيد. رغم أن الفيلم لا يقدم رسائل سياسية مباشرة، أو يستعرض أحداثاً في هذا الإطار، لكن المتابع له بحرص سيتبين له أنه في صميمه يعكس حياة نعيشها.

ما الذي جذبك في «من الألف إلى الباء» لتظهر فيه كضيف شرف؟

تدور الأحداث حول ثلاثة شباب، مصري وسعودي وشامي، ويظهر كل  منهم بلهجته الأصلية، واؤدي أنا شخصية ضابط سوري يقابلونه حينما يمرون على سورية خلال رحلتهم. أعجبتني فكرة الفيلم وتضمنه ممثلين من جنسيات عدة، وهو من بطولة شادي ألفونس، وفهد البتيري، وإخراج علي مصطفى، ويشارك في إنتاجه محمد حفظي.

ما آخر أخبار فيلم «قدرات غير عادية»؟

قيد عمليات المونتاج والمكساج الأخيرة، وسيعرض قريباً في مهرجان دبي السينمائي. يشرفني تعاوني فيه مع المخرج داود عبد السيد، ويشاركني بطولته كل من نجلاء بدر، ومحمود الجندي.

ما جديدك؟

أحضر لفيلم كوميدي، لا أودّ التصريح عنه حتى نبدأ التنفيذ، كذلك لدي مشروع مسلسل تلفزيوني، ولكنني لا أعلم موعد طرحه.

back to top