تفادَ الملح لصحة قلب أفضل

نشر في 23-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 23-11-2014 | 00:01
No Image Caption
يشكل الابتعاد عن استهلاك ملح المائدة والأطعمة الغنية به أحد السبل للتمتع بقلب صحي. وفي الوقت نفسه، يُشجع الأطباء على الإكثار من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم.
من الممكن للنظام الغذائي الغني بالصوديوم أن يرفع ضغط الدم، ما يزيد مخاطر الإصابة بنوبة قلبية، سكتة دماغية، أو مشاكل قلبية وعائية أخرى. ولكن ما مقدار الصوديوم (أحد مكونات الملح الرئيسة) الذي يُعتبر آمناً؟ يستهلك الإنسان العادي نحو 3400 مليغرام من الصوديوم يومياً. إلا أن التوجيهات الفدرالية الأميركية الراهنة توصي باستهلاك ما لا يزيد عن 2300 مليغرام، في حين أن جمعية القلب الأميركية تنصح بما مجموعة 1500 مليغرام يومياً.

في شهر أغسطس الماضي، أعادت ثلاثة مقالات في مجلة New England Journal of Medicine إشعال جدل يعتمل منذ زمن. فقد استخلص أحدها، وقد حاز اهتماماً إعلامياً كبيراً، أن استهلاكنا المعتدل من الصوديوم لا يضر بصحة القلب، مع أن الإفراط أو الإقلال منه يتحولان إلى مشكلة. ووافقه المقال الثاني الرأي. أما الثالث، فأشار إلى أن نظاماً غذائياً يفتقر إلى البوتاسيوم قد يكون بالضرر ذاته كما النظام الغني بالصوديوم.

لكن الدكتور إليوت أنتمان، رئيس جمعية القلب الأميركية وبرفسور متخصص في الطب في كلية الطب في جامعة هارفارد، يشكك في دقة هذه الاكتشافات، مشيراً إلى أنها ارتكزت على عينات بول أخذت مرة واحدة لتقدير مدى استهلاك الناس من الصوديوم. ويضيف: {ما زلنا نصرّ على أن من المهم الحد من استهلاك الصوديوم إلى ما دون الألف والخمسمئة مليغرام يومياً}.

تدعم دراسة إضافية أخذت بياناتها من 66 دولة هذه الفكرة. فيعتقد باحثوها أن استهلاك أكثر من ألفي مليغرام من الصوديوم يوماً قد يكون السبب وراء وفاة شخص من كل عشرة جراء الأمراض القلبية الوعائية حول العالم. علاوة على ذلك، تُظهر البيانات من إنكلترا أن إستراتيجيات الحد من الملح في الأطعمة المعالجة أدت إلى انخفاض ضغط الدم، فضلاً عن الحد من النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

قوة البوتاسيوم

بالإضافة إلى الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالصوديوم، تستطيع أن تخفض ضغط دمك وتحسن صحة قلبك بتناول مزيد من الفواكه والخضروات التي تحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم (تكون نسب الصوديوم فيها منخفضة طبيعياً). فعندما تستهلك كمية من الصوديوم تفوق ما يحتاج إليه جسمك، يزداد مقدار السوائل المحيطة بخلاياك وفي أوعيتك الدموية. ولا شك في أن هذا يرفع الضغط داخل الأوعية الدموية ويجعل القلب يعمل بقوة أكبر. يساعد البوتاسيوم الجسم في التخلص من الصوديوم الزائد، ويسهم في استرخاء الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.

تبلغ الكمية الموصى بتناولها يومياً من البوتاسيوم 4700 مليغرام. تذكر اختصاصية التغذية كاثي ماكمانوس، التي تدير قسم التغذية في مستشفى Brigham and Women's التابع لجامعة هارفارد، أن الشمام أحد مصادر البوتاسيوم المهمة. فيحتوي الكوب على كمية كبيرة من البوتاسيوم (نحو 417 مليغراماً)، إضافة إلى أنه لا يحمل الكثير من السعرات الحرارية (53)، وهو متوافر طوال السنة. وتوضح ماكمانوس: {يميل الناس عادةً إلى تناول الفاكهة والخضروات المألوفة. لذلك أحاول التركيز عليها}. وتنصح أيضاً بتناول الطماطم والدراق والنكتارين، خصوصاً في موسمها. أما بين الخضروات، فجرب سلطة أوراق السبانخ الصغيرة، الهليوم المشوي، ملفوف بروكسل، أو البطاطا الحلوة.

إليك أبرز خمسة مصادر للصوديوم في الغذاء، فضلاً عن تعليقات من اختصاصية التغذية من مستشفى Brigham and    Women’s كاثي ماكمانوس:

• الخبز واللفافات: لا يعود اختيار هذه الفئة من الطعام إلى أن الخبز مالح (تحتوي قطعة من الخبز على 100 أو 200 مليغرام من الصوديوم)، بل إلى أننا نكثر من تناولها، وفق ماكمانوس.

• اللحوم الباردة والمعالجة: حتى اللحوم الباردة القليلة الصوديوم تحتوي على كمية كبيرة من الملح: تحتوي حصة من صدر الحبش القليل الملح (56 غراماً) على نحو 440 مليغراماً من الصوديوم.

• البيتزا: تتناول كل يوم نسبة كبيرة من الناس ما صار يُعرف {بالطعام الأكثر شهرة في العالم}. لكن كل ما تشمله البيتزا يحتوي على كمية كبيرة من الملح، بما فيها العجينة، الصلصة، الجبنة، وما يُضاف إليها من لحوم.

• الدجاج: تُفاجئ هذه الفئة من الطعام بعض الناس. توضح ماكمانوس: {يكثر عدد كبير من الناس من تناول الدجاج، إلا أنهم لا يعدونه في المنزل، حيث يمكنهم التحكم في كمية الملح المضاف. يحتوي كل 84 غراماً من صدر الدجاج المشوي على 70 مليغراماً من الصوديوم. لكن الكمية ذاتها من الدجاج المشوي الذي تشتريه من المطعم تحتوي على أربعة أضعاف هذه الكمية}.

• الحساء: تُعتبر أنواع الحساء المعلب مذنبة في هذا المجال، بما أن بعض الأصناف يحتوي على نحو 940 مليغراماً من الصوديوم في الحصة.

back to top